– غَرَقَت العـبّارة “السلام 98” أثناء إبحارها من منطقة تبوك (السعودية) إلى سفاجا (مصر)، ومات حوالي 1033 راكبا..
تاريخ السفينة:
– تم بناء السفينة في عام 1970م، بواسطة شركة Italcantieri S.p.A لصنع السفن الكبيرة في إيطاليا، وأطلقت الشركة تسمية: بوكاشيو Boccaccio على السفينة، وكانت تُستعمل في البداية للرحلات البحرية المحلية داخل المياه الإيطالية.
– طول السفينة 131 مترا،
والسرعة القصوى للسفينة 19 عقدة، (العُقْدَةُ، وِحدة سرعة تُستخدم للسفن والطائرات، وتُعادل ميلًا بحريًا، (1.852 كيلو متر في الساعة)، ويمكن لسفينة سرعتها 20 عقدة أن تسير بسرعة 20 ميلاً بحرياً (37 كم) في الساعة.)
– قوة محرّك السفينة 16,560 كيلو واط، وكانت سعتها آنذاك (500 راكب) و(200 سيارة)،
– تم تطوير السفينة في عام 1991م، لتتسع لعدد أكبر من المسافرين، وبلغت السعة النهائية (1300 راكب) و(320 سيارة)
– قامت شركة السلام للنقل البحري لصاحبها رجل الأعمال المصري “ممدوح إسماعيل” بشراء هذه السفينة، في عام 1998م، وأطلقت على السفينة اسم السلام بوكاشيو 98.
غرقُ السفينة:
– في يوم الخميس 4 محرم 1427هـ.. الموافق لـ 3 فبراير 2006م، غَرَقت العبّارة السلام 98
اختفت عبارة السلام 98، على بُعد 57 ميلاً من مدينة الغردقة المصرية، على ساحل البحر الأحمر، وأشارت التقارير الأوليّة عن بعض الناجين من الحادثة: أن النيران اشتعلت في غرفة محرّك السفينة، وانتشر اللهيب بسرعة فائقة.
– تضاربت الأقوال حول مكان اشتعال النيران، حيث قالت مصادر إن النيران اشتعلت في غرفة المحركات، بينما قالت مصادر أخرى إن النيران اشتعلت في المخزن وتمت السيطرة عليها، ولكنها اشتعلت مرة أخرى،
– ولأن مكافحة النيران كانت بواسطة مضخات كبيرة تقوم بسحب مياه البحر عبر الخراطيم إلى داخل السفينة، في الوقت الذي كانت فيه مضخات تنشيف السفينة والتي تقوم بسحب المياه من داخل السفينة إلى خارجها لا تعمل (كما جاء في تسجيل الصوت لطاقم الملّاحين في غرفة القيادة والذي تم تسريبه وانتشر بشدة).. وقد أدى تراكم تلك الكميات الهائلة من المياة التي تم سحبها من البحر بعشوائية؛ إلى اختلال توازن السفينة، بسبب تجمّع المياه على جنبٍ واحدٍ منها، مما أدى إلى انقلابها، ثم غرقها.
– حسب كلام محافظ البحر الأحمر على قناة النيل للأخبار:(كانت السفينة تحمل 1415 مسافرًا: 1310 من المصريين، بالإضافة إلى طاقم الملاحة المؤلّف من 104 أفراد، وذكرت قناة “النيل” المصرية الرسمية أن 115 أجنبيا على الأقل كانوا على متن العبّارة، بينهم 99 سعوديا)
– كان معظم المسافرين من المصريين الذين يعملون في السعودية، وبعض العائدين من أداء مناسك الحج، وكانت السفينة تحمل أيضا 220 سيارة على متنها.
– تم تداول القضية على مدى 21 جلسة طوال عامين، استمعت خلالها المحكمة لمسؤولين هندسيين، وبرلمانيين، وقيادات في هيئة موانيء البحر الأحمر وهيئة النقل البحري.
– وتم الحُكم في قضية العبّارة، يوم الأحد الموافق 27 يوليو 2008م، في جلسة استغرقت 15 دقيقة فقط!!! بــ تبرئة جميع المتهمين، وعلى رأسهم، رجل الأعمال “ممدوح إسماعيل” مالك العبـّارة ونجله “عمرو” .. (تم تهريبهما إلى لندن، وعادا لمصر بعد 2013م)، ومعهما: ممدوح عبد القادر عرابي، ونبيل السيد شلبي، ومحمد عماد الدين، بالإضافة إلى 4 آخرين انقضت الدعوى عنهم بوفاتهم.
– قال ركّاب العبّارة الذين نجوا: إن القبطان كان أول من غادر العـبّارة، وأنهم شاهدوه يغادر العبّارة على متن قارب صغير مع بعض معاونيه، وقد هربَ وتركَ سفينته والركاب يغرقون …
– ورغم كل ما حدث من مالك العبّارة (الصديق الشخصي لزكريا عزمي ولرجال نظام مبارك)، ومن قائد السفينة وبعض مساعديه، الذين فرّوا، فإن القضاء المصري أهدَى البراءة للجميع، وأدان الضحايا!
– من طرائف القضاء المصري الذي حَكمَ ببراءة جميع المتهمين وأدان الضحايا لأنهم لم يلتزموا بالنظام أثناء غرق السفينة، وتنازعوا سترات النجاة والقوارب
هذا القضاء نفسه هو الذي أدان في نفس الجلسة قبطان السفينة “سانت كاترين” التي كانت في البحر الأحمر وقتها، بتهمة التقاعس عن التوجّه لمكان غرق (العبّارة السلام 98) لإنقاذ الضحايا.. وتم الحُكم على القبطان الغلبان بالحبس 6 أشهر وغرامة 10 آلاف جنيه..
– احتج أهالي الضحايا على الحُكم الظالم المسيّس، وارتفع صراخ السيدات، وتعالت أصوات الرجال، يسبّون القضاء ونظام مبارك، وزكريا عزمي شريك صاحب العبّارة وصديقه المقرّب، واعتصموا داخل المحكمة، وتم إخراجهم بالقوة الباطشة..
وماتت القضية..
…………….
يسري الخطيب