أقلام حرة

عبد المنعم إسماعيل يكتب: الصهيونية والخمينية وقاعدة التوازن في المواجهة

اليهود والصهيونية هم قاعدة البلاء العالمي لهذا الكون والصليبية والصفوية الخمينية والعلمانية أخبث أدوات الدعم لهذا الشؤم الراعي لمنهج أصحاب الجحيم فحين المواجهة مع الصهيونية ليس من العقل مدح الخمينية السبئية بجميع مشتقاتها وعند التحذير من الصفوية الإسماعيلية السبئية اليهودية ليس معناه التغافل عن الخطر الجهنمي الصهيوني أو الصليبي بمدارسه الحداثية أو العلمانية أو الاشتراكية أو الطائفية الداعشية الساعية لتفجير الأمة من الداخل لتسقط بين يدي الذئاب المفترسة لعموم أصحاب الجحيم.

منهجية التوازن في معايشة التدافع تحتاج بصيرة وفقه يدرك المسؤولية التاريخية للأمة في الواقع المعاصر مع أخذ الحيطة للمتغيرات المستقبلية التي تنتج تباعا للتحديات أو للمتغيرات في معايير القوى أو ألاعيب السياسة الدولية الناتجة عن مشاريع العداء التاريخي أو طبيعة الخلافات المرحلية للأمة الإسلامية في الواقع المعاصر والمستقبل القريب أو البعيد.

ليس من أدبيات التوازن والالتزام بالمنهجية تجاهل طبيعة جذور العداء للأمة وفروع البلاء الناتج عنه فكل باطل له أصل وفرع والاهتمام بمقاومة الاصل ليس معناه دعم الفرع الناتج عنه والعكس صحيح فليس التحذير من الفرع المنحرف سببا في التجاهل للأصل الظالم الجاحد المؤسس لقاعدة الخلل الشامل لأصحاب الجحيم فالسعي نحو مقاومة الصهيونية يجب أن يمر بعيدا عن تلميع الخمينية السبئية المجرمة والعكس مطلوب الف في المائة فليس التحذير من الخمينية السبئية سبيلا للتغافل عن الصهيونية والصليبية والماسونية الالحادية والعلمانية الفاشية المؤسسة لكل باطل في الواقع المعاصر.

لولا ضياع الخلافة الإسلامية ما كانت الدويلات الوظيفية المدمرة للبنيان الشامل الجامع للأمة وهذا ليس معناه هجر مفهوم الوطنية التي تحافظ على البقية القليلة الباقية من قضية الانتماء للأمة العربية والإسلامية فما لا يدرك جله ولا يترك كله فالحذر من الولاءات الضيقة ليس معناه هجر الأخوة الاسرية أو القبلية المكونة لخلايا البناء الاجتماعي للقبيلة أو القرية أو المدينة ومن ثم الدولة والأمة فالمحاضن الجامعة وان كانت صغيرة تستثمر لتحقيق ما هو اكبر ولا تهدم حتى لا نصل لمرحلة التيه الشامل فانتبه يرحم الله الجميع ومن هنا يكون العقل أدرك الوسطية في التعامل مع الكيانات الجزئية للوصول للأصل الجامع للأمة وليس السعي نحو الهدم املا في البناء فهذا لا يكون إلا في قضايا الكفر بالطاغوت المؤسس لثابت الإيمان بالله رب العالمين فالإسلام استثمر محاسن الجاهلية القديمة طبقا لقاعدة خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام وكأن الإسلام أراد أن يرشدنا جميعا إلى لمحة عدم النظرة اليائسة لكل بنيان الجاهلية فلعل في بعض المفردات او المواقف ما يجعلنا إلى الاستفادة منها وهنا مربط الفرس في التلاقي والحوار مع المختلفين حول العمل الجماعي او الحزبي بين مؤيد مغالي أو جاحد معاند.

مما سبق يؤسس لحتمية حراسة الدولة الوطنية القائمة باعتبارها الكيان العاصم من التيه الشامل الذي يتمناه بنو صهيون وعصابات النظام العالمي الجديد الذي ترعاه أمريكا وعواصم الشؤم الداعمة للحرب في بلاد العرب السنة منذ عام 2003الى اليوم مرورا بحروب تفكيك المنطقة عقب ما يعرف بالربيع العربي وتوالي فكرة الثورة التي انتجت كيانات الهلاك وقضت على الأوطان الموجودة حسب مخططات الصهاينة كما ارادوها في احجار على رقعة الشطرنج.

والله المستعان.

عبد المنعم إسماعيل

كاتب وباحث في الشئون الإسلامية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى