3 أكتوبر 2022م: وفاة “راهب مصر” د. أسامة عبد العظيم
(الأستاذ الدكتور أسامة محمد عبد العظيم حمزة)
الداعية السلفي الشافعي والعلّامة العابد الزاهد
أستاذ الفقه الإسلامي، ورئيس قسم الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر.
– نهرٌ متدفّق من العلم والحضور الربّاني
– حصلَ على بكالوريوس هندسة ميكانيكية، ثم اتجه لدراسة الشريعة، وكان ترتيبه الأول في قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، وحصل على الدكتوراه، وسافر بعدها للكويت.
– عاد إلى مصر بعد ثلاث سنوات فقط برغبته، وبنى مسجدا (6 طوابق) بمنطقة البساتين، بالقاهرة، وجعل حياته كلها في خدمة القرآن والشريعة والدعوة، وكان درس الأربعاء للشيخ يحضره الآلاف.
لم يأخذ راتبه من الجامعة
– مكثَ الشيخ أسامة أكثر من عشرين سنة لا يأخذ راتبه من الجامعة، لأنه كان يريد أن يجعل العلم الشرعي خالصا لوجه الله.
– لما زادت الوفود في مسجده، وبينهم طلاب عِلم فقراء من شتى بقاع الدنيا، بدأ يأخذ راتبه من الجامعة، ولكنه كان يعطيه كاملا للطلاب الفقراء المغتربين.
راهب مصر
– كان (راهب مصر) يقرأ سورة البقرة كاملة، أو آل عمران كاملة في الصلاة، ورغم ذلك، كان المسجد لا يوجد فيه (موضع قدم)، وكان يختم القرآن الكريم في الصلاة، مرتين في الأسبوع..
كان الشيخ أسامة عاشقا للقرآن والصلاة، ولا يُرى إلا وهو يقرأ القرآن، أو في صلاته خاشعا، بعيدا عن الناس، رغم كثرتهم في مسجده، وكأنه أتى من عصر التابعين ليكون حُجة على زماننا هذا، في العبادة، والزهد، والبُعد عن الدنيا وزخارفها.
– الداعية الدكتور أسامة عبد العظيم كان خطيبا مفوّها، ويرى أن (كتاب الله) هو علاج كل شيء، ولذا كان يشترط على طلاب العِلم أن يحفظوا القرآن، وأيضا كان يطلب من الشباب المقبلين على الزواج أن يحفظوا القرآن، وما استفتاه أحد في أمر، أو عُرِضت عليه قضية، إلا طلبَ من صاحبها أن يحفظ القرآن.
– اعتزلَ الشيخ أسامة الطلاب والدعاة الذين يتكسّبون من الدعوة إلى الله.
– تركَ حقّه من الدنيا، وزهدَ فيها، ولذا أحبه الناس، وكانت جنازته، من أكبر جنائز العصر الحديث، رغم ابتعاده عن الإعلام، وصخب الشهرة..
– اهتم الشيخ في دعوته بتربية النفس، وتهذيبها، وهي المدرسة التي رعاها الدكتور أسامة، فأثمرت الآلاف من الشباب الزاهد الورع حفاظ القرآن..
اعتزال السياسة
– ترك الشيخ السلفي د. أسامة عبد العظيم السياسة لأصحابها، واعتزل الشأن العام، ومواجهة الظالمين، وكان بعض تلاميذه يتناقشون معه في ذلك، وكان يرد: إذا ذهبنا جميعا لمعترك السياسة، فمَن للدعوة؟! ،، كل فريقٍ له دوره، وإذا قيل: حي على الجهاد، سنتقدم الصفوف..
وتاريخ الشيخ أسامة يشهد بأنه من الصادعين بالحق، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، لكن المعركة في العقود الأخيرة كانت تتطلب تغيير (التكتيك) والخطة، للاستمرار في الدعوة، ونجح في ذلك نجاحا كبيرا، وكانت معظم دروسه من كُتُب: ابن القيم وابن الجوزي وابن رجب، والاهتمام بالفقه والشريعة، وحفظ القرآن الكريم.
– من أشهر مؤلفاته:
1- أسباب الإجمال في الكتاب والسُّنة
2- الناسخ والمنسوخ
3- مقدمات علم الأصول
4- القصص القرآني وأثره في استنباط الأحكام
– ناقش الشيخ عشرات الرسائل (ماجستير ودكتوراه) وكان معروفا بدقته الشديدة، وما زالت قصة باحث الدكتوراه الذي ظل الشيخ يناقشه من بعد صلاة الظهر حتى أذان العشاء؛ تُحكى بين طلاب الدراسات العليا في مصر،،
– رحلَ الراهب، د. أسامة عبد العظيم، أحد فروع شجرة الدعاة المصريبن الزاهدين التي لم يبق من فروعها إلا الشيخ العابد الزاهد (أبو ذر القلموني) أدامَ اللهُ عليه الصحة والعافية والعطاء الدعوي..
– اللهم ارحم عبدك أسامة عبد العظيم، واغفر له، واجعله رفيق النبي (صلى الله عليه وسلم) في الجنة.
اللهمّ اجعل له عندكَ زُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ.
اللهم اجزهِ خيرًا عن الإسلام والمسلمين.
………..
يسري الخطيب