في تطورٍ صادم أعاد خلط الأوراق في منطقة الخليج، كشف موقع ميدل إيست آي البريطاني أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطر يمثل ضربة قوية للمصداقية الأمريكية، وينسف ما وصفته واشنطن طوال عقود بأنه “مظلة أمنية” لحماية حلفائها الخليجيين.
تفاصيل الهجوم
بحسب الموقع، فإن الهجوم الذي استهدف منطقة سكنية في الدوحة لم يكن مجرد حادث عابر، بل رسالة سياسية وعسكرية مزدوجة. إسرائيل، عبر هذه العملية، لم تتجاهل فقط التحذيرات الدولية بشأن التصعيد، بل وضعت الولايات المتحدة في موقف محرج أمام حلفائها الذين يعتمدون عليها كضامن وحيد للأمن والاستقرار.
واشنطن في موقف حرج
تاريخيًا، قدّمت الولايات المتحدة نفسها كالحامي الأول لدول الخليج العربي. فهي تملك قاعدة العديد في قطر، واحدة من أكبر القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط، وتستخدمها مركزًا لعملياتها الجوية.
لكن، عندما يتعرض البلد المضيف نفسه لهجوم مباشر دون ردع أو منع، فإن هذا يطرح سؤالًا جوهريًا: هل لا تزال المظلة الأمنية الأمريكية فاعلة؟
ارتدادات خليجية واسعة
التقارير تشير إلى أن دوائر صنع القرار في الخليج بدأت تراجع ثقتها بالوعود الأمريكية. دول مثل السعودية والإمارات والبحرين تنظر بقلق إلى مستقبل أمنها القومي
إذا كانت قطر، بكل ما تمثله من أهمية استراتيجية ووجود عسكري أمريكي، عاجزة عن منع الاعتداء عليها.
إسرائيل لاعب مباشر في معادلة الأمن
المفاجأة الأخرى هي دخول إسرائيل بشكل علني في معادلة الضغط العسكري ضد دولة خليجية. هذا التحول يعكس مسارًا جديدًا في التوازنات الإقليمية، ويطرح تساؤلات حول ما إذا كانت الولايات المتحدة منحت ضوءًا أخضر أو على الأقل تغاضت عن العملية.
انعكاسات على سوق الطاقة
بما أن قطر تُعد أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، فإن أي تهديد لاستقرارها الداخلي يترك آثارًا مباشرة على أسواق الطاقة العالمية. المستثمرون والشركاء الدوليون سيراقبون عن كثب ما إذا كانت واشنطن قادرة على إعادة ترميم ثقة الأسواق بعد هذا التطور.
خلاصة المشهد
الهجوم الإسرائيلي على قطر لم يكن مجرد عملية عسكرية محدودة، بل زلزال سياسي وأمني يضرب صميم المعادلة الخليجية–الأمريكية. وبينما تصر واشنطن على أنها ما زالت ملتزمة بالدفاع عن شركائها، فإن الواقع الجديد يشي بأن عصر “المظلة الأمريكية” قد دخل مرحلة اختبار قاسية، وربما بداية أفولها.