الأمة : حذر مشاركون في ندوة أقامها مركز دراسات “الأمة” في الأردن (غير حكومي)، مساء أمس الثلاثاء، بعنوان “الأردن والانتخابات الأمريكية… ماذا لو عاد ترامب؟”، من فوز المرشح الجمهوري في الانتخابات الأمريكية المقبلة دونالد ترمب.
واعتبروا أن فوز “الديمقراطيين في الانتخابات الأمريكية “هو الخيار الأفضل للمصالح العربية والإسلامية بما في ذلك الأردن، لا سيما فيما يتعلق بالموقف من القضية الفلسطينية بما يحافظ على المصالح الأردنية” وفق تقدير المشاركين في الندوة.
وأشاروا إلى أن “فوز المرشح الجمهوري دونالد ترمب سيعيد طرح صفقة القرن مجددا، وسيتم جر الأردن إليها في ظل عدم وجود عمق استراتيجي عربي موحد داعم للأردن في مواجهة هذه المخططات”.
ودعا المتحدثون في الندوة “الجالية العربية والمسلمة في الولايات المتحدة لإعادة النظر في مواقفها تجاه الانتخابات الأمريكية والتعامل مع ذلك بحكمة، لا سيما بعد انسحاب بايدن وبروز المرشحة كاميلا هاريس بديلاً عنه”.
مشيرين إلى ما اعتبروه “مؤشرات إيجابية صدرت عنها تجاه الأصوات المؤيدة لفلسطين، ومنها رفض المشاركة في جلسة الكونغرس التي سيشارك فيها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو (اليوم الأربعاء)”.
معتبرين أن نجاح دونالد ترمب سيكون له نتائج أكثر سلبية على المصالح العربية والإسلامية، لا سيما تجاه القضية الفلسطينية”.
كما دعوا إلى “ضرورة أن يعيد الأردن التفكير بخياراته تجاه مختلف الأطراف التي تسعى وراء سيناريوهات لفرض واقع بعد الحرب على غزة”.
وأكد نائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق، جواد العناني أن “للأردن مصالح مشتركة مع الحزب الديمقراطي الذي يتحدث عن حل الدولتين، ويسعى لكسب الأصوات المؤيدة لفلسطين في الولايات المتأرجحة،
إضافة إلى التحولات التي أحدثتها معركة 7 أكتوبر في الداخل الأمريكي تجاه العلاقة مع الحكومة الإسرائيلية وضرورة الحل السياسي للقضية الفلسطينية”.
فيما أكد عضو مجلس الأعيان الأردني، مصطفى حمارنة أن “نجاح المرشحة الديمقراطية كاميلا هاريس هو الأقل خسارة بالنسبة للأردن، وأن فوز ترامب يعني جر الأردن لصفقة القرن لغياب عمق عربي موحد داعم لعمّان”.
مشيراً إلى “ضرورة التحالف بين الأصوات العربية والمسلمة في أمريكا وبين معادي الصهيونية حتى في أوساط اليهود الأمريكيين المؤيدين لإقامة دولة فلسطينية، لا سيما بعد التحولات التي فرضتها الحرب على غزة داخل المجتمع الأمريكي”.
وأشار حمارنة إلى عدة عوامل أخرى تحكم توجهات الناخب الأمريكي، ومنها “ملف القيم كقانون الإجهاض، والحدود الجنوبية والمهاجرين والملف الاقتصادي”.
فما اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الأردني داوود كتّاب، أن “العلاقة الأردنية الأمريكية ستتواصل لأهمية الدور الأردني بالنسبة لواشنطن، وسيتواصل الدعم المالي للأردن كونه مرتبطاً بالكونغرس، وليس بالبيت الأبيض”.
مؤكداً أن القضية الفلسطينية اليوم “في وضع أفضل مما كانت عليه قبل 7 أكتوبر، مما يتطلب استمرار ذلك سياسياً لا سيما في ظل تصاعد الأصوات داخل واشنطن بضرورة الحل السياسي للقضية الفلسطينية وإنقاذ إسرائيل من نفسها في ظل سياسات نتنياهو”.
يذكر أن صفقة القرن تتضمن استمرار السيطرة الاسرائيلية على معظم الضفة الغربية التي احتلتها اسرائيل عام 1967، وضم الكتل الاستيطانية الضخمة في الضفة الغربية إلى دولة إسرائيل وبقاء مدينة القدس موحدة وتحت السيادة الاسرائيلية.