أقلام حرة

أحمد يوسف يكتب: الأسرى في عالم من الأحلام والمثالية

الإسلام هو الدين الأرحم بالعباد وهو النظام الأشمل والأحكم لكل حالات البشر سلما وحربا، حزنا وفرحا كربا وفرجا، ما ترك ربي وما فرط في كتابه من شيء

الأسرى المدنيون الذين كانوا في يد المقاومة في الخمسين يوما الماضية رأوا عالم غير العالم الذي كانوا يعيشون فيه، رأوا قوما يقصفون ويقتل أهلهم وأبناءهم وزوجاتهم وآباءهم ومع ذلك، حافظوا عليهم وحفظوا حياتهم  ولم يمسوهم بسوء، رأوا عدوا أرضه محتلة ويعاملهم بأخلاق طيبة وحسن خلق،  حسن خلق يطعم جائعهم  ويداوي مريضهم ويكسوهم ولا يقتروا عليهم ويجمعون الجيران مع جيرانهم والأصدقاء مع أصدقائهم وتفتح طفلاتهم غرفات المقاومين (الأعداء) في أي وقت ويعطون الاطفال الحلوى والفاكهة المتاحة  ويعاملون الجميع ببر وإحسان.

وكأن لسان حال الأسرى أهؤلاء أعدائي؟ الذين حذروني منهم؟! الذين قالوا لي عنهم أنهم بربريون وهمجيون ويعيشون للقتل، ولسفك الدماء، حتى لما أسrوني أخبروني أننا أخذناكم لنسترد أطفالنا ونساءنا في سجون احتلالكم، وبالرغم من أنهم متألمون من احتلالنا لهم وسرقة أرضهم إلا أن الرحمة وكرمهم والبر كان سمتهم وطبعهم.

هذا هو الإسلام ووجوه الأسرى وصوتهم وعيونهم واضحة للعالم وتنطق بالحق، وينعكس فيها ما في قلوبهم من معاملتهم الطيبة.

لسان حال الأسرى من العدو: لقد خسر العالم كثيرا بمحاربته للإسلام لقد خسرت البشرية بتعويقها لوصول الإسلام  ليس لمن هم في الغابات أو كهوف الجبال، بل لمن أمسكوا خيوط التواصل مع العالم في يديهم في ظل الانفجار المعرفي والتواصلي ومع ذلك خوفوا الناس من الإسلام،  لقد خسرت البشرية كثيرا ، فلو وصل الإسلام في الموعد، لعبد الناس لرب العالمين لعلمهم أن في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم، ، لو وصل الإسلام في الموعد لازداد الأبناء برا لآبائهم، لمنع الشذوذ أن يسود في المعاملات وفي الأخلاق وفي العلاقات المحرمة، لما أصبحت النساء مسترقة وسلعة في الغرب، والرجال عبيد عند البنوك الربوية، وعند لصوص البشر ومصاصي الدماء، هل رأيتم دينا يرغب إن حضر فقير تقسيم ميراث أن يجعل له شيئا من الميراث،

” وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا “

 والله لولا أن هذا شرع الله لقلنا إن هذا ضرب من الخيال والمثالية التي لا يمكن أن تطبق لسموها الشديد وطهارتها المتناهية ونبلها الكريم،

هذا هو الإسلام وهذه هي أخلاق من رباهم الإسلام

فهو الدين الحق والأرحم والأحكم للعالم ولحياة البشر، إن العالم اليوم في شديد ومسيس الحاجة للإسلام وهو الترياق الناجع لكل السموم التي دبت في كل أوصاله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights