فتنة دار الخلافة العثمانية
ومن حوادث اليوم السابع والعشرين من رمضان 1223هـ، الفتنة العظيمة التي وقعت في إستانبول، دار الخلافة العثمانية في أواخر أيامها
جاء في عجائب الآثار (3/245) أن مصطفى باشا البيرقدار تحكّم في الدولة بالقوة، فقتل السلطان سليم، وولى السلطان محمود، وفـرّق وشتت فرقة الينكجرية وقتلهم (فرقة الإنكشارية الخاصة بحماية السلطة)
فلما فعل ذلك تجمّعت فلول الينكجرية العسكرية، ثم تحزبوا وحضروا إلى سرايته على حين غفلة بعد السحور ليلة 27 رمضان، وجماعة مصطفى باشا وطائفته متفرقون في أماكنهم، غافلون عما دُبّر لهم، فخرق المهاجمون باب السراية وهجموا عليه، فقتلوا معظم أتباعه، وهرب الباقون، واختفى مصطفى باشا في سرداب، فلم يجدوه وأوقعوا بالسراية الحرق والهدم والنهب.
وخاف السلطان محمود لأن سراية الوزير بجانب السراية السلطانية، فأرسل يستنجد بقاضي باشا وقبطان باشا ـ وهما من القواد العسكريين ـ فحضروا واشتد القتال بين الفريقين، وأكثر الينكجرية المهاجمون من الحريق في البلدة، حتى أحرقوا منها جانبًا كبيرًا
فلما عاين السلطان ذلك هاله، وخاف من عموم حريق البلدة، فلم يسعه إلا تلافي الأمر، فراسل كبار الينكجرية وصالحهم، فأوقفوا الحريق وهرب قاضي باشا وكذلك قبطان باشا.
ثم إن الينكجرية أخرجوا مصطفى باشا من المكان الذي اختفى فيه ميتاً تحت الردم، وسحبوه من رجليه إلى الخارج، وعلقوه في شجرة ومثّلوا به . . . كل ذلك كان ليلة ويوم 27 رمضان.