
الأمة : أفاد تقرير صادر عن الأمم المتحدة بأن الحرب في قطاع غزة تسببت في قتل وإصابة النساء بطرق غير مسبوقة، مشيرة إلى مقتل 12 آلف امرأة على الأقل منذ 7 أكتوبر.
وقالت هيئة الأمم المتحدة للمرأة في تقرير أصدرته مطلع شهر مارس الماضي، إنه “مع اقتراب الحرب على غزة من دخول شهرها التاسع ، تستمر معاناة النساء الغزيات من آثار الحرب الكارثية.
وفي حين أن هذه الحرب لا تستثني أحداً، فإن بيانات هيئة الأمم المتحدة للمرأة تُظهر أن الحرب تسببت في قتل وإصابة النساء بطرق غير مسبوقة.
وفي ضوء تحذير الأمم المتحدة من خطر المجاعة المحدق، فيما يلي سبع حقائق توضح لماذا الحرب على غزة هي حرب على النساء أيضا:
-تشير التقارير إلى أن ما يقدر بنحو 9000 إمرأة قتلن على أيدي القوات الإسرائيلية في غزة لغاية الآن ومن المرجح أن يكون هذا الرقم أقل من الرقم الفعلي، حيث تفيد التقارير بأن العديد من النساء قد لقين حتفهن وما زلن تحت الأنقاض.
-في كل يوم تستمر فيه الحرب على غزة بمعدلها الحالي، ستقتل في المتوسط 63 امرأة يوميا.
-تقتل 37 أم تقريبا بشكل يومي، تاركين خلفهن أسرا مدمرة، وأطفالا دون حماية.
-أفادت أكثر من 4 من كل 5 نساء (84 في المئة) بأن أسرهن تأكل نصف أو أقل من كمية الطعام الذي اعتادت عليه قبل بدء الحرب وبأنه يتم تكليف الأمهات والنساء البالغات بإيجاد مصادر الطعام، ومع ذلك هن آخر من يأكل وأقل من يأكل مقارنة بالآخرين.
-وأن حوالي 4 من كل 5 نساء (84 في المئة) في غزة أفدن بأن واحدا على الأقل من أفراد أسرتهن فوت وجبات طعام خلال الأسبوع الماضي وفي 95 في المائة من الحالات، الأمهات هن من لا يتناولن الطعام، ويفوتن وجبة واحدة على الأقل لإطعام أطفالهن.
المجاعة تحاصر غزة
وسيواجه جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي في غضون أسابيع – وهو أعلى مستوى تم تسجيله على الإطلاق بينما غزة على حافة المجاعة.
-تجد حوالي 9 من كل 10 نساء (87 في المئة) صعوبة في الوصول إلى الغذاء مقارنة بالرجال، وتلجأ بعض النساء الآن إلى آليات تكيف شاقة، مثل البحث عن الطعام تحت الأنقاض أو في صناديق القمامة.
-أفادت 10 من أصل 12 منظمة نسوية شملها الاستطلاع في غزة، بأنها تعمل بشكل جزئي، وتوفر الاستجابة الأساسية الطارئة.
وعلى الرغم من الجهود الاستثنائية التي تم بذلها من قبل هذه المنظمات، فقد تم توجيه أقل من 1 في المئة من التمويل الذي تم جمعه من خلال النداء العاجل لعام 2023 إلى منظمات حقوق المرأة الوطنية أو المحلية.
ويعد توجيه التمويل إلى هذه المنظمات أمرا بالغ الأهمية لتلبية الإحتياجات الهائلة للنساء وأسرهن ومجتمعاتهن، ولضمان عدم إغفال أصوات النساء في غزة.
وختمت الأمم المتحدة تقريرها، بالتأكيد علي أنه “ما لم يكن هنالك وقف إنساني فوري لإطلاق النار، سيموت المزيد من الناس في غزة في الأيام والأسابيع المقبلة” مشددة على ضرورة توقف القتل والقصف وتدمير البنية التحتية الأساسية ودخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وكل أنحائها فور
وقال الأكاديمي المغربي محمد المعزوز إن “طوفان الأقصى” وقصف إسرائيل المستمر على غزة والمواقف الغربية المؤيدة لهذا العدوان تكشف أن “أكبر خدعة نتعرض لها هو مزاعم الغرب بانه مع حقوق المرأة “.
وأضاف بأن من امثلة تضامن الغرب مع جرائم اسرائيل التي تطال الفلسطينيين ومنهم النساء والاطفال أشار المعزوز، المتخصص في الأنثروبولوجيا السياسية،إلي بيان تضامن الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس مع إسرائيل في حربها على غزة.
قائلا: “بيان هابرماس فيه ثلاث نقط مستفزة، الأولى أنه أسماه ‘بيانا في التضامن’، وجنّد له ثلة من أهم الفلاسفة الألمان من تلامذته ليكون التبني جماعيا وغير مرتبط بشخص، بل بفكرة ألمانية.
والثانية كتابته ودعمه بهتان ‘حق إسرائيل في الدفاع عن النفس’، والثالثة اعتباره كل عداء لإسرائيل عداء للسامية والإنسانية بصفة عامة، دون أن يذكر ولو بكلمة واحدة أطفال فلسطين وهم يذبحون.
ونساء فلسطين وهن يغتصبن ويذبحن، ولم يذكر المأساة الحقيقية للفلسطينيين رغم أن البيان جاء بعد شهر من تراكم المآسي”.
الغرب يقف وراء الإنهيار الأخلاقي للمجتمعات
ويقول المفكر الاسلامي وصفي عاشور أبو زيد في مقال له بعنوان اليوم العالمي للمرأة بين قيم الغرب وموقفه من المرأة الفلسطينية اعتاد العالم أن يقيم يوما عالميا للمرأة في الثامن من مارس (آذار) من كل عام.
في هذا اليوم العالمي للمرأة الذي أطلقه الغرب والشرق الاشتراكيان بمؤسساته الحقوقية، نجده يدافع عن العري والتبرج وحرية المرأة في التصرف بجسدها، والزواج المثلي والشذوذ.
وتقوم قيامة هذا الغرب إذا تعرضت أي امرأة غير مسلمة في أي مكان في العالم لأي أذى أو أي مساس بحرية جسدها أو عوراتها المكشوفة، المغلظة منها وغير المغلظة.
وقد أقام هذا الغرب مؤسسات وهيئات للمرأة للمطالبة بحقوقها، والسعي لمصلحتها كما يراها هذا “الغرب”، وأنشأ لها الدساتير والقوانين، وكتب المواثيق المتعلقة بها وبالطفل.
لكن هذا “الغرب” المجرم لا ينبس ببنت شفة أمام ما يجري من قتل بالجملة لنساء المسلمين في كل مكان، أو اغتصابهم في عدد من الدول ؛ فلا تسمع لهم أي كلمة، أو ترى لهم أي موقف حين تُغتصب امرأة مسلمة أو تقتل بغير ذنب في أي مكان في العالم.
ولقد كشفت البوسنة والهرسك ونساؤها اللائي اغتصبن في مطالع التسعينيات من القرن العشرين، عورة هذا الغرب، وتناقض قيمه الزائفة؛ حيث لم نسمع من أي مؤسسة أو هيئة من هذه الهيئات المشبوهة أي استنكار لهذه الجرائم والاعتداءات الوحشية على المرأة.
كشفت فلسطين وغزة الأبية عورة هذا العالم الغربي بمؤسساته المتحيزة لغير المسلمات والتي تقوم بالتمييز ضد المسلمات، كما كشفت عورة الغرب وهبوط قيمه، وسقوط مشروعه الفكري والسياسي المتهاوي قيميا والساقط أخلاقيا.
كما كشفت المعتقلات السرية ومعسكرات الاعتقال للإيغور المسلمين من قبل السلطات الصينية “الشيوعية” عوار هذه الحكومات التي تعطي للمرأة إجازة رسمية في اليوم العالمي للمرأة تقديرا لها، لكنها تقوم باغتصاب نساء تركستان الشرقية من الإيغور حين يتعارض ذلك مع أهوائهم وأنظمتهم.
وأما الفضيحة الكبرى لهذا الغرب المتناقض، والساقط قيميا وأخلاقيا؛ فهو ما يجري لنساء فلسطين، وأطفال فلسطين خلال أكثر من 250 يوما من معركة طوفان الأقصى التي بدأت يوم 7 أكتوبر 2023م.
مايجري لنساء فلسطين فضيحة كبري للفرب
لقد كشفت فلسطين وغزة الأبية عورة هذا العالم الغربي بمؤسساته المتحيزة لغير المسلمات والتي تقوم بالتمييز ضد المسلمات، كما كشفت عورة الغرب وهبوط قيمه، وسقوط مشروعه الفكري والسياسي المتهاوي قيميا والساقط أخلاقيا.
إن العالم الغربي، ومؤسسات حقوق المرأة والطفل لا نسمع لها صوتا، ولو حتى على طريق الحياء والاستحياء ينكر هذه الجرائم الإبادية الجماعية، ولا يتحرك لتهجير المرأة الفلسطينية من بيتها ولا تجويعها،
ولا تنكر أن تجرجر المرأة على الأرض وهي مرابطة في المسجد الأقصى من قبل قوات الشرطة الصهيونية، بل نجد دولا كبرى بل الدولة الكبرى “أميركا” تقدم الدعم اللازم، والمساعدات اللازمة، والعدد والعتاد، والطائرات والأغذية والأدوية.
ويقوم الرئيس الأميركي ووزير خارجيته بالزيارات اللازمة والداعمة لهذا الكيان للقيام بجرائمه والاستمرار فيها.
أما الطفل الفلسطيني فحدث ولا حرج، فهاهم نراهم على الشاشات يموتون جوعا، وتتحول أجسادهم بعد أن كانوا أقمارا مشرقة إلى هياكل عظمية يلتصق الجلد فيها على العظم، ثم يسلمون الأرواح إلى بارئها، في ظل صمت مريب ومنكر من هذه الأنظمة التي تتشدق بحقوق النساء، والمؤسسات التي تأسست لرعاية حقوق المرأة وحفظ حقوق الطفل.
إننا أمام هذا الهزل، بل هذا التآمر والعدوان السافر على القيم والأخلاق التي تجسدت في القتل الجماعي والتهجير الجماعي والتجويع للجماعي لا سيما للنساء والأطفال لا نملك إلا أن نعود لعقيدتنا، ونعتز بشريعتنا التي تدخل الناس النار في هرة يحبسونها، وتدخلهم الجنة في كلب يسقونه،