قراءة عربية للنتائج الأولية للانتخابات البلدية التركية ..هذه أسباب هزيمة حزب أردوغان
أكدت مؤشرات الفرز الجزئي لأصوات الانتخابات البلدية في تركيا والتي جرت الي اليوم الي تقدم لافت لأحزاب المعارضة التركية في المدن الثلاث الرئيسية الكبري اسطنبول وانقرة وأزمير ومرشحيها علي حساب مرشحي حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأظهر الفرز الجزئي للأصوات تقدم أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول الحالي ومرشح حزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، في انتخابات رئاسة بلدية المدينة.
وأوضحت مصادر إعلامية أن إمام أوغلو حصل على 49.09% من الأصوات بعد فرز 3.67% من صناديق الاقتراع. وحصل مراد قوروم مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على 42.83%.
من جانبه، قال أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول الحالي ومرشح حزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، إنه “سعيد للغاية” بالنتائج الأولية لانتخابات رئاسة البلدية في أكبر مدينة في البلاد، مع فرز ما يقرب من 40% من الأصوات،.
من جهة أخرى، أعلن رئيس بلدية أنقرة الحالي منصور ياواش والذي يخوض الانتخابات عن حزب الشعب الجمهوري أيضا فوزه وفقا للنتائج الأولية، التي أظهرت تقدمه على منافسه من حزب العدالة والتنمية الحاكم بنحو 20%.
وقد اثارت التكهنات حول تعرض حزب العدالة والتنمية بزعامة الرئيس أردوغان لهزيمة هي الاقسي خلال ما يقرب من 20عاما إذ لم يسبق أن تعرض لمرشحو الحزب لمثل هذه الحزائر المتوقعة والمؤلمة أمام أحزاب معارضة ممزقة وضعيفة تساؤلات في أوساط النخب العربية من سياسيين وإعلاميين ومحللين سياسيين عن تداعيات هذه الانتخابات وأسباب هذه الهزيمة
الدكتور عصام عبدالشافي استاذ العلوم السياسية بجامعة صقاريا التركية علق علي هذه النتائج الاولية التي كرست تفوق أحزاب المعارضة بالقول :النتيجة ليست مهمة فقط اليوم ولكنها شديدة الأهمية في الانتخابات الرئاسية القادمة
واضاف علي منصة أكس :اعتقد انها تمهد بقوة لفوز أكرم إمام أوغلو أو منصور يافاش في الانتخابات القادمة ويبقى السؤال حول مدى قدرة الرئيس أردوغان على مراجعة سياساته الإقليمية والدولية بعد انتهاء موسم الانتخابات؟
وتساءل عبدالشافي هل ستكون السنوات المتبقية له في ولايته الحالية مرحلة لإعادة ضبط التوجهات بعد أن شهدت تحولات وتراجعات كبيرة منذ يناير ٢٠٢١؟
عبدالعظيم محمد مدير مكتب فضائية الجزيرة في تركيا حدد سببين أساسيين لخسارة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البلدية. ولكل سبب تفاصيله الأول: الوضع الاقتصادي السييء وخطة وزير المالية الكارثية التي انعكست سلبا وبشكل كبير على حياة الناس.
وأما السبب الثاني بحسب محمد فهي خذلان غزة رغم موقف الشارع المحافظ المتعاطف جدا مع مأساتها.
السياسي المصري والقيادي في الجماعة الإسلامية الدكتور أسامة رشدي علق علي هذه النتائج قائلا :رغم ان النتائج النهائية لانتخابات البلديات في تركيا لم تعلن بعد إلا ان كل المؤشرات في عمليات الفرز تشير لهزيمة واسعة ل حزبالعدالةوالتنمية الحاكم الذي يرأسه اردوغان لأول مرة من 20 عاما حيث خسر رئاسة البلديات في المدن الأربعة الكبرى في البلاد
واستدرك رشدي علي منصة “أكس” قائلا على الرغم من ان نسبة المشاركة تخطت ال 74% من عدد الناخبين إلا انها نسبة تقل بأكثر من 10% عن المتوقع وهذا يشير لمقاطعة شريحة انتخابية اغلبها من أنصار الحزب الحاكم لأسباب بعضها اقتصادي وبعضها يعود لإجراء الانتخابات في شهر رمضان وقبيل اجازة طويلة تسافر فيها أعداد من الناخبين لقضاء هذه الايام مع عوائلهم
وأضاف رشدي :ولايمكن تجاوز حالة الانقسام في الكتلة التصويتية لتحالف المحافظين والقوميين “العدالة والتنمية والحركة القومية” تمثلت في نزول بعض من كانوا يوما ما معهم في منافستهم فحزبا داوود اوغلو وعلى بابا جان هذا بخلاف حزب السعادة وحزب الرفاه الجديد الذي أسسه ابن البروفيسور نجم الدين أربكان استاذ أردوغان وحزب الهدا بار الإسلامي الكردي دخلال في منافسة الحزب الحاكم .
ولفت رشدي إلي أن الفوز الكبير الذي سيحققه حزب الشعوب الديمقراطي الليلة إما سيدفع العدالة والتنمية لتغييرات كبيرة لاستعادة قاعدته او هو مؤذن بوصول تجربة الحزب لخط النهاية كحزب حاكم.
الكاتب الصحفي المصري جمال سلطان شاطر الأقوال السابقة تأكيدها يبدو أن المعارضة التركية تتجه إلى تحقيق فوز كبير في الانتخابات البلدية، بطبيعة الحال وأن اختلف معها حول الأسباب، وعن المستقبل،
لكن سلطان عاد للقول :الأمر الأهم والأكثر إيجابية في ما حدث هو تأكيد أن الديمقراطية التركية بخير، وأن كل الأحزاب لها فرص في الحضور والمكسب والمشاركة حتى الأحزاب الصغيرة وحديثة النشأة، الكرة في الملعب كما يقول الرياضيون،
وأضاف يحسب لاردوغان أنه كان ـ وما زال ـ أميناً على الالتزام بقواعد الممارسة الديمقراطية، وعدم التضييق على التعددية السياسية في البلاد ، واحترام إرادة شعبه سواء كانت معه أو ضده، وبدون شك ستكون المسؤولية الأثقل عليه في الأعوام القليلة المقبلة هي إعادة تأهيل حزبه لمرحلة سيغيب هو فيها عن الملعب السياسي كله،
وشدد علي أن حزب العدالة سيكون في حاجة إلى تجديد شبابه والبحث عن قيادة بديلة تعوض الوهج الذي سيخسره بغياب زعيمه التاريخي