الأمة: أثارت تصريحات وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي السابق “موشيه يعالون” (2013-2016)، بشأن ارتكاب إبادة جماعية وتطهير عرقي في شمال قطاع غزة، جدلا واسعا، وهو ما اعتبره محللون “خروجًا عن الخطاب السائد داخل المؤسسة العسكرية والسياسية الإسرائيلية”.
وأوضح المختص في الشؤون الإسرائيلية، ياسر مناع، أن تصريحات يعلون، “تمثل نقطة هامة في الخطاب السياسي والعسكري الإسرائيلي،
وهو ما يستدعي تحليلاً دقيقًا لعدة أبعاد، أهمها السمعة العسكرية والسياسية ليعلون، الذي يُعد من الشخصيات العسكرية الرفيعة، وقد شغل منصب وزير الجيش سابقًا”.
وأشار لـ”وكالة القدس برس” إلى أن تلك التصريحات نابعة من حقيقة الخلاف الشخصي مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، “إذ يتجلى التصريح أيضًا في سياق الخلاف العميق بينهما، الذي كان قد أجبر يعالون على الاستقالة من منصب وزير الجيش”.
وفي هذا السياق، “يصبح تصريح يعلون ذا أهمية خاصة، حيث يأتي في وقت حاسم، بينما يسعى نتنياهو للفرار من قرارات الاعتقال الصادرة عن المحكمة الدولية”، وفق مناع.
كما أنه يعكس، وفق مناع، “الخلاف بين النخب العسكرية القديمة والجديدة، خصوصًا في ما يتعلق بالاستراتيجيات المستقبلية، لا سيما الأمنية”.
وجدد يعالون، اليوم الاثنين، تأكيد أن “إسرائيل” ترتكب “تطهيرا عرقيا” في شمالي قطاع غزة، وتتحول إلى ديكتاتورية، رافضا الاعتذار عن موقفه.
وفي الأيام القليلة الماضية صرح يعالون أكثر من مرة بأن “إسرائيل” ترتكب جريمة “التطهير العرقي” في شمالي غزة، وهو أول مسؤول سياسي وعسكري كبير يتخذ هذا الموقف.
وفي 5 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي اجتاح جيش الاحتلال الإسرائيلي مجددا شمال قطاع غزة وقتل أكثر من 2000 فلسطيني وأجبر ما يزيد على 100 ألف على النزوح جنوبا.
وبدعم أمريكي، تواصل “إسرائيل” ارتكاب إبادة جماعية بقطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، ما أسفر عن أكثر من 149 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء،
وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.