“وداست حماسُ على رأسهم”.. شعر: الشيخ شريف قاسم
تــقـدَّمْ أخـــا الـصَّـبـرِ إنَّـــا هـنـا … نـعـيـدُ إلـــى عـصـرِنـا مـجـدَنـا
فـأهـلُ الـضَّـلالِ وأهـلُ الـفساد … وكــــان الــعَــداءُ لــهـم ديــدنـا
فـهـاجـوا عـلـى أُمَّــةٍ لــم تــزلْ … مــنــاطَ الــمـآثـرِ فــــي كـونِـنَـا
ألــــم تَــــرَ أنَّ الـيـهـودَ الــذيـن … أذلَّــهــمُ اللهُ فــــي ذي الــدُّنـى
تَــعَـالـوا ومَــــن حـولـهـم آزروا … كــيــانًـا تـــهــاوى بـــأيــدٍ لَــنــا
وربُّــك يُـخـزي الـطغاة اعـتدوا … ورامـــــوا الــتَّـسـلُّـطَ مـابـيـنـنَا
فـداسـتْ حـماسُ عـلى رأسِـهم … وجــرَّتْ دعــيَّ الـقـوى مـوهَـنَا
بــرغـم الـبـعـيدِ الـعـدوِّ الـلـدود … ورغـــم الـقـريـب قــلـى عــزَّنَـا
أهــانَ الـقـويُّ الـعـزيزُ الـحـكيم … فــراعـنـةً قــــد رمــــوا أمــنَـنَـا
فـعـاش الـعـبادُ جـحيمَ الـشَّقاء … وذاقـــوا الــمـرارَ الـــذي مـسَّـنَا
فـأطـفالُهم رَهْــن رُعــبٍ ثـقـيل … وأمــــا الــنـسـاءُ فَــقَـيْـدُ الـعَـنَـا
وقـتلُ أنـاسٍ وَهُـم في البيوت … وجـرحـى ألــوفٌ فَـسَلْ أرضَـنَا
ومَــــن لاحَ فـــي دربِـــه عـــزُّه … فـيـأبى الـهـوانَ ويـجفو الـونى
ونـــادى أخــاهُ الـتَّـقيَّ الــودود … وهـــــذا الإخـــــا لــــم شــأنَـنَـا
ودعْ عنك أهلَ الهوى والمجون … وأهــــلَ الـنـفـاقِ ومَـــن عـقَّـنـا
أولــئــك بــاعــوا الــبـلاد لِــمَـن … سـيـجـتَـثُهم بــعــدُ إن هَـيْـمَـنَـا
فـــربُّــك يــمــكـرُ بـالـظـالـمـين … ويُـؤتـي الـطـغاةَ الــردى مـعـلَنَا
ومــن فـضـلِه جــلَّ ربُّ الـعـباد … سـيـمـحقُ جَـمْـعًـا لــهـم أرعـنَـا
وجـــــاءَ يــريــدُ لــنــا حـتـفَـنـا … فــــأرداه ربِّــــي ومَــــن رامَــنـا
وقـــــــد أذنَ اللهُ لـلـمـسـلـمـين … بـــردعِ الأثـيـمِ بـمـا قــد جـنـى
يــحـنُّ الأبـــيُّ لــسـاحِ الـجـهاد … وهــــبَّ إلــــى فـضـلـه مـؤمـنَـا
ومــا الـعيشُ إلا نـهوضُ الـفتى … إلـــى مـوطـنِ الـعـزِّ لــن يـركـنَا
ويـحـلو الـجـهادُ فـفـيه ابـتهاج … لـنـفـسِ الـمـجاهدِ نــال الـمـنى
فـفـيه الـسَّـلام الــذي لــم يـزل … ســرابًــا إذا لــــم يُــشَـيَّـدْ بــنــا
ويـشـهـدُ بـالـفـضل لـلـمـسلمين … وبـــالأمــنِ لـلـخَـلـقِ تـاريـخُـنَـا
تــنـاسـوا لــنــا حــقـبًـا ظـلَّـلَـتْ … روابـيـهُـمُ أمـــس مـــن خـيـرنَا
فــأيُّ هُــدى غـيـر نـورِ الـكتاب … يـفـيـضُ سـخـيًّا بـطـيبِ الـهـنَا
فـحـسـبُ الـتـفاوت أن الـنـعيم … تــــــأرَّجَ بِــــــرًّا وكــــــان لـــنــا
وجـــــاءت رؤانــــا لـمـسـتـقبلٍ … نـضـيـرٍ يـطـيـبُ لــهـم مـسـكنا
فـــلا تـــرَ فــيـه ســوى رحـمـةٍ … وكـــــل عــسـيـرٍ غــــدَا هــيِّـنَـا
وتـجـني الـشـعوبُ ثـمـارَ الإخـا … وتـقـطـفُ مـــن حـقـلِه الأثـمـنَا
فـعصرٌ لـنا قـد مـضى بـالنجاح … ونــلــنـا بــــه بــالـوفـا فــخـرَنَـا
ولـلـمـنـصفين الــذيــن ارتـــأوا … مـنـاهـجَ فــضـلٍ فــعـادت بــنَـا
وجـــاء بـهـيًّـا كـوجـه الـصـباح … كــزهـوِ الـربـيـعِ عــلـى أرضــنَـا
ويـــومُ الــفـلاحِ الـــذي لانــرى … عــلـيـه اكـتـئـابًـا بــــدَا داكــنَــا
أُخَـــيَّ فـصـبـرًا كـصـبرِ الـتُّـقاة … فــأهــلُ الـمـآثـرِ حـــازوا الـثَّـنَـا
فـطـوبى لـمَـن جـدَّ فـي سـعيِه … وقــــرَّ بــحـقـلِ الــرضــا آمِــنَــا
فــــلا تـنـكـأنَّ الـهـمـومَ الـكـبـار … بــصـدرِ الأُبـــاةِ وعِــشْ مـوقـنَا
بـــأنَّ الإلـــهَ الـحـكـيم الـعـلـيم … مـــن الـخـطـبِ حــقَّـقَ آمـالـنَـا
سـتُطوى ليالي الهوانِ العجاف … فــربُّــك ويــحــك لـــم يـنـسَـنَا
فـفـتـحٌ مـــن اللهِ يــأتـي غـــدًا … يــغــيِّــرُ بــالــنَّـصـرِ أحــوالَــنَــا
بــيــومٍ بــــه ظـلـمـةٌ فـانـجـلى … وتــلــقـى الـحـقـيـقةُ عـنـوانَـنَـا
تــحـثُّ الـشـبـابَ لِـسَـبقِ عـلـى … مـــدارجِ عـــزمِ ويـطـوي الـعـنَا
فـديـنُـك أولــى بـكـلِّ الـجـهود … وكـــلِّ الـعـطـاءِ الـــذي جــاءَنَـا
وديـنُـك أغـلـى مـن الـصَّافنات … مــســوَّمــةً بــالـهـنـا والــغِــنَـى
فـيـومـئذٍ أنـــتِ صــنـوُ الــولاء … وصــوتُ الـرجـاءِ الـذي أحـسَنَا
وأوجــعـتَ خِـبًّـا أمــاط الـلـثام … عـــن الــلـؤمِ فــي قـلـبِه دنْـدَنَـا
فـبـشرى لأهـل الـهدى إذْ جـنوا … ونــعـم الأفــاضـلُ والـمُـجْـتَنَى
فــعـصـرٌ يُــجـدَّدُ فــيـه الـنـهـار … ويــغــمــرُ بــالـبِـشـرِ أرجـــاءَنَــا
وهـلَّـتْ بــه مــن حـنايا الـزمان … مــثـانـيَ وحــــيٍ أتـــى مُـعْـلِـنَا
وفـيـه تـثـنَّى حـديثُ الـحبيب … فـرائدَ فـاحتْ هـنا سـوسنا (*)
فــبـورك فــي الـشَّـامِ أجـنـادُها … وألـقـتْ عـلـى الـمـجدِ ريـحانَنَا
ولــيــلُ الــشــآمِ بــهــم مــقـمـرٌ … ويــحـدو عــلاهـم بــهـا مـعـلـنَا
بــــأنَّ الــشــآمَ بــــلاد الــهــداة … وأرض الــــربــــاطِ بــأزمــانــنَـا
فليست لِتُنسى برغم الخطوب … ورغـــم الـمـصـائب حـلَّـت بـنَـا
ولـــولا الــبـلاءُ لــغـاب الـرجـاء … ومـــات الـفـداء الــذي مـاونـى
فـحـمـدًا لـــربِّ الـوجـودِ الــذي … يـــفــرِّجُ مــهـمـا عــتــا كــربُـنَـا
——————————-
هوامش:
(*) السوسن: السَوْسَن أو الرَفِيْف (باللاتينية: Iris) هو جنس نباتي ينتمي إلى الفصيلة السوسنية يزرع لأزهاره الجميلة. تنتشر معظم أنواعه في العالم القديم. يوجد منه أكثر من أربعين نوعاً في بلاد الشام.