مقالات

ناصر صلاح يكتب: وقفات مع الآيات (26)

ما يخطّه قلمي ليس تفسيرًا، فلستُ من أهلِه، وإنما هي وقفات أديبٍ عند بعض المعاني.

دائما ما أقول: إن قدر الله كله خير، وأننا ربما ننصدم بالبلاء ولا نرى خيره الذي قد يكون باديا وجليا عن الخير المباشر الذي نرجوه ونتمناه، لكن الصدمة والانشغال بالخوف من آثارها يشغلنا عن نصف الكوب الممتلئ كما يقولون.

فاليوم وأنا أتجه إلى المترو رَوَى سمعي وقلبي تلك الآيات الكريمات:

﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾

[آل عمران: 26]

تأملتُ الآيات جليا، وقلتُ بصوتٍ مرتفع: الحمدُ لله.. الحمدُ لله

تأمّلوا أحبابي (تُؤتي وتنزع، تعزّ وتذل..) أي ثنائيات الشيء وضده، المنح والمنع، السعادة والشقاء.

لكن عندما أكملَ الآية الكريمة قال: (بِيَدِكَ الْخَيْرُ) فقط..

لم يأتِ بالثنائيّة

لم يأتِ بالمقابل

لم يقل بيدك الخير والشر..

لماذا؟

لأن قدر الله كله خير، حتى لو لم نشعر بذلك للوهلة الأولى.

فهو الخير في حالاته أجمع: العطاء والأخذ.

وبالتأكيد جميعنا مرَّت به مثل تلك اللحظات من الحزن العاجل، واليأس القاتل، وإذا بالفرج بعد الضيق، والهدوء بعد العاصفة.

نسأل الله تعالى السلامة والخير في كل أمر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights