الأمة الثقافية

10 مارس.. يوم المكتبة العربي

إن تاريخ المكتبات هو تاريخ لتطور الكتابة بدأه الإنسان بالنطق بالكلمات ثم مثّله برموز تعبيرية محفورة على الصخر أو الحجارة ثم مثلها على الخشب والصلصال والمعادن ثم انتقلت لتصبح مخطوط على ورق مثل ورق البردي أو الرق أو الجلد ثم مطبوعة على ورق مصنع ثم تطورت لتصبح ملفات إلكترونية، حيث نشأت المكتبات وتطورت من العصور القديمة فكان لها أثرها في كل فترة ومن أشهر المكتبات في العصر القديم مكتبة نينوى 668 – 626 ق.م وضمت المكتبة العديد من الألواح الطينية وأوراق البردي التي حوت مواضيع مختلفة من العلوم والآداب والفنون والسحر والطقوس الدينية واللغة والطب واكتشاف مثل هذه المكتبات وغيرها في العصور القديمة دليل على اهتمام الإنسان بالقراءة والكتاب منذ القدم.

وتشير الدراسات والإحصائيات التي أُجريت لقياس معدلات القراءة في العالم العربي أن مستوى القراءة في العالم العربي منخفض جداً، وبحسب إحصائيات “الألكسو” فإن العالم العربي يصدر كتابين مقابل كل مئة كتاب يصدر في دول أوروبا الغربية وقدر عدد المدونات العربية حوالي 490 ألف مدونه وهي نسبة لا تتعدى 0.7 في المئة من مجموع المدونات في العالم.

الألكسو

تحتفي المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في العاشر من شهر مارس من كل عام بيوم المكتبة العربي، إحياء لثقافة القراءة والتعلم والتعليم، وتأكيدا على أهمية العناية بالمكتبات ودورها في النهوض بالمجتمعات معرفيا وفكريا وثقافيا. فالمكتبات ثمار للعقول وفضاء للمعارف.

ويمثل يوم المكتبة العربي بالنسبة إلى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم موعدا سنويا دوريا للتذكير بأهمية المكتبة ودورها في رقي الأمم والشعوب. ويندرج الاحتفاء به في إطار قناعة المنظمة بدور المكتبات في تثقيف الأجيال وبناء الإنسان وتنمية الوعي بالانتماء للأمة العربية التي أسهم أعلامها وعلماؤها إسهامات جليلة في شتى مجالات وضروب المعارف والعلوم.

وتسعى المنظمة من خلال الاحتفال الرمزي بالمكتبة إلى الحفاظ على تراث الأمة العربيّة ودعم المبادرات التي تمكّن من صيانته والعناية به ونفض الغبار عنه، فهو موعد تاريخي يتجدّد لربط الصلة مع الكتاب بأنواعه المختلفة في إطار رؤية ثقافية مجتمعية مواكبة لتطلعات العصر ومستجدات القرن الواحد والعشرين. فبهذا المعنى تؤدّي المكتبة داخل المجتمعات المعرفية اليوم دورا ثقافيا وعلميا بارزا، وتؤمن للمواطن عملية الوصل الثقافي بين الماضي والحاضر وتعدّه لمتطلبات المستقبل ومستجداته الفكريّة وإنجازاته العلمية والتكنولوجية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights