الخميس سبتمبر 12, 2024
انفرادات وترجمات سلايدر

مفتي أستراليا :تقاعس العرب عن نصرة غزة يشجع الاحتلال علي مواصلة الإبادة

مشاركة:

 

الأمة : أصدر د. إبراهيم أبو محمد مفتي أستراليا بيانا بشأن الإبادة الجماعية ومجزرة مدرسة التابعين قال فيه :

الكيان المحتل مستمر في ارتكاب جرائمه التي يمارسها ببشاعة في كل ساعة من الليل والنهار وعلى مدار ما يقرب من عشرة أشهر ودون اعتبار لا لمجتمع دولي ولا لمؤسسات الأمم المتحدة ذاتها.

خلال هذه المدة شاهد العالم أقبح ما يمكن أن يرى ويحدث في الحروب، أشلاء ممزقة لأطفال صغار وجثث تحت الأنقاض لا تجد من يكشف عنها، وحالات لأطفال يموتون جوعا وعطشا،

ورأى العالم كيف دمرت المستشفيات والمدارس وكيف أحرقت ملاجئ الإيواء بسكانها ولم يسلم منها حتى ما كان تابعا للمنظمات الدولية والأمم المتحدة.

هذه الفترة هي الأسوأ في تاريخ الحروب حيث انتهكت فيها الإنسانية وتعرت فيها أغلب مراكز القرار في دول الغرب، بينما هبت شعوب الغرب كله مطالبة بوقف المذابح والإبادة الجماعية لشعب فلسطين.

 وقد كان آخرها قتل 120 ضحية أغلبهم من الأطفال في مدرسة التابعين بالإضافة إلى عدد آخر كانوا يصلون الفجر، هم ضحايا مذبحة بشعة فعلها العدو وهو مطمئن من ناحيتين:

الناحية الأولي: أنه مطمئن من استمرار مظلة الحماية ومصادر توريد السلاح التي وفرتها له أمريكا ومعها بعض الدول الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا).

الناحية الثانية: أنه مطمئن لحالة النوم والاستلاب والغيبوبة الحضارية وقبضة الاستبداد لأنظمة في المنطقة تعمل لصالحه ضد شعوبها.

وإذا كنا ندين ونستنكر إجرام العدو البشع على ما قامت به إسرائيل من استهداف متعمد وقتل وإبادة للمدنيين العزل في مدرسة التابعين في غزة.

 فإننا نستنكر أيضا وبنفس القدر استمرار الدول المشار إليها (أمريكا بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا) والتي تمد إسرائيل بالأسلحة ونعتبرها شريكة في جريمة الإبادة الجماعية.

كما ندين أيضا رد الفعل البارد والباهت للأنظمة العربية حيث اقتصر على الشجب والاستنكار، وكان في أعلى سقف له يطالب بتحقيق دولي في الجريمة النكراء.

وهنا نتساءل ونبحث عن الدافع والثمن من وراء هذا الخزي والعار!

  • أهو الوهن والاستضعاف والهوان والذل وقلة الحيلة؟
  • أم هو الغباء والحمق والرغبة الجامحة في الاحتفاظ بالكرسي لأطول فترة ممكنة ولو كان الثمن هو التفريط في الأرض، والعرض، والكرامة، والمقدسات؟

الواقع يجيب بأن النظام العربي يملك الكثير من أدوات الضغط والتأثير، منها مثلا:

– التهديد بسحب السفراء والبعثات الدبلوماسية.

 -ومنها التهديد بوقف تصدير النفط إلى دول بعينها وهي تلك الدول التي تمد سلطات الاحتلال الصهيوني بكل أدوات القتل والتدمير.

 والبترول العربي ليس أغلى من كل الدماء الفلسطينية التي أريقت خلال تلك الفترة حتى يستمر في التدفق لذات الدول التي تمد إسرائيل بالسلاح والذخائر وأحدث ما أنتجته التكنولوجيا الحديثة من أدوات الفتك والتدمير والموت؟

–  ومنها التلويح بالتحالف مع دول أخرى ومعسكر آخر كروسيا والصين وكوريا الشمالية مثلا.

وهل كل ما حدث خلال تلك الفترة التعيسة الماضية، وحجم الضحايا وثبات وصمود الشعب الفلسطيني لا يستحق مجرد التهديد أو التلويح بسحب البعثات الدبلوماسية من تلك الدول التي تشارك المحتل في عدوانه بالطائرات والمدافع والقنابل المحرمة دوليا وهو أضعف الإيمان.

رد الفعل البارد والباهت بهذه الصورة الهزيلة يضر بالدرجة الأولي بتلك الأنظمة ذاتها، لأنه في شكله الحالي ، يستفز الشعوب ويعرى تلك الأنظمة ويهين أمة بكاملها.

 والأخطر أنه يجعل المواطن العربي الحر في أي عاصمة عربية يزداد يقينا بأن بلده ووطنه قطعا ضمن أطماع الكيان الصهيوني، وأن الدورة القادمة من العدوان ستكون على بلده .

 وأن ما يحدث في غزة الآن سيحدث غدا أو بعد غد في عاصمته ومقر إقامته، الأمر الذى ينمي صدق اتجاه يؤكد أن أغلب البلاد العربية  محكومة بالوكالة من هذا المحتل.

 ومن ثم فلا ضرورة للاعتراف بشرعية وجود تلك الأنظمة، إذ ما جدوى وجودها إذا كانت مجرد حارس لحماية أمن وأمان الشخصية الإسرائيلية مهما فعلت من جرائم؟

فهل في الأمة بقية من رجولة تبدد هذا الادعاء وتكسر سكين الجزار المعتدى قبل أن تجرى على عنق الضحايا الأبرياء؟

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب