بواسطة الأمة| حذر مسؤولون من “كارثة بيئية واقتصادية” بسبب نفوق أعداد كبيرة من الأسماك في الأهوار التي ضربها الجفاف جنوب العراق.
وقال حسين المرياني عضو مجلس محافظة ميسان لشبكة رووداو “شهدت أهوار الحويزة نفوق ملايين الأسماك بسبب عدم إطلاق المياه وبالتالي نقص الأكسجين”.
وتغطي أهوار الحويزة الواقعة بين محافظتي ميسان والبصرة على الحدود العراقية الإيرانية مساحة تبلغ نحو 1377 كيلومترًا مربعًا. وتشكل إلى جانب الأهوار الوسطى وهور الحمار، أهوار بلاد ما بين النهرين – التي كانت ذات يوم أكبر نظام بيئي للأراضي الرطبة في غرب أوراسيا. وتتغذى هذه الأهوار على نهري الفرات ودجلة، حيث انخفضت مستويات المياه بشكل كبير في السنوات الأخيرة.
ووفقًا للأمم المتحدة، فإن العراق من بين البلدان الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ، بما في ذلك انعدام الأمن المائي والغذائي. إن العراق يواجه نقصًا حادًا في المياه بسبب انخفاض هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة والهدر وسوء الإدارة.
سبب جفاف أهوار العراق
وتتفاقم الآثار المدمرة لتغير المناخ بسبب السدود التركية والإيرانية على الأنهار المشتركة، مما يقطع العراق عن الإغاثة المائية التي يحتاج إليها بشدة. وقد دعت بغداد مرارًا وتكرارًا أنقرة وطهران إلى إطلاق المزيد من المياه.
ويشكل نقص المياه تهديدًا كبيرًا للأهوار ونظمها البيئية الفريدة.
وقال مارياني إن “الدولة وضعت ملايين من صغار الأسماك في هور الحويزة لتنمو بهدف الاستفادة منها اقتصاديا، لكن ما حدث كارثة بيئية واقتصادية”.
وفقدت الأهوار في محافظة ذي قار نحو 60 في المائة من أسماكها، مصحوبة بـ “نفوق عدد كبير” من الأبقار والجاموس، بحسب المتحدث باسم مجلس المحافظة ياس الخفاجي. وقال الخفاجي لصحيفة بغداد اليوم المستقلة:“لا يمكننا إخفاء قلقنا الشديد إزاء خطورة الوضع في الأهوار، وهناك تواصل يومي مع وزارة الموارد المائية على أمل زيادة إطلاقات المياه لإنقاذ بيئة الأهوار قدر الإمكان”.
وانخفضت مستويات المياه بنحو 50 في المائة في هور الحمار بمحافظة ذي قار في السنوات الأخيرة، مما ترك مئات الصيادين بلا عمل.
وردا على التقارير الأخيرة، أرسل مكتب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني فريقا من مسؤولي الزراعة والموارد المائية، إلى جانب ممثل منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة وذكرت وسائل إعلام عراقية رسمية أن بعثة تابعة لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) أجرت تحقيقا في الوضع في الأهوار في محافظة ميسان.
وكانت الأهوار قد تعرضت لحملة تجفيف واسعة النطاق في عهد الدكتاتور السابق صدام حسين في عام 1991، حيث أمر بتجفيفها عقابا للمجتمعات المحلية التي كانت تحمي المتمردين الذين كان يسعى لملاحقتهم. ولم تتعاف الأهوار بشكل كامل قط.
وحذر برنامج الأمم المتحدة للبيئة من أن توفر المياه في العراق سينخفض بنحو 20 في المائة بحلول عام 2025، مما يهدد الاستقرار الطويل الأمد لقطاعي الزراعة والصناعة.
