أكد وجهاء وممثلو عائلات محافظة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، “رفض أي تفويض أو ما يفهم منه أننا نقر السلطة أو نوافقها على ما تقوم به في مخيم جنين، وننكر على من يحرض على القتل، ونبرأ إلى الله تعالى من أن نكون شركاء في سفح دم مسلم ولو بكلمة”.
وأضاف بيان تلقته “قدس برس”، صادر عنهم اليوم الأريعاء، أنه وفي ظل الأحداث المؤسفة في مخيم جنين، فإننا نؤكد أن “دماء المسلمين محرمة ومعصومة، فأهل فلسطين كل واحد يجمعهم هذا الدين لا فرق فيه بين غزة ولا جنين ولا طولكرم ولا الخليل، تتكافؤ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم، فدماء المسلمين مصانة محرمة على بعضنا ولا نقبل أن تراق قطرة دم واحدة في جنين أو غيرها”.
وأشار البيان إلى أن “أفراد الأجهزة الأمنية هم أبناؤنا ويعز علينا أن يزجو في صراع مع أهلم وإخوتهم، فالواجب هو توحيد الصفوف ضد الاحتلال”.
وتابع البيان، “إننا ننكر على السلطة حصارها الظالم لمخيم جنين، فقطع الكهرباء والماء والطعام والخدمات عن أهل المخيم من نساء وأطفال وشيوخ لا نقبل به ولا يجوز مهما كانت الذرائع”.
ودعا البيان إلى “فك الحصار وتحرك فوري من أجل إدخال كل ما يلزم من طعام وماء وأدوية إلى المخيم، وعلى السلطة الفلسطينية أن تؤمن طريق وصول هذه المساعدات وتعيد الماء والكهرباء والخدمات إلى المخيم”.
وأكد البيان أن “ما يحصل في مخيم جنين يقود إلى فتنة ستأكل الاخضر واليابس وتؤسس لثارات ودماء تقود لا سمح الله إلى حرب أهلية ولا تخدم هذه الحرب إلا مخطط المحتل الذي يريد أن يرانا نسفك دماء بعضنا بأيدينا”.
ونوّه البيان إلى أن “ما يمثلنا هو موقفنا هذا ولا يمثلنا أي بيان صدر باسم وجهاء الخليل من قبل، ونحن ممثلون بوجوهنا وعائلاتنا، ولا تمثلنا البيانات المزورة ومجهولة المصدر والكاتب”.
وخرجت مظاهرات في عدة مناطق في الضفة الغربية إسنادا لأهالي مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، ودعت لتعزيز الوحدة الوطنية في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
ومنذ 4 سنوات يعاني مخيم جنين توترات نتيجة العمليات العسكرية لقوات الاحتلال التي تصاعدت بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وأسفرت عن استشهاد عشرات الفلسطينيين وتدمير البنية التحتية للمخيم.
ويشهد المخيم منذ 25 يوما اشتباكات بين المقاومين وأجهزة السلطة الفلسطينية، في سياق حملة أجهزة الأمن ضد من وصفتهم بالخارجين على القانون، والتي أسفرت عن مقتل 11 فلسطينيا.
وتندلع عادة اشتباكات بين مقاومين وعناصر الأمن الفلسطيني في مدن شمال الضفة الغربية، خاصة في جنين وطولكرم، تزامنا مع الاجتياحات المتواصلة لقوات الاحتلال واعتداءات المستوطنين والإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في غزة.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وخلّف العدوان نحو 154 ألف شهيد وجريح فلسطينيي، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.