الجمعة يوليو 5, 2024
مقالات

محمد شعبان أيوب يكتب: إدوارد جيبون.. والحسن الحلبي؟!

«لم يلبث محمد صلى الله عليه وسلم والمسلمون أن استرعوا انتباهي.. وأسلمني كتاب إلى كتاب حتى طفت بكل تاريخ الشرق. وقبل أن أبلغ السادسة عشرة كنت قد أتيت على كل ما كتب بالإنجليزية عن العرب والفرس، والتتار والترك»

هذا كلام المؤرخ الإنجليزي المعروف إدوارد جيبون (1737- 1794م) وشغفه بالقراءة في تاريخ الشرق الإسلامي، والحضارة الإسلامية لفتى هضم كل ذلك وهو لما يبلغ ستة عشر عاما، ثم دخل أكسفورد وهو مُلم بحصيلة معرفية على هذه الشاكلة، ومع تعمقه في التاريخ، ودراسته له، كتب «اضمحلال الإمبراطورية الرومانية وسقوطها» في ستة مجلدات طوال أعوام، وفيها فصول مهمة عن علاقة الإسلام بأوروبا والقسطنطينية.

واليوم هل نجدُ بيننا طلابا بلغوا العشرين أو الثلاثين وقد هضموا تاريخ الإسلام وقرأوه قراءة واعية منصفة فضلا عن قراءة تاريخ الغرب وتشريحه!

 ذكرني جيبون هذا بالمؤرخ الحسن بن عمر بن حبيب الحلبي صاحب «دُرة الأسلاك في دولة الأتراك» وقد عاش في القرن الرابع عشر الميلادي، ومصنفه هذا من المصادر المهمة لتاريخ عصره،

وقد أسلمه أبوه لمجالس سماع الحديث النبوي الشريف وعلوم الأدب والعربية وغيرها وهو ابن سبع سنين، بعدما حفظ القرآن والكتابة قبل ذلك التاريخ بعام أو عامين،

وهو نمط تجده شائعًا بين أبناء تلك العصور، ولذلك يبدو لك أن نبوغهم كان طبعا لشيوعه؛

ولكن سر ذلك يكمنُ في نمط التعليم ونظامه؛ إذ نظام تعليمنا اليوم متخلف مقارنة بنظام التعليم في تاريخ دولة الإسلام،

وبالمناسبة فقد قامت أكسفورد ونابولي وكامبردج على نمط القرويين وفاس والقيروان والأزهر والجامع الأموي والمستنصرية والنظاميات، وهذا كلام توسع فيه جورج مقدسي في «نشأة الكليات» فمن أراده فليرجع إليه وإلى غيره!

Please follow and like us:
Avatar
باحث في التاريخ والتراث
قناة جريدة الأمة على يوتيوب