الأثنين مايو 20, 2024
مقالات

مصطفى البدري يكتب: حال المؤمن مع الذنب

1- الأصل في حياة المؤمن هو الالتزام بالطاعة والحرص عليها، واجتناب العصيان والاجتهاد في البعد عنه، لكنه لا محالة واقعٌ في الذنب، فيكون ذلك عارضًا طارئًا عليه.

2- المؤمن حالَ الذنب لا يستمتع ولا يتلذذ به بشكل كامل (حتى وهو يُواقعه) فهو يشعر بصراع داخلي لاستحضاره عاقبة ما يفعل، فحياة قلبه تؤلمه وتؤرقه (أكرر) حتى وهو يفعل الذنب.

3- إذا عرضت للمؤمن موعظةٌ أو تذكرةٌ حال مقارفته للذنب يمتنع ويتوقف، فقلبه سليمٌ مستعدٌ لاستقبال الخير دائمًا، بخلاف معتاد الفسق الذي لو سمع ألف موعظة لا يرتدع بسبب الرَّان الذي سيطر على قلبه فأغلقه.

4- الأصل أن يستر المؤمن ذنبَه

 (فالمجاهر على خطر عظيم)

 ويتوب بينه وبين ربه، لكنه كذلك لا يمتنع عن الاعتراف بالذنب أمام الشيخ أوالقاضي

 (إن كان فيه مصلحة للنفس أورد حق للغير)،

ويبادر بالتوبة منه فلا يصرُّ عليه، لا يسوّغه لنفسه بأي تبرير فاسد، ولا يلتمس لنفسه المعاذير التي تساعدها على تكراره أوالوقوع في غيره.

5- المؤمن يصبر ويتحمل إذا ابتلاه الله بسبب ذنوبه.

بالطبع.. هذه ليست دعوة لاقتراف الذنوب والآثام، ولكنها محاولة للوقوف على الطريقة الصحيحة للتعامل معها حال حصولها، وقد حذرنا الله تبارك وتعالى من التمادي في ذلك واتباع خطوات الشيطان.

كما أن باب التوبة مفتوح لمن ارتكب أعظم الذنوب وأكبرها، ولوكان الكفر بالله ومحاربة أنبيائه (ولذلك تفصيل آخر بإذن الله)

عِلمًا بأن هذه النقاط المذكورة نسبية كمًّا وكيفًا؛ بمعنى أنها قد تكتمل في عبد بحيث يكون من أفضل الناس إيمانًا، وقد تَقِل لدرجة أن تجعل صاحبها أقرب لوصف الفاسق، وكلما كان الشخص أكثر تعهدًا لقلبه ومحاسبة لنفسه كلما كان أقوى تحصيلًا لها، وكلما كان مستحسنًا لحاله متباهيًا بعبادته كلما كان أسرع سقوطًا وانحدارًا.

✍️ والله من وراء القصد.

Please follow and like us:
مصطفى البدري
باحث وداعية إسلامي. عضو المكتب السياسي للجبهة السلفية. مراجع لغوي بالرابطة العالمية للحقوق والحريات، والندوة للحقوق والحريات.
قناة جريدة الأمة على يوتيوب