نقاد يناقشون رواية “رحال”بمعرض القاهرة الدولي للكتاب
الأمة : استضافت قاعة فكر وإبداع، ضمن محور الأعمال الروائية بالبرنامج الثقافي لمعرض القاهره الدولي للكتاب في دورته الـ55، ندوة لمناقشة رواية “رحال.. أسفار عبر مدن بلا نهايات” للكاتب والروائي إبراهيم صالح.بحضور الدكتورة سوسن ناجى رضوان أستاذ الأدب العربي بكلية دار العلوم جامعة المنيا، والدكتور منير فوزي.
فيما أدارت الندوة الكاتبة الروائية مني العساسي، والتي علقت على أن الرواية تتناول المرأة ومشاعر الرجل وهو ما لا ينطبق على الواقع، ولكن الروائي أخذنا إلى الواقعية الشديدة، مقدمه قراءة لنماذج من المشاهد التي تتناولها الروايه.
وفى البداية ترى الدكتورة سوسن ناجي رضوان، أن الرواية ذكورية بامتياز لأبعد الحدود بداية من الراوي نفسه، والبطل والمؤلف، مشيرة إلى أن عنوان رواية “الرحال” للروائي”إبراهيم صالح، يأتى بمثابة عتبة سيميائية، للإشارة إلى العمق الإستراتيجي للنص البلوري.
حيث تعكس فقرات هذا النص زوايا متعددة، ومشاهد متباينة، في حياة الرحال، وقيمة إعادة النظر في استراتيجيات الرحلة ومن هنا تكمن القراءة لمنطقة الوعي لفهم أسرار السكون، وأسباب الحركة في الزمان والمكان معًا.
وقالت إن جماليات النسق البلوري لمشاهد الرحلة – عبر السرد – تكمن في تجاور مشاهد الرحلة المتباينة، على طريقة المونتاج السينمائي في الدمج بين الأزمنة والأمكنة، في إطار مشاهد متجاورة، وتارة متوازية.
وأضافت الدكتورة سوسن: “بينما يحكي الراوي عن تجربة سامي، حيث تنتصر التحفظات والشخصية التقليدية على مشاعر الحب العنيفة التي بداخله، وتنتهي الرحلة التي جمعت بينهما ليعود الإثنين إلى مقر عملهما، لكن سامي يكتشف أنه بدون نيرة ضائع.
ووسط زحام وصخب العاصمة تكون نقطة العودة عن موقفه قد تلاشت، حيث ذهب كل منهم في اتجاه معاكس للآخر وقد اتسعت الهوة بينهم”.
وقالت إنه تبقى اللغة هنا هي المتوج الأول لصناعة ونقش فلسفة الترحال إجمالًا، حيث كانت هي المحرض الأول لنقل الحدث “غير المنتظم”، وقد اعتمدت على مفارقة تأويل الواقع، وإنتاجه معًا.
وجمالية هذا الخطاب الروائي تكمن في أنه محاوله لاستثمار اللغة لمخاطبة القارئ المعاصر في إطار فلسفة لغوية تتعمد مفارقة الواقع بالارتحال.
من جانبه، قال الدكتور منير فوزى، إن الرواية جاءت بسرد محايد، تنتهى إلى النهاية المفتوحة لتجعل القارئ يكمل كمساحه من المشاركة وتترك مساحة من النخيل، مشيرا إلى أنها لا تجعل السرد بطئ بل تجعله سريعا ويتبين من الروائي أنه حريص على كسر أفق توقع القارئ،
وقال إن الرواية تتناول البطلة نيرة التي تتوقف في شرفة المكتب تدخن سيجارتها، تتأمل الفضاء من حولها، الأضواء تنبعث من الأبراج السكنية المحيطة، تحاول أن تبدد جزءً من عتمة الليل المخيمة.
تستنشق الهواء المشبع بالرطوبة، تملأ به رئتيها، تنفث دخان السيجارة وتلفظ معه كل التوتر والسموم التي تنساب بداخل عقلها أو هذا ما تتوهم أنه يحدث.
وأشار إلى أن أحداث الرواية تدور حول بطلة الرواية حيث إنها تجتر بمخيلتها السنوات الأخيرة والحافلة بالأحداث من حياتها، تغيرات حادة عصفت بكل الاستقرار الذي كانت تنعم به.
فقد توفيت أمها فجأة وتزوج أبوها من أخرى، صار لها ولأخيها مطلق الحرية في أن يفعلا ما يريداه، لا يهتم الأب سوي بالزوجة الشابة، أخوها لا يبالي سوي بسهراته مع أصحابه وزملائه بالجامعة.
أكملت تعليمها في كلية التجارة والتحقت بعد انتهاء الدراسة بإحدى شركات المقاولات لمدة عام وتركتها إلي الوطنية للمناجم، شركة مساهمة قطاع خاص .
يمتلك شريف النصيب الأكبر في أسهمها، أربعيني وسيم بشخصية آسرة وقوية، تتقاضي منها مرتباً مغرياً، تتأخر في العديد من الأحيان بعد مواعيد العمل الرسمية، الوظيفة تتطلب بعض المرونة والتنازلات، تعرف حدود تلك التنازلات جيدا.
تؤمن بالحرية المطلقة التي وهبت للمخلوقات جميعا، يفعلون ما يشاؤون طالما لا يتسببون بالأذى والضرر لأنفسهم وللآخرين بتلك الأفعال، يرميها المدير المالي للشركة مدحت بنظرات نارية، تتوغل تلك النظرات إلي ما تحت ملابسها.
وفي نهاية الندوة قدم الكاتب إبراهيم صالح، قراءة في الرواية، موضحا أن الشخصية الرئيسية الأولى بالرواية “سامي” موظف البنك الذي يعمل بإدارة الاستعلامات .
ويقوم مسؤولين هذه الإدارة بالقيام بزيارات مختلفة لعمل دراسات سوقية عن مختلف مشاريع العملاء الذين يتقدمون إلى البنوك للحصول على قروض وتسهيلات ائتمانية، من يحصل على قرض سيارة أو قرض لمحل أو قرض لمصنع أو قرض لصيدلية وغيرها من مختلف أنواع الأنشطة.
وأشار إلى أن الرواية تعتمد على تقنية النهايات المفتوحة لخطوط السرد فما يحدث لكل من سامي ونيرة وهند بالسباعية لم يتم حسمه بشكل نهائي وحتمي وتبقى المصائر للشخوص يكتنفها نوع من الغموض الآني حيث تتحكم بالجميع مصائر وموجات من الجاذبية الغير مرئية ولكنها شديدة القوة.