علي جثث الإيرانيين ..نظام الملالي يراهن علي الجرائم الوحشية للبقاء في السلطة
بالتزامن مع السجل الدولي لجرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها نظام الملالي ضد مجاهدي خلق في مذبحة عام 1988، ومع التعذيب وأعمال القتل المروعة التي شهدها عامي 1981 و1982 والتي تم توثيقها في التقرير الرسمي لمقرر الأمم المتحدة، تسببت صور السلوك الوحشي لقوات النظام القمعية في صدمة كبيرة داخل المجتمع الإيراني في الأيام الأخيرة.
كما أشرنا في هذا العمود بالأمس، فإن هذه الجرائم ليست مجرد “استثناءات” أو حوادث عرضية، بل هي “القاعدة” التي يعتمد عليها حكم الملالي. وقد استخدم مقرر الأمم المتحدة مصطلح “الفظائع” لوصف مذابح ثمانينيات القرن العشرين، بجانب مصطلحات مثل “الإبادة الجماعية” و”الجرائم ضد الإنسانية”، وهي مصطلحات تنطبق أيضاً على الجرائم التي نراها اليوم.
ومع ذلك، فإن الكلمات مثل “البربرية” و”الوحشية” لا تكفي لتحليل وفهم هذه الجرائم بشكل كامل. لأن تكرار هذه الفظائع وإعادة إنتاج المرتزقة بهذه القسوة أمران ضروريان “للحفاظ على النظام” القائم في عهد الملالي، ويمكن فهم هذه الجرائم في هذا السياق.
منطق “الحفاظ على النظام”، الذي قدمه خميني على أنه “أوجب واجبات” النظام، لا يزال مبدأً سارياً وحاسماً ليس فقط في القمع والسياسة الداخلية، بل يمتد أيضاً إلى السياسة الخارجية، وإثارة الحروب، والتدخل في دول المنطقة، وتصدير الإرهاب. ومع مرور الوقت، وانتشار وباء سياسة “الحفاظ على النظام” في العالم، باتت الصحف التي تديرها الدولة بالإضافة إلى الجنرالات الأمريكيين والمنظرين الاسترضائيين، يشرحون ذلك كلٌ بأسلوبه ولغته الخاصة.
في الآونة الأخيرة، نقلت إحدى الصحف التابعة للنظام عن القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية، كينيث ماكنزي، قوله: “منطق إيران هو الحفاظ على النظام”. وأضاف الجنرال الأمريكي: “أعتقد أننا نعيش في منعطف حرج في تاريخ المنطقة، وربما في أخطر وضع شهده التاريخ. ولكن لفهم ما قد تفعله إيران أو لا تفعله، يجب علينا أولاً أن نفهم نواياها. الأولوية الرئيسية لإيران هي الحفاظ على النظام،
ويمكن أن يساعدنا هذا في التنبؤ بأفعالها. المنطق الاستراتيجي الرئيسي للحكومة الإيرانية هو حماية النظام الثيوقراطي بكل الوسائل… فهي ليست غير متوقعة. عندما تعرف أولوياتهم، والتي هي في المقام الأول الحفاظ على النظام، يصبح من الممكن التنبؤ بتصرفاتهم” (صحيفة هم ميهن، 17 أغسطس 2024).
الجرائم الوحشية التي تحدث في السجون، مثل مقتل محمد مير موسوي تحت التعذيب في لاهيجان، أو قمع المتظاهرين في الشوارع خلال انتفاضات 2022 ونوفمبر 2019، أو حتى إطلاق صواريخ على الطائرة الأوكرانية، كلها تجسد “منطق الحفاظ على النظام”. لهذا السبب، لا يمكن للنظام أن يحاسب هؤلاء المجرمين، بل يشجعهم ويدعمهم بدلاً من ذلك.
في عام 1988، أمر خميني بإبادة جميع أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، مما لطخ سمعته بوصمة عار أبدية وسجل رقماً قياسياً في الإبادة الجماعية، وكل ذلك من أجل الحفاظ على النظام. لقد رأى هذا الدجال المعادي للإنسانية في القوى السياسية والاجتماعية لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية وجيل مسعود تهديداً وجودياً للنظام.
وفي الوقت ذاته، خاطب منتظري، خليفة خميني لمدة عشر سنوات والذي كان يتفوق على خامنئي ورفسنجاني، أعضاء لجنة الموت، ووجه كلامه أيضاً إلى خميني نفسه محذراً من أن هذه الجريمة الكبرى ستجعل ولاية الفقيه مكروهة من قبل الشعب، وسيُدينها العالم. لكن خميني رد عليه برسالة جاء فيها: “نظراً لأنه قد اتضح تماماً أنكم ستسلمون البلد والثورة الإسلامية العزيزة والشعب الإيراني المسلم، إلى أيدي الليبراليين وعن طريقهم إلى المنافقين؛ لذا فقد فقدتم أهلية ومشروعية قيادة النظام في المستقبل.”
هذا هو منطق “الحفاظ على نظام” ولاية الفقيه، وهو النظام الذي يسعى الشعب الإيراني البطل والمجاهدون في سبيل الله إلى الإطاحة به، والذي لا مفر لخليفته المتعطش للدماء من كابوس السقوط. الحل الوحيد لتحقيق السلام والصداقة والازدهار في المنطقة يكمن في إسقاط نظام الملالي في إيران..