1- وظلَّت القاعدةُ الإملائية العربية قائمة بعد ظهور الطباعة:
(ما استقر في الاصطلاح الإملائي يجب أن يُبقَى عليه؛ دفعًا للارتباك والتشويش على الدارسين والطلاب وغيرهم)
2- ولذا لم يطالب أحد بإضافة الألف الناقصة في “هذا” (هاذا) ..
أو حذف (واو) عمرو.. (عَمْر)
والرحمان (الرحمن)
ومئة (مائة)
وإذًا (إذن)
…. إلخ
3- اللغات تبدأ منطوقة، ويتناولها الناس، ويرددها البشر… وما بين اللسان والأُذُن، تنتشر اللغة وتنمو.. أما كتابة أي لغة فهو اجتهاد، وينطبق هذا على اللغة العربية…وقد نزل القرآن الكريم من السماء، على النبي (صلى الله عليه وسلم)، بواسطة جبريل، مسموعا وليس مكتوبا..
نعم.. نزل مسموعا وليس مكتوبا
فالكتابة مجرد اجتهاد، وتطوّر حسب المرحلة…
4- كلمة (100) تُنطق: مِئة.. كسر حرف الميم.. وفي بعض القراءات: مائة
وقيل إن الألف وسط (مائة) للتمييز بين (مِئة) و(فِئة)، وتجد أن اللفظتين متداولتان في التجارة والحياة العامة، فكان لا بُدّ من تفرقة واضحة في عصورٍ كانت الحروف فيها غير منقوطة.
مائة..الألف تُكتب ولا تُنطق
هي [مائة] بكسر الميم، وسكون الألف، وفتح الهمزة (الألف تُكتب ولا تُنطق)
أي أن الألف مجرد زيادة كتابية لا أثر لها في النطق.
ويَنْطِقه بعضُهم (ماءة) بفتح الميم (الهمزة على السطر في بعض المعاجم)
5 – (الألف) في واو الجماعة التي زِيدت للتفرقة بين واو الجماعة، والواو الأصلية.
معلمو – مهندسو – فلاحو – مصممو
كتبوا – زرعوا – أكلوا – انقلبوا
6- (عُمر و عَمر) كتبوهما (عمر – عمرو) أي: عُمَر و عَمْرو،
(عمرو) لا تُنطق فيها الواو..ولكن (الواو) وُضعت قبل التنقيط والتشكيل للتفريق بينهما..
فهل نحذف الواو هنا لعدم ضرورتها بعد حصول التشكيل، ولعدم صحة نطق الواو؟!
(فقط.. سنضع فتحة فوق حرف العين (عَمر) بديلا لـ عمرو، والواو الزائدة)
7- الفريق الأول يقول:
لا.. فهذا تُراثنا ويجب أن نحافظ عليه، مثل: (طه، هذا، لكن، أولئك)، فنحن لا نكتب: (طاها، هاذا، لاكن، أُُلائك)، وإن فتح هذا الباب سيعطي الفرصة للحاقدين على لغة القرآن الكريم في هدم بنيانها وتشويه حروفها.
8- الفريق الثاني: يصرُّ على التعديل، ويقول إن (ألف الجماعة) و(ألف مائة) و(واو عمرو) حروف زائدة، وغير صحيحة، وُضعت قبل التنقيط والتشكيل للتفريق بين الكلمات، وليس لها ضرورة الآن، والقاعدة الفقهية الشهيرة تقول: “تسقط الوسائل بسقوط المقاصد”..
– هل نوافق على إعادة ضبط الكتابة العربية، وحذف الحروف التي زيدت قبل التشكيل والتنقيط؟
……
يسري الخطيب