مضر أبو الهيجاء يكتب: دعوة لضبط الخطاب وتعميق الرسالة والانتماء
أيها الثوار الأحرار.. يا أحفاد صحابة رسول الله وسليلي رسالة السماء.. كونوا كبارا كما تضحيات قادتكم الشرفاء.. ولا تكرروا أخطاء من سبقكم ومن أورثكم مرارة المواقف السياسية القاصرة وترفعوا عن غريزية العواطف الثائرة!
يا ثوار الشام المنتمين والأبرار عندما تتحدثون عن غزة والقدس وجنين والقدس فليكن حديثكم عن إحدى مدن الشام فهي امتداد تاريخي حقيقي لكم ولأرضكم وهي الأقرب الى دمشق رسول الله، وحتى تتيقنوا لا تسألوا أجدادكم بل اسألوا من بقي حيا من آبائكم لتزيلوا الزبد عن خطابكم، ولنسحب القضية من أيدي الملالي الكفرة المعتدين والفجار، وليظهر مشروعنا ومشروعكم العميق ليمكث في الأرض وينتفع به أهلها ويفرح له المنتمون كما يفرح له أهل السماء.
أما عندما تتحدثون عن حزب الله اللبناني وعن إيران الملالي وتعبرون عن غيظكم وعن فرحكم، فلا تسرفوا في الحديث في هذا المقام عن مخالفاتهم العقدية والقصص التاريخية ولا وصف الروافض وغيره، فهذا يجعلكم في نظر الخلق طائفيين وبهذا يصطبغ خطابكم، مع أنكم ضحية المشروع الطائفي ولستم جزءا منه، وتاريخ الشام يشهد أن أحدا في الخليقة لم يتعايش مع المخالفين ويحتضنهم ويحميهم ويمنحهم دورا وفاعلية في المجتمعات أكثر من أهل الشام، فلماذا تقبلون الانجرار خلف أساليب ووسائل وتصورات وخطابات تجعلكم طائفيين مع أنكم في واقع الحال ضحيته؟
يا ثوار الشام الواعين المنتمين والأبرار عندما تتحدثون عن فرحكم لهلاك أحد مجرمي الملالي أو حزب الله اللبناني فليكن خطابكم محصورا بإبراز الاعتداء والاحتلال القائم في مدن الشام حتى الآن، ولا تقولوا هم روافض يسبون الصحابة في هذا المقام! فغيرهم بجواركم وبين ظهرانيكم يقول عيسى ابن الله، أليس تدمير الثورة السورية وحرق مدن الشام وسحق العراق وتفكيك قواه سبب مباشر لعلو الصهاينة وعضل ومنع حقيقي لتحرير فلسطين؟ أفلا تكفيكم تلك التهمة والجريمة في حق المشروع الطائفي وأذرعه لتبرير وتشريع مواجهتمم لإيران وفرحكم لانكسار حزبه وذراعه في لبنان؟
إن ثورة أهل الشام هي من أشرف ثورات القرنين، وارتباطها بالدين جلي، وانحيازها لشعوب الأمة واضح، ولأنها كذلك فقد اجتمعت دنيا الباطل عليها من شرق وغرب، وقد وعى الملالي الإيرانيون أن دورهم القائم بالتدمير فيها وفي العراق هو شهادة اعتماد لدى السيد الأمريكي، ولذلك غازله رئيسهم بالحديث عن مشروعه الدائم بقتال الجبهة اليزيدية، قاصدا المسلمين وفق تعبيره المشوه وغير الصحيح.
إن ثورة أهل الشام هي ثورة أمة.. وحتى تبقى كذلك فيجب على روادها أن يرتقوا لمستواها ويحافظوا على نقائها ويذبوا الغيبة عنها ويرتقوا بضبط الخطاب.