الأمة : خُصّصت الهيئة العمومية للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين قضية الأقصى وما يجري من أحداث في فلسطين عامّة وفي غزّة خاصّة بندوة انتهى فيها المؤتمرون إلى ما يلي:
1 ـ يؤكد الاتحاد على ما أصدره من بيانات سابقة ومواقف معلنة لنصرة قضية مسرى النبي صلى الله عليه وسلم.
ويندّد الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين بأقصى العبارات بالاعتداءات الوحشية الهمجية على المواطنين الفلسطينيين العزّل من قبل الصهاينة.
ومن وقف معهم بالتأييد أو الصمت والإقرار وأسهم في إبادة جماعية للأطفال والنساء والرجال وفي دمار شامل لكلّ شيء على وجه الأرض وباطنها لم يشهد العصر الحديث لها مثيلا.
والحال أنّ هذا الإعتداء والتأييد يصدر ممن يرفعون شعار حقوق الإنسان والمدنيين والأطفال في ازدواجية للمقاييس في التفرقة بين الناس بحسب أجناسهم وألوانهم وأديانهم. وهو ما تكون نتيجته أن يكفر الناس بهذه الشعارات فتسود الفوضى في العالم.
2 ـ يشيد الإتحاد بمواقف الشعوب الإسلامية وغير الإسلامية، ومواقف بعض الأحرار من المفكرين والمثقفين، ومواقف بعض الدول وعلى رأسها دولة جنوب إفريقيا.
فيما أبداه هؤلاء جميعا من مؤازرة لحقوق الفلسطينيين، وشجب وتنديد بالإجرام الذي يتعرضون له من قبل الصهيونية ومن والاها، وتقدمت بطلب إلى محكمة العدل الدولية لمحاكمة الكيان الصهيوني على جرائمه ضد الإنسانية.
3 ـ يدعو الإتحاد الشعوب إسلامية وغير إسلامية والدول كلها وأحرار العالم إلى الضغط المكثّف بكل الوسائل المشروعة لرفع هذه الإبادة الجماعية التي تشمل أهل فلسطين عامّة وأهل غزّة خاصّة.
وتدشين إعلان الدوحة لإقامة ” حلفا للفضول” يناصر كل مظلوم دون تفرقة بين لون أو جنس أو دين .
4 ـ ندعو الأمّة الإسلامية خاصّة حاكمين ومحكومين إلى نصرة الشعب الفلسطيني بكلّ الوسائل الشرعية لرفع الظلم عنهم، والحصول على حقوقهم في استعادة وطنهم المحتلّ ، وتكوين دولتهم مثل سائر شعوب العالم.
5 ـ يدعو الاتحاد العالمي الأمّة الإسلامية حاكمين ومحكومين إلى نبذ الفرقة، بينهم، وانتهاج الحوار فيما يختلفون فيه، وحلّ مشاكلهم بالتوافق.
كما يدعو إلى الإستبعاد الكلّي لنهج فتنة التحارب فإنها أشدّ من القتل، ويدعو المعتدين إلى الرجوع عن فرقاء الذين يدور بينهم الآن فتنة الحرب إلى أن يتّقوا الله في أنفسهم وفي شعوبهم.
وأن يسعوا جادّين لحلّ مشاكلهم بوسائل السلم لا بوسائل الحرب فإنّها متلفة للأنفس والأموال والتنمية والتعمير.
جرائم مليشيات “الدعم السريع”
6- يؤكد الاتحاد تضامنه العميق مع شعب السودان الشقيق في محنته التي يتعرض لها من قبل قوات “الدعم السريع” الباغية على إنسانه وموارده وهويته وقيمه قتلا ونهبا وتشريدا.
وندعو الدول العربية والإسلامية أن تنهض بواجب نصرة السودان وأهله حتى يتحقق له الأمن والاستقرار.
7 ـ يدعو الاتحاد أحرار العالم عامّة والمسلمين خاصّة إلى أن ينتصروا للمظلومين والمضطهدين في كلّ أنحاء العالم بقطع النظر عن أجناسهم وألوانهم وأديانهم.
وأن يعملوا على رفع الظلم والإضطهاد عنهم، وأن يُمكّنوا من حقوقهم في الحرية والعيش الكريم، وتقرير المصير، وتنظيم أمورهم بحسب إرادتهم.
وذلك أداءا لما أوجبه الله عليهم ، ووفاء لحقوق الإنسان، وحفظا للسلم العالمي، وتفاديا للصراعات المحبطة لمستقبل الحضارة الإنسانية.
8 ـ يدعو الاتحاد كافّة المسلمين إلى أن ينتهجوا في العلاقات بينهم وفي تدبير شؤونهم نهج قرآنهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، وتفعيل قيم الشورى والحوار والتغافر، وأن يراعوا بجدّية حقوق الإنسان، وحفظ كرامته، والحريات العامّة والخاصّة.
وأن لا يؤآخذ الناس بجريرة آرائهم، والتعجيل بإطلاق سراح كل مساجين الرأي من المفكرين والعلماء، وأن يسعوا جهدهم في تحقيق التنمية، وبناء العمران، وإنجاز الحضارة، وللحكّام المسؤولية الأولى في هذه السبيل.
9ـ يدعو الاتحاد المسلمين كافّة إلى أن يتمسّكوا بالقيم الإسلامية والإنسانية في التعامل مع سائر الأمم والشعوب والدول، وأن يكونوا سفراء للإسلام أينما حلّوا.
حفظا للحقوق، وعدلا بين الناس، ومقاومة للغلوّ والتطرّف، ونصرة للمظلومين، ونشرا للخير في كلّ مكان، وتحقيقا للسلم العالمي، وتعاونا على البرّ والتقوى، وسعيا إلى العلم.
وإسهاما حقيقيا في حلّ المشاكل التي تعترض الإنسانية في مجال البيئة، والأسرة، والعلاقات الاجتماعية، والعدل والمساواة بين الناس.
وذلك ليكونوا شهداء على الناس كما كلّفهم الله تعالى بهذه المهمّة، وذلك كما جاء في قوله تعالى:” وكذلك جعلناكم أمّة وسطا لتكونوا شهداء على الناس”