انفرادات وترجماتسلايدر

غزة أصبحت الآن إندونيسيا خلال حرب الاستقلال  

ترجمة: أبوبكر أبوالمجد| إن المرونة الذهنية التي يتمتع بها شعب غزة (فلسطين) وسط الغزو العسكري الإسرائيلي منذ أكتوبر من العام الماضي جعلت العالم يهز رأسه.

وتظهر مقتطفات من عدد من مقاطع الفيديو في العديد من وسائل الإعلام حول وضع غزة، حالة مليئة بالمرارة، والتي غالباً ما تقترن بابتسامة ونظرة تفاؤل في نفس الوقت.

بالطبع هناك دموع، ولكن الصلابة يتم الحفاظ عليها دائمًا، كما أن الدعم المتبادل بين سكان غزة لا يفلت من عدسة الأخبار أبدًا. كما أننا لم نسمع قط عن أي لوم متبادل أدى إلى انقسام بين أهل غزة. إن اللعنات المطلقة على حماس، والتي يسلط الغرب (وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا) الضوء عليها باعتبارها السبب وراء المعاناة، لم تنطلق من شفاه أهل غزة.

أفضل نسخة من الإنسانية

 

ولو أعيد إلى الحياة الشهداء في كل أنحاء العالم لاستشارتهم في هذا الشأن، فلن يترددوا في الإشادة بروح الوحدة التي أظهرها أهل غزة على جميع المستويات العمرية.

إن رؤية وضع كهذا، قد يجعل أي شخص غير مرتاح لتعليم البطولة للشعب الفلسطيني في غزة.

إن البطولة والهدوء في خضم الحرب المشتعلة والتهديدات المحتملة بالقتل لا تجعل ركب سكان غزة ترتجف.

إن أهل غزة، من ناحية الصبر والصلابة الذهنية، هم أفضل نسخة للإنسانية. بدون شك.

إن العقلية والروح القتالية لشعب غزة، في هذا الوقت، تشبه في الواقع حماسة وشجاعة الشعب الإندونيسي عندما قاتل خلال حرب الاستقلال (1945-1949).

نعلم جميعًا أن عبارة “الحرية أو الموت” ليست مجرد شعار أو كلمة زخرفية مكتوبة على جدران المدن الإندونيسية. “الاستقلال أو الموت” كان القرار بالإجماع للشعب الإندونيسي الذي لم يرغب في أن يدوس المستعمرون على أرضه مرة أخرى.

إن الشعب والمقاتلين وغير النظاميين على استعداد “للتخلي” عن حياتهم للدفاع عن الاستقلال. وقد ثبت ذلك من خلال سلسلة من المعارك المادية المسجلة مثل معركة منطقة ميدان، وحرب سورابايا في 10 نوفمبر، ومعركة أمباراوا، وعملية التطهير التي قام بها الجيش الهولندي في كارانجانيار، وغيرها من المعارك التي وقعت في مناطق مختلفة في جمهورية الهند. الفترة 1945-1949.

وجد عدد من الباحثين من معهد كونينكليك لـ تال، لاند أون فولكينكوندي (KITLV)، وهم كريستيان هارينك، ونيكو فان هورن، وبارت لوتيخويس، أن العدد التقديري للوفيات على الجانب الإندونيسي كان 97,421 شخصًا.

وبطبيعة الحال، يمكن أن يكون هناك المزيد مما لم يتم تسجيله، مع الأخذ في الاعتبار أن الهجمات المدفعية وغيرها من أشكال العنف بعيد المدى من المحتمل جدًا ألا يتم تحديدها أو عدم احتسابها.

العدد الدقيق للضحايا ليس مجالاً للنقاش من حيث دقة البيانات. وهذا الرقم أكثر من الحد الأدنى لعدد الضحايا الفعليين.

في حين بلغ عدد الضحايا الذين قضوا في غزة حتى 30 مايو 2024، 36224 شخصا. إن الغزو الإسرائيلي، الذي هيمنت عليه عملياً الهجمات بعيدة المدى، يعني أن تقديرات عدد الضحايا يمكن أيضاً أن تكون غير دقيقة.

المصدر: أنترا جبارا 

أبوبكر أبوالمجد

صحفي مصري، متخصص في الشئون الآسيوية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights