
دارت معارك طاحنة بين الجيش وقوات “الدعم السريع” بصورة عنيفة وغير مسبوقة، إذ تجدد القصف المدفعي المكثف والمتواصل في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
في وقت شهدت مدينة النهود، العاصمة الإدارية لولاية غرب كردفان بعد سيطرة “الدعم السريع” على أجزاء واسعة من المدينة، توتراً وانفلاتاً أمنياً كبيرين مع استمرار الاشتباكات بين الطرفين، في حين تعرض القصر الرئاسي بوسط الخرطوم لقصف مدفعي بعيد المدى.
شهدت جبهات القتال في مختلف مناطق السودان أمس الخميس تطورات متلاحقة ومتسارعة، واستؤنفت المعارك بين الجيش وقوات “الدعم السريع” بصورة عنيفة وغير مسبوقة، إذ تجدد القصف المدفعي المكثف والمتواصل في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وشهدت مدينة النهود، العاصمة الإدارية لولاية غرب كردفان، بعد سيطرة “الدعم السريع” على أجزاء واسعة من المدينة، توتراً وانفلاتاً أمنياً كبيرين مع استمرار الاشتباكات بين الطرفين، في حين تعرض القصر الرئاسي بوسط الخرطوم لقصف مدفعي بعيد المدى، وهاجمت مسيرات “الدعم السريع” مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض (تبعد 321 كيلومتراً جنوب الخرطوم).
وبحسب مصادر عسكرية، فإن “الدعم السريع” بسطت سيطرتها على عدد من المقار الحكومية والمواقع الاستراتيجية والمهمة في مدينة النهود وتوغلت داخل الأحياء السكنية للمدينة، في وقت يسيطر الجيش على الجزء الشرقي من المدينة، بما في ذلك قاعدته الرئيسة اللواء 18 – مشاة في منطقة جبل حيدوب. لكن المتحدث باسم الجيش العميد ركن نبيل عبدالله نفى سيطرة “الدعم السريع” على كامل مدينة النهود، وأشار عبدالله، في تصريحات صحافية، إلى أن الجيش صد هجمات عدة، “وأنه يسيطر حالياً على الموقف وما زال متماسكاً وصامداً ومنتصراً”.
من جهتها تحدثت “لجان مقاومة النهود” عن أن “الدعم السريع” نفذت، على إثر بسط نفوذها على معظم أحياء المدينة والمواقع الاستراتيجية، “حملة اغتيالات واعتقالات بالتزامن مع عملية نهب وتخريب طاولت مقر ناظر قبيلة حمر في المدينة”، وذكرت اللجان في بيان أن “الدعم السريع ارتكبت انتهاكات فظيعة منذ ساعات الصباح الأولى من يوم أمس الخميس حيث استباحت المدينة واقتحمت الأحياء السكنية، وروعت المدنيين العزل”.
واتهم البيان “الدعم السريع” بارتكابه “جرائم قتل بدم بارد في حق مواطنين أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم تمسكوا بكرامتهم ورفضوا الخروج من منازلهم”، واعتبر البيان “ما جرى ويجري في النهود جريمة مكتملة الأركان ووصمة عار جديدة في جبين الميليشيات التي لا تتورع عن استخدام العنف ضد الأبرياء”.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن اغتيال مدير شرطة محاكم النهود الرائد أحمد عبدالله وزوجته، فضلاً عن نهب سوق المدينة الرئيسة والمؤسسات الحكومية ومقراً لقوات الاحتياط، وأيضاً المصارف، من بينها بنك الخرطوم، إضافة إلى نهب سيارات المدنيين ومنازلهم.
ودفعت “الدعم السريع”، منذ أسبوعين، بتعزيزات عسكرية غير مسبوقة نحو محيط النهود، وبقوة من إقليم دارفور قوامها 300 مركبة قتالية.
وتتميز النهود بموقعها الاستراتيجي الرابط بين إقليمي كردفان ودارفور، فضلاً عن أنها مركز تجاري مهم غرب البلاد، إذ تشتهر بإنتاج الفول السوداني بكميات كبيرة، علاوة على الصمغ العربي، كما يوجد فيها أحد أكبر أسواق الماشية في السودان.
الفاشر
في محور دارفور، دارت الخميس اشتباكات عنيفة بين الجيش و”الدعم السريع” بالمحور الجنوبي الشرقي لمدينة الفاشر، وتمكن الجيش من إحراز تقدم ملحوظ في المحور الجنوبي الغربي، فيما قصفت “الدعم السريع” بالمدفعية الثقيلة بصورة مكثفة حي درجة أولى غرب المدينة.
ووفقاً للفرقة الـ16 مشاة بالفاشر، فإن القوات المسلحة السودانية والقوات المساندة لها، تمكنت في إطار عمليات التمشيط المكثفة، من قطع الطريق لإمداد قوة هاربة من “الدعم السريع” عبر المحور الجنوبي لمدينة الفاشر، بعد ضربات موجعة نفذتها القوات المسلحة، وأشارت الفرقة في بيان إلى أن العملية “أسفرت عن حرق خمس مركبات قتالية، والاستيلاء على ثلاث سيارات ذات دفع رباعي، والقضاء على أكثر من 10 عناصر من العدو، فيما فر الباقون خارج المدينة مخلفين وراءهم قتلى وجرحى”، وأكد البيان أن قوات الجيش تمكنت من تدمير ثلاثة مدافع هاون عيار 120 ميليمتراً، وتحييد أطقمها بالكامل، منوهاً إلى أن “الدعم السريع” قصفت، في المقابل، عدداً من أحياء مدينة الفاشر، مما أسفر عن مقتل أربعة مواطنين، وإصابة تسعة آخرين بجروح بالغة، وأفاد البيان بأن الأوضاع الأمنية بمدينة الفاشر تحت سيطرة القوات المسلحة.
إلى ذلك استهدفت مسيرات “الدعم السريع” قيادة الفرقة 18 مشاة -كوستي التابعة للجيش السوداني بولاية النيل الأبيض، بأكثر من ثلاثة صواريخ، وأشار مصدر عسكري إلى أن هجوم المسيرات أسفر عن مقتل ستة عسكريين وإصابة أكثر من 10 آخرين بإصابات متفاوتة. وبين المصدر أن المسيرات هاجمت الفرقة مرتين، واستهدفت في الثانية الجموع التي احتشدت لتقديم المساعدة للضحايا مما رفع عدد الإصابات. ونوه إلى أن الهدف من هذه الهجمات تعطيل الانتصارات العسكرية ومنع تقدم قوات الجيش غرباً في دارفور وكردفان، مبيناً أن ذلك غير ممكن وسيواصل الجيش تقدمه حتى تحقيق النصر. وسبق أن تعرض مقر الفرقة العسكرية، الثلاثاء والأربعاء الماضيين، لهجمات بالطيران المسير أدت إلى مقتل 11 عسكرياً، وإصابة آخرين قبل أن يتجدد الهجوم أمس الخميس.