الصهيونية من سايكس بيكو إلى الشرق الأوسط الجديد.. «حروب تقسيم المقسم»

بقلم: عبد المنعم إسماعيل
بعد نجاح مخطط سايكس بيكو في تقسيم بلاد العرب والمسلمين بين الدول الاستعمارية الغربية بصفة عامة وبريطانيا وفرنسا والاتحاد السوفيتي بصفته الوريث الطاغية لشعوب وسط آسيا المسلمة لتسقط في تيه الشيوعية الفاشية قرابة السبع عقود وبعضها إلى اليوم في كنف طاغية الكرملين يسبح حتى ظهرت عاد الثانية المتمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية بصفتها الوريث ابن الحرام الطاغية المنفرد بقيادة العالم بعد الحرب العالمية الثانية وزادت طموحاته بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وسقوط جدار برلين وانهيار الدول الشيوعية التي كانت في جانب المعسكر الشرقي وهنا كان للصهيونية العالمية الغربية الامريكية رؤية خاصة وهي الانتقال الى مرحلة تفكيك الدول المقسمة أو التي قبلت بحدود سايكس بالسعي نحو نقلهم إلى خرائط الدم الصهيونية التي تكمن في هدم بقايا الكتل الصلبة في الأمة العربية والإسلامية للانتقال لما هو أبعد من حدود سايكس إلى حدود الرؤية العقلية للفكر أو المذهب السياسي أو الطائفة أو النظام القديم او التيار الحاكم للشارع العربي أو الإسلامي بهدف خطير وهو: تفكيك وتقسيم دول المنطقة العربية والإسلامية واستدعاء فكرة الدويلات الطائفية التي شهدت حروب التغيير الديموغرافي لبلاد الاندلس واقتلاع الإسلام الذي حكمها لمدة ثمانية قرون.
مخطط الوصول لتحقيق حلم خرائط الدم الصهيونية:
لقد ادرك الساسة الغرب عامة والأحزاب الحاكمة في بريطانيا وامريكا خاصة أن شجرة الوطن والأمة العربية والإسلامية والكيان السني بصفته القوة الفاعلة في تاريخ الأمة العربية والإسلامية لن يقطع جذورها الا أحد فروعها ومن هذه الرؤية الجهنمية الشيطانية خرجت فكرة صناعة الجماعات الوظيفية سواء ذات النسخة الليبرالية التي تعمل على تفكيك العقل العربي عن طريق تمكين الحداثة والتغيير العقدي والفكري والأخلاقي والاقتصادي والسياسي للشعوب والقيادات الحاكمة لينتج من خلالها صناعة الديكتاتورية الظالمة ويكون المخطط البديل هو صناعة المعارضة الإسلامية واغتنام حالة التمرد على الظلم وهذا ليس حبا في العدل والانصاف للشعوب العربية والإسلامية كلا ومليار كلا بل المقصد هو تربية الطغاة والسعي نحو صناعة تمرد الشعوب ليتم من خلالهما تفكيك المقسم وهدم الكتل الصلبة بعد تفخيخ اوطان المسلمين بالحكومة الوظيفية والجماعات المؤدلجة لتحقيق الحلم الصهيوني والصليبي والصفوي وهو إعادة تفخيخ عقول الأمة بما يحقق التفوق الإسرائيلي وسط هلاك الشعوب في تيه النزاعات الوظيفية الكارثية لشعوب العرب والمسلمين لمجرد صناعة اهداف نبيلة بوسائل كارثية يكون ظاهرها الرحمة وهي خديعة حقوق الشعوب وحقيقتها هدم الكيانات والدول العربية والإسلامية بعد بناء قيادات لا تؤمن الا بوجودها في المشهد السياسي أو الصراع الصفري الذي يحقق أماني الصهيونية والصليبية العالمية وفي مخطط حريق السودان واليمن خير نموذج.
استثمار الصهيونية للخمينية الصفوية المجرمة:
لقد نجحت الصهيونية في بناء الدولة الإيرانية الفارسية لتكون حاضنة الشر الفارسي الصفوي على حساب شعوب الأحواز العربية المنسية وعلى حساب شعب بلوشستان السنية وشعب الأكراد وغيره من الشعوب المحتلة من عصابات الفرس الوظيفية المدمرة للفطرة والعقل والروح والأرض وعموم المجتمع.
مما نجحت في العلمانية الغربية هو السعي نحو علمنة الحركة الإسلامية واستدعاء فكرة الغلو في القادة وصفرية المعركة مع الشركاء عن طريق توظيف العلماء والدعاة الذين يؤمنون بالصدام كحل وحيد صفري كما يزعم ويريد ويسعى ضحايا التصور الاستئصالي بناء على قراءة جزئية لبعض النصوص أو فهم مبتور للتاريخ والواقع وزاد في إشعال هذه الرؤية عاطفة الشباب المفارقين لحقيقة ربانية المنهج الإصلاحي العقدي والفكري والأخلاقي والاقتصادي والسياسي معتمدين على تصور جزئي خاص بأنصار الولاء الحزبي والجماعي على الولاء العام للأمة العربية والإسلامية.
إن الوصول للهدف الكلي للصهيونية العالمية وضعت من أجله اليات ماكرة كان أخطرها بناء التنظيمات التي لا تؤمن الا بذاتها أو رؤيتها أو جماعتها أو كيانها الخاص لأنه بمثابة وقود التفكيك والتقسيم للمقسم واستدعاء لطوفان الهلاك بعيد المدى للفرد والقرية والمدينة والدولة خاصة بعد استدراج بعض العلماء والدعاة نحو تيه الرؤى الوظيفية لشرعنة الصدام والصراع الإسلامي الإسلامي بعد النجاح في تعليب المفاهيم بما يحقق التكفير أو التفسيق وفقا لرؤية مجلس علمي خاص بجماعة أو مجموعة علمية محددة غايتها تحويل الأمة الى جماعة والدولة إلى طائفة او حزب أو راية حسب الهوى الموروث أو المصنوع.
إن دعم الصهيونية للحركات العلمانية والباطنية عامة والخمينية خاصة هي أخطر الاليات المدمرة للدين والفطرة والأوطان وهذا الذي تم خلال العقود السبع الماضية وزاد الأمر بعد تمكين شيطان القرن الخميني وجميع الجماعات التابعة له لتدمير دول المنطقة وقد كان.
إن سعي الصهيونية في تنفيذ مخطط هدم الكتل الصلبة في الأمة سواء الدول السنية أو المجالس العلمية الجامعة يعتبر أحد أخطر أدوات الأعداء نحو تحقيق هدفهم قريب أو بعيد المدى لذا وجب على العقلاء والعلماء والدعاة والكتاب حراسة البقية الباقية من مقدرات الشعوب والدول العربية السنية القائمة منعا لوصول الأمة والواقع إلى مرحلة أسوأ مما هي عليه فليس العاقل الذي يعلم الخير من الشر ولكن العاقل الذي يعلم خير الخيرين أو شر الشرين.