الأمة : في إطار النشاط الثقافي المصاحب لمعرض “طلال تاريخ تقرأه الأجيال” في نسخته السادسة والمقام باستضافة من مكتبة الإسكندرية. عقدت اليوم الثلاثاء الموافق 9 سبتمبر 2025 الجلسة الحوارية” رؤية الأمير طلال في التعليم والتمكين”
والتي أدارها الأمير عبد العزيز بن طلا ل آل سعود رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية و رئيس مجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة،
حيث أشار سيادته في اول الجلسة إلى بدايات اهتمام الأمير طلال بالتعليم من خلال الاهتمام بتعليم أخواته الصغار، ثم أنشا مبرة لتعليم البنات عام 1956، وكذا تأسيسه مدرسة للتدريب المهني في الخمسينيات من القرن الماضي، ثم صار مؤمنا بأهمية التعليم حتى أسس الجامعة العربية المفتوحة.
مضيفا بأن الجامعة العربية المفتوحة كان الهدف منها هو إتاحة الفرص التعليمية للجميع، خاصة من فاتتهم الفرصة، باعتبار أن هذا جزءً من العدالة الاجتماعية التي تتيح التعليم للجميع، فلا تمكين بلا تعليم ولا تعليم دون تمكين.
التعليم هو العمود الفقري للتنمية والنهوض الحضاري
وتحدث خلال الجلسة الأستاذ الدكتور مفيد شهاب حول رؤية الأمير طلال في التعليم، حيث أوضح أن سموه كان له رؤية خاصة تقوم على أن التعليم هو الأساس وحجر الزاوية، بل والعمود الفقري لتنمية باقي المجالات، وأنه كان
ويرى أن التعليم في العالم العربي لم يحقق الهدف المطلوب، لأن كل المحاولات التي قدمت كانت ترغب في نقل تجارب أوربية أو الاستمرار في تقديم نظم بعقليات تقليديةـ، لذا لابد من وضع رؤية سليمة تحقق التوسع والجودة في التعليم، وأن التعليم لابد وأن يكون متاحا للجميع لأنه حق أساسي.
وأشار الدكتور محمد الزكري رئيس الجامعة العربية المفتوحة في الوطن العربي أن الجامعة التي أسسها الأمير طلال رحمه الله، كانت واحدة من النماذج الناجحة التي ارتبطت بفكر سيادته في مجال التنمية، لأنه يدرك أن التنمية تحتاج إلى تعليم، والتعليم لابد أن يكون جيدا. وأن فلسفة الجامعة قامت على أن تقدم الفرص لمن فاتتهم الفرصة وأن تكون رافدا داعما للجامعات وليس منافسا لها.
مضيفا بأن الأمير طلال كان مؤمنا بالفكرة وتمكن من الحصول على موافقة مجلس وزراء التعليم العالي، والتجربة أثبتت نجاحها في تقديم تعليم نوعي بالتعاون مع الجامعة البريطانية المفتوحة، تعليم يؤهل الطلاب لسوق العمل،
وتوسعت الجامعة في تقديم برامج أكاديمية للفئات الخاصة من الصم، التي نتمنى تعميمها في كل الجامعات العربية. مختتما كلمته بأن العمل جاري حاليا على تطوير الجامعة وتقديم نموذج جديد تحت رئاسة الأمير عبد العزيز بن طلال.
في حين تحدث الأستاذ الدكتور محمود الخشن نائب رئيس جامعة الإسكندرية سابقا، عن تجارب التعليم العالي، حيث أكد أن التعليم هو القاطرة التي تنمي الدول، وأن العملية التعليمية لابد وأن تتطور، ورغم أن تجربة التعليم المفتوح لم تنجح في مصر إلا أن هناك توسعا كبيرا في الجامعات الحكومية والأهلية والخاصة التي وصل عددها قرابة 138 جامعة،
داعيا إلى إعادة النظر في نظم التعليم المفتوح بما يحقق فرص التعليم، مع ضرورة التقييم وتوفير مناهج تؤهل الطالب لدخول سوق العمل.
وأشاد الحضور في نهاية الجلسة بقيم الأمير طلال وفكره وما أنجزه من مؤسسات تنموية، ودعوا إلى ضرورة توثيق وحفظ الإرث التنموي للأمير طلال لتكون متاحة للأجيال الجديدة، من خلال موقع الكتروني ، وإنتاج معرفي، وعقد مؤتمرات، والاستمرار في تلك المعارض.
على جانب آخر اختتمت اليوم أعمال معرض “طلال تاريخ تقرأه الأجيال” في نسخته السادسة، والذي استمر خلال الفترة ما بين 7 – 9 سبتمبر 2025، وشهد حضورا مكثفا من الشخصيات الرفيعة وأعضاء السلك الدبلوماسي والبرلماني والأكاديمي، والخبراء، والمتخصصين، والإعلام، وجمهور الزوار.
بروتوكول تعاون بين الجامعة المفتوحة ومكتبة الإسكندرية
وقعت الأستاذة الدكتورة نرمين خضر رئيس الجامعة العربية المفتوحة بمصر، والأستاذ الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، بروتوكول تعاون بين الجامعة والمكتبة، وذلك بحضور الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود رئيس مجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة،
والأستاذ الدكتور محمد الزكري رئيس الجامعة العربية المفتوحة في الوطن العربي، والأستاذ الدكتور مفيد شهاب وزير التعليم العالي الأسبق وعضو مجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة.
قال الأستاذ الدكتور أحمد زايد إن هذا البروتوكول يمثل التعاون الثاني مع مؤسسات الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله، بعد توقيع اتفاقية تعاون بين المكتبة والمجلس العربي للطفولة والتنمية. وأكد أن هذا التعاون له دلالات عميقة نتيجة التشجيع الذي تلقاه من الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود،
وأيضًا لأن الأهداف التي تحققها هذه المؤسسات المتعددة تتلاقى وتتعانق مع الأهداف التي تسعى مكتبة الإسكندرية لتحقيقها،
حيث تهتم المكتبة بقضايا الطفولة والمرأة والتنمية المستدامة والبحث العلمي والتعليم، فهي تستضيف عددا كبيرا من الطلاب العرب والأفارقة ولديها برامج كثيرة تقدم لطلاب الجامعة خدمات بحثية غير موجودة بالجامعات المصرية.
وأكد د. زايد على أن المكتبة مفتوحة دائمًا لكل المبادرات المنيرة المحفزة للهمة من أجل مزيد من التقدم والتنمية في مجتمعاتنا العربية، مؤكدا إيمانه بأن المؤسسات التي أنشأها الأمير طلال مستمرة وسوف تزدهر وتتزايد. وشدد في الختام على أن العلاقات المصرية السعودية متميزة واستراتيجية تحت قيادة عربية مستنيرة في البلدين.
البروتوكول يعكس الايمان باهمية المؤسسات المعرفية ..
من جانبها، أكدت الأستاذة الدكتورة نرمين خضر أن هذا البروتوكول يعكس الإيمان العميق بقيمة المعرفة ودور المؤسسات المعرفية والثقافية في خدمة الإنسان والمجتمع،
لافتة إلى أن الجامعة العربية المفتوحة قامت منذ تأسيسها على الرؤية الإنسانية الرائدة التي أطلقها مؤسسها المغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود، بهدف إتاحة التعليم العالي بجودة عالمية وإزالة الحواجز أمام الشباب العربي للالتحاق بركب العلم والمعرفة في إطار مؤسسة تسعى لخدمة أمتها ومستقبلها.
وقالت إن التعاون مع مكتبة الإسكندرية يمثل خطوة واثقة نحو شراكة علمية وثقافية حقيقية بين ما لدى الجامعة من خبرات أكاديمية وما تمتلكه المكتبة من كنوز معرفية ومصادر بحثية لا تقدر بثمن، مما سيفتح آفاقا واسعة أمام الطلاب والباحثين ويتيح لهم الوصول لموارد ثرية بما يعزز قدرتهم ويؤهلهم ليكونوا فاعلين في تنمية مجتمعهم.
وأضافت: “نؤمن أن ما نوقعه اليوم ليس مجرد بروتوكول تعاون بل عهد بالعمل المشترك والتزام بتسخير إمكاناتنا لخدمة أهداف عليا تتمثل في نشر العلم ودعم البحث وترسيخ قيم الثقافة والحوار، وبذلك نسهم في بناء جيل قادر على مواجهة تحديات الحاضر وصناعة المستقبل”.