20 مايو 1873م.. اختراع البنطلون الجينز
– وُلد (ليفي شتراوس) عام 1829م، في مدينة بافاريا الألمانية، لعائلة يهودية، وهاجر في فترة مراهقته مع والدته وشقيقتيه إلى أمريكا عام 1847م، حيث أقاموا بمدينة نيويورك.
– في عام 1853م .. حصل “ليفي” على الجنسية الأمريكية، وسافر إلى سان فرانسيسكو، حيث عمل في تصميم “سراويل” من الخيش البُنِّي لعمال المناجم، ثم انتقل إلى قماش الدنيم المصبوغ باللون الأزرق ليستخدمه في تصميم السراويل، بدلاً من الخيش الذي نفدت حصيلته. (وهو قماش يصنع في مدينة “نيم” الفرنسية، ويسميه الفرنسيون: سيرج دي نيم .. أي القماش القادم من مدينة نيم، ولكن الأمريكان اختصروا الاسم إلى “دينيم”)
– في عام 1872م، تلقى ليفي Levi’s رسالة من جاكوب دافيز، وهو خياط من نيفادا، كان يتعامل معه بانتظام، يخبره فيها عن شرائه لقماش لاستخدامه في الخياطة، وحكى له عن الطريقة الجديدة التي يستخدمها لتصميم (البناطيل) لزبائنه، حيث يضع مسامير معدنية صغيرة في أماكن محددة من البنطال كزوايا الجيوب.
– كانت مشكلة “دافيز” أنه لا يمتلك المال الكافي ليستخرج براءة اختراع، ولهذا اقترح على “ليفي” أن يقوم بدفع المال اللازم لاستخراجها، مقابل إدراج اسمه أيضًا في هذه الوثيقة.
– وفي 20 مايو 1873م، اُستخرِجَت براءة الاختراع، ووُلد رسميًا قماش الجينز الأزرق.
– لقي الجينز الأزرق بالشكل الذي اشترك في تصميمه: “ليفي شتراوس” و”جاكوب دافيز” شعبية كبيرة بين صفوف عمال المناجم، وذلك لطبيعته القاسية التي تتحمّل الصعوبات العديدة التي يواجهها هؤلاء العمال، وكان يباع في عام 1879م، بدولار وستة وأربعين سنتًا فقط.
– كانت (بناطيل) الجينز تباع فقط للرجال، وظل البنطلون الجينز لا يرتديه سوى العمال، وأبناء الطبقات المتوسطة والفقيرة في أعمالهم اليومية، وكان من (العار والاستخفاف) أن تخرج به للشارع أو (المقابلات).. فقد كان مرادفا للعامل..
– حتى كانت القفزة الكبرى في سنة 1954م، حينما ارتدت الممثلة الأمريكية الشهيرة “مارلين مونرو” البنطلون الجينز في أحد أفلامها، ليصبح بعد ذلك هو البنطلون الأول في العالم لجميع الطبقات والأعمار والبلدان، بل هو المفضل لبعض رؤساء الدول، والأمراء، وكبار المسؤولين في كوكب الأرض..
– لم يعِش مخترع “البنطلون الجينز” لأيامنا هذه، ويرى (البنطلون) الذي صمّمه للعمل الشاق، وقد صار للشواذ، والمخنثات والمخنثين، بعد أن ضيّقوه ومزّقوه، ورسموا عليه كل ما يخطر، ولا يخطر، على بال البشر.
————–
يسري الخطيب