مقالات

عبد الجليل هزبر يكتب: مشايخ الوعظ والسياسة

بعض مشايخ الوعظ للأسف عندما يتحدثون في الأمور السياسية يظهر جهلهم وسطحية تفكيرهم بصورة مقززة، ويكون حديثهم فتنة للناس!!

فمن مظاهر جهلهم بالسياسة تراهم سرعان ما يغترون بمسرحيات الحوثي في البحر الاحمر، ويبادرون للثناء على مواقفه مع غزة، زاعمين أن الإنصاف وقول كلمة الحق هو الذي دعاهم لقول ذلك، ولو أنصفوا -حقا- لعلموا أنما دعاهم لذلك هو سطحيتهم وغياب البعد السياسي لديهم!

وترى هؤلاء يقولون عن ثورة الشعب التي كانوا مشاركين فيها بأن الغرب كان وراءها، ويدعون الثوار إلى التراجع عنها بذريعة دعوى الاصطفاف!!

ولست أدري كيف يحرصون على الاصطفاف مع قوم قال الله في أمثالهم: {لَوۡ خَرَجُوا۟ فِیكُم مَّا زَادُوكُمۡ إِلَّا خَبَالࣰا وَلَأَوۡضَعُوا۟ خِلَـٰلَكُمۡ یَبۡغُونَكُمُ ٱلۡفِتۡنَةَ وَفِیكُمۡ سَمَّـٰعُونَ لَهُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِیمُۢ بِٱلظَّـٰلِمِینَ}!!

وتعجب كيف يحرصون على الكثرة الغثائية وهم يعلمون أن النصر لا يمنحه الله إلا للقلة المخلصة، لذلك غربل جيش طالوت الكثير بالكثير من المحطات، وما منح النصر إلا للقلة الصابرة منهم،كما أخبر الله: {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِٱلۡجُنُودِ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ مُبۡتَلِیكُم بِنَهَرࣲ فَمَن شَرِبَ مِنۡهُ فَلَیۡسَ مِنِّی وَمَن لَّمۡ یَطۡعَمۡهُ فَإِنَّهُۥ مِنِّیۤ إِلَّا مَنِ ٱغۡتَرَفَ غُرۡفَةَۢ بِیَدِهِۦۚ فَشَرِبُوا۟ مِنۡهُ إِلَّا قَلِیلࣰا مِّنۡهُمۡۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُۥ هُوَ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مَعَهُۥ قَالُوا۟ لَا طَاقَةَ لَنَا ٱلۡیَوۡمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِۦۚ قَالَ ٱلَّذِینَ یَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَـٰقُوا۟ ٱللَّهِ كَم مِّن فِئَةࣲ قَلِیلَةٍ غَلَبَتۡ فِئَةࣰ كَثِیرَةَۢ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِینَ}!!

وتعجب من حرصهم على المشاركة في تحرير الوطن مع من كانوا بالأمس ولا زالوا يعادون الوطن، وهم يقرؤون أمر الله لنبيه أن يرفض أن يقاتل معه من قعد عن القتال أول مرة – رغم شدة حاجته للمقاتلين- فقال: {فَإِن رَّجَعَكَ ٱللَّهُ إِلَىٰ طَاۤىِٕفَةࣲ مِّنۡهُمۡ فَٱسۡتَـٔۡذَنُوكَ لِلۡخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخۡرُجُوا۟ مَعِیَ أَبَدࣰا وَلَن تُقَـٰتِلُوا۟ مَعِیَ عَدُوًّاۖ إِنَّكُمۡ رَضِیتُم بِٱلۡقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةࣲ فَٱقۡعُدُوا۟ مَعَ ٱلۡخَـٰلِفِینَ } !!

هل يدرك الذين يطالبون الشعب بالتنازل عن ثورته 11 فبراير أن التنازل عن الثورة يعني التنازل والتخلي عن كل ما ترتب عليها من حلول مع الانقلاب الحوثي واستعادة الدولة، وهي المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، والقرار الاممي 2216، وأن التخلي عن ذلك لا يصب إلا في مصلحة أعداء اليمن داخليا وخارجيا وأولهم مليشيات الحوثي السلالي؟!!

هل يدرك الذين يَصِفون ثورة 11 فبراير الشعبية بالخطأ أن كلامهم يقتضي تجريم الثوار ومحاكمتهم، وبراءة قاتليهم والاعتذار إليهم؟!!

أليس هؤلاء من يصدق فيهم مقولة: من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب؟!!

ختاما

ليت مشايخ الدين -حفظهم الله- قبل أن يتحدثوا في أي قضية أن يفكروا في الأبعاد السلبية الاجتماعية والسياسية لحديثهم حتى لا يسيئون وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا!!

دمتم عليه وحده مصلين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights