في ليلةٍ واحدة، انقلب العالم رأسًا على عقب.. صفارات الإنذار التي كانت تُسمع من بعيد صارت تقرع في كل شارع، والسماء التي كانت تُزيّنها النجوم غدت مُلغّمة بنيران الصواريخ، لم يعد الخوف خلف الأبواب، بل تسلّل إلى كل غرفة، إلى كل وسادة، إلى كل نفس، إسرائيل الصهيونية المحتلة التي اعتادت حروبًا على الحدود، وجدت نفسها فجأةً في قلب العاصفة، والدمار لم يعد خبرًا يُذاع، بل واقعًا يُلمس بالأصابع.
الواقع الجديد
لم يعد هناك مكان آمن. البيوت التي كانت ملاذًا تحوّلت إلى أهداف، والشوارع التي كانت تعج بالحياة صارت مسرحًا للرعب. كل صاروخ يسقط لا يترك وراءه مجرد حفرة، بل آلاف القصص الممزقة.
أرقام تكشف الجرح
30 ألفًا و735 مطالبة تعويض في أسبوع واحد.. أرقام جافة تخفي وراءها عائلات فقدت سقفًا فوق رأسها، وسيارات تحوّلت إلى حطام، وذاكرة جميلة مُزّقت بانفجار.
من يدفع الثمن؟
بين 100 ألف و200 ألف شيكل.. هذا هو سعر “العودة إلى الحياة” لكل منزِل تضرّر. لكن كيف تُعوّض ذكرياتٌ احترقت؟ كيف تُقاس قيمة صورة عائلية التهمتها النيران؟
الدمار غير المسبوق
“لم أرَ شيئًا كهذا من قبل”.. كلمات مدير صندوق التعويضات أمير دهان تُلخّص الكارثة. مبانٍ كاملة اختفت من الوجود، وانفجار واحد يترك جرحًا يمتدّ لـ700 متر. الحرب هذه المرة لم تترك حجرًا على حجر.
اللجوء إلى الفنادق
من يُهجّر من بيته يُنقَل إلى فندق، ثم إلى شقة مؤقتة. لكن أي فندق يستطيع أن يُعيد الدفء الذي فقده المنزل؟ أي جدران جديدة ستُسكت صرير الخوف في الليل؟
التعويض السريع.. هل يكفي؟
48 ساعة للحصول على تعويض إذا كان الضرر بسيطًا.. لكن ماذا عن الأضرار التي لا يُصلحها المال؟ ماذا عن الأطفال الذين لن ينسوا رائحة الدخان؟
الخوف الأكبر
“حتى لو نفدت الأموال، الدولة ستتدخّل”.. وعود رسمية تهدف إلى تهدئة الذعر. لكن السؤال الذي يُطارِد الجميع: ماذا لو عادت الصواريخ قبل أن يجفّ حبر الشيكات؟
الحروب لا تنتهي عندما تتوقف الصواريخ.. بل عندما يُمسح آخر أثر للدمار. والآن، بينما تُحصي إسرائيل خسائرها المادية، يبقى السؤال: كم من الوقت سيحتاج الإسرائيليون لمسح الخوف من عيونهم؟