أفاد تلفزيون أذربيجان، في نبأ عاجل نقلته قناة “القاهرة الإخبارية”، بمقتل الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد بالرصاص في العاصمة الإيرانية طهران، وذلك في وقت تشهد فيه البلاد تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق مع إسرائيل، وسط تدهور أمني داخلي وانفجارات تهز مدنًا إيرانية رئيسية.
وحتى لحظة كتابة هذا الخبر، لم تصدر السلطات الإيرانية بيانًا رسميًا يؤكد أو ينفي مقتل أحمدي نجاد، فيما سارعت وسائل إعلام دولية لتغطية النبأ الذي قد يكون له تداعيات سياسية وأمنية كبرى داخل إيران وخارجها.
تصعيد غير مسبوق في الحرب الإيرانية الإسرائيلية
جاء هذا التطور الدرامي في أعقاب ضربات صاروخية باليستية جديدة شنتها إيران على أهداف في الداخل الإسرائيلي، فجر الإثنين، أسفرت عن انقطاع واسع للكهرباء في المناطق الوسطى من إسرائيل، وإصابة ما لا يقل عن 90 شخصًا، حسبما أفادت مصادر طبية إسرائيلية.
وفي المقابل، واصلت إسرائيل غاراتها المكثفة على الأراضي الإيرانية منذ فجر الجمعة الماضي، في عملية جوية هي الأوسع نطاقًا في تاريخ الصراع بين البلدين، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف نحو 100 موقع عسكري حساس داخل إيران، من بينها منشآت نووية ومراكز بحثية ومقار أمنية رفيعة.
عملية “الأسد الصاعد” وضرب قلب الحرس الثوري
وكانت إسرائيل قد أطلقت على هجومها العسكري اسم “الأسد الصاعد”، مشيرة إلى أن الهدف الرئيسي هو ضرب البرنامج النووي الإيراني و”شلّ قدرة طهران على تطوير قدرات نووية في المستقبل”.
وفي هذا السياق، أكدت تل أبيب أن أكثر من 200 طائرة مقاتلة شاركت في تنفيذ الغارات، التي شملت مناطق شرق طهران وأحياء يقيم فيها كبار قادة الحرس الثوري الإيراني.
من جهتها، ردّت إيران عبر إطلاق أكثر من 100 طائرة مسيّرة هجومية تجاه العمق الإسرائيلي، في واحدة من أعنف الردود المباشرة بين الطرفين.
إيران تنزف.. وصدمة باغتيال القيادات
في تطور آخر، كان الجمعة الماضي قد شهد اغتيال 10 من أبرز علماء ومسؤولي البرنامج النووي الإيراني في قصف إسرائيلي طال مواقع شديدة التحصين قرب العاصمة، ما أدى إلى سلسلة انفجارات ضخمة في مناطق شرق طهران، يُعتقد أنها تابعة للحرس الثوري.
وبينما يعيش الداخل الإيراني على وقع الانفجارات والضربات الجوية، جاء خبر اغتيال أحمدي نجاد ليضيف مشهدًا أكثر قتامة على الوضع، في وقت تتزايد فيه التساؤلات عن مصير القيادة الإيرانية ومآلات الحرب الإقليمية المفتوحة.
المشهد مفتوح على كل السيناريوهات
المراقبون يرون أن مقتل أحمدي نجاد، سواء كان ضمن استهداف سياسي داخلي أو عملية اختراق أمني خارجي، يمثل تحولًا خطيرًا في خارطة السلطة الإيرانية، ويزيد من تعقيد المشهد المتفجر في الشرق الأوسط، خصوصًا أن إسرائيل لمّحت في وقت سابق إلى استهداف شخصيات قيادية، وصولًا إلى رأس النظام الإيراني نفسه.
ويبقى الوضع مرشحًا لمزيد من التصعيد، في ظل فشل الجهود الدبلوماسية، وتحول الملف النووي إلى مسرح مواجهة مفتوحة بين طهران وتل أبيب، فيما تراقب واشنطن والعواصم الغربية ما يجري عن كثب، دون تدخل مباشر حتى الآن.