مجدي المغربي يكتب: رافضة إيران وأتباعها الإمامية
إنّ رافضة إيران وأتباعها الإمامية هم عند أكثر أهل العلم كفار زنادقة، وليسوا أهل بدع، وقد دعا علماءُ المغرب إلى قتال أسلافهم من الروافض وقت الدولة العبيدية الباطنية في المغرب العربي، وتأوّلوا قوله تعالى: (قاتلوا الذين يلونكم من الكفار) فقدّموا قتال الرافضة العبيديين بالسلاح على قتال الصليبيين الذين يتربصون بهم، وذلك بعد استفراغ جميع وسائل مقاومتهم بالكلمة والمقاطعة والشعر والمناظرة.. الخ.
وهنا ملاحظة، أنّ كثيرًا ممّن يتساهلون ويتسامحون مع دولة الباطنية والزندقة، ولا يرون مواجهتها أبدًا، أو مَن يرون تأخير مواجهتها، لم يفعلوا شيئًا لمنع خطرها زتلحدّ منه حتى مثلما فعل علماءُ المغرب العربي مع العبيديين من استعمال جميع وسائل البيان والنصح والمقاطعة والشعر..الخ ولينما تجتاح إيران البلد السنية بلدًا تلو والآخر، وما زال مشروعها المعلن على الملأ يكبر ويتمدد برعاية أمريكية لا ينكرها إلا جاهل أو عنيد مكابر، لا زال البعض يقول لك: دعها، فالخطر الأكبر الذي يحتاج لمواجة هم يهود!!
نعم، الصهاينة عدو مبين. ومواجهتهم فرضٌ متعين وواجب، لكن أن تترك عدوًا آخرًا يفتك بأجزاء كبيرة من بدن الأمّة ويضعفها، وتقول دعوه يقتل ويغتصب ويقهر ويشرّد، وبعدما ننتهي من يهود نواجهه!!
طيب، ألا تعلم يا نبيه أنّ إيران، وبصورة مباشرة جدًا تضعف جهادك في فلسطين. وأنّها تدمّر عمقك الاستراتيجي، وتقوم ظهرك، وهذا مع كل بلد تحتله وتسيطر عليه، وأولها العراق. وهل نسيتم أم تناسيتم دور العراق ومواقفها في الانتفاضة!!
وهل تجهزون أنّ فلسطين لن يكون تحريرها إلا بتحرر البلاد من حولها، ومتى سيكون ذلك وإيران ما إنْ تحتل بلدًا حتى تدمّر كلّ شيء فيها، والعراق الغنية القوية، والشام واليمن ولبنان كلّها شواهد..
ثمّ لا أدري من أين جاء هذا التقعيد والتأصيل، ولا في أيّ بابٍ من أبواب الجهاد، أنّ المسلمين لا يصحّ منهم إلّا أن يقاتلوا عدوًا واحدًا، أن يتأملوا في الأعداء، ثمّ يقررون مَن هو العدو رقم واحد، ويتركون غيره من الأعداء مهما بلغ شرّهم وأذاهم!!
وهذا – والله – من أعجب الأمور، وليس فقط لا يقاتلون إلا الأخطر، ولكن يتسامحون مع غيره من القتلة، وقد يستبطنونهم ويؤاخوهم، ومن تأمل السيرة، وما بعدها، وجد أن هذا الرأي فاسدٌ لا ساق له، وأنّه يتعارض حتى مع العقل وتلمنطق، وحتى مع النخوة والمروءة والواجب، ولا يخلط البعض بين الصورة التي نتحدث عنها الآن. وبين صورة أخرى، وهي أنّك تختار عدوًا تقاتله. وتؤخر قتال غيره، ولا تتوسع ما دام غيره لا يشكّلون خطرًا، فلا تفتح على نفسك جبهتي أو أكثر ممّا يجهدك وممّا قد لا تطيقه، ولكن عندما يكون الأعداء الكفرة كإيران وأذيالها، هم مَن فتحوا عليك أبواب جهنم، وهم مَن يطاردك، ويلاحقك، ويقتلك، فهذه صورة مختلفة، والتعامل معها يختلف.
كذلك، فإنّه ليس بصحيح أنّ كل بيان ونصح ممنوع وخطأ عند القتال مع العدو، فهناك أمور يجب أن تبين، فالعقيدة وقضايا الإيمان التي قام سوق الجهاد من أجلها، وهي الأصل، لا يجوز أن تعطّل من أجل الفرع، وقد ذكر الشاطبي في الموافقات أن ( الجهاد الذي شرع في المدينة فرع من فروع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو ( أي الأمر والنهي ) مقرر بمكة ) أي قبل الجهاد.
وكما لا يخفى – حتى على مًن ينكرون على العلماء الذين يرون وجوب المفاصلة مع إيران ويحذّرون منها – فإنّ إيران مشروع لئيم خبيث، ومثلهم حزب الشيطان في لبنان ورافضة العراق والحوثة..
وهؤلاء الذين ينكرون على العلماء، ومع علمهم بالمشروع والمخطط الإيراني، ومع ومعاينتهم لتنفيذه وقيامه، إلّا أنّهم يتباسطون معه بطريقة ونفسية، لا نستطيع استيعابها.
ومع أن الرافضة الباطنيين، عقيدتهم وتاريخهم وخططهم وأعمالهم وتصريحاتهم وماضيهم وحاضرهم وواقعهم ناطقة جميعها بعدائهم لأمة الإسلام، لا يعارض هذا منصفٌ ولا عادل، فكيف يْتخذ مثل هؤلاء بطانة وأولياء أو شركاء وحلفاء!!
إنّ هؤلاء الرافضة في إيران وغيرها، لا يجوز في حقّهم، ولو للحظة واحدة، ودون توقف غو تردد، أو تلعثم، إلا البغض والعداء، وهذا وقت نصح وبيان واجب، تنشرح بهذا صدورنا، وتطيب قلوبنا، ويكفي أنّنا نتخندق في خندق مَن رضي الله عنهم ورضوا عنه من المهاجرين والأنصار. نبغض ونعادي مَن أبغضهم وعاداهم.
والحمد لله ربّ العالمين.