تقارير

3 أسباب دفعت إيران لتوجيه الضربة الصاروخية للكيان الصهيوني.. وهذه سيناريوهات المواجهة

تشكل  الضربات الصاروخية الإيرانية الأخيرة ضد إسرائيل والتي أطلقت عليها اسم “الوعد الصادق 2″، لحظة محورية في الصراع المتطور بين إيران وإسرائيل.

وبحسب دراسة لمركز أمد للدراسات السياسية فقد كشفت هذه الهجمات عن نقاط ضعف في أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية وأعادت تشكيل توازن القوى الإقليمي، مما سيجبر الطرفين على إعادة النظر في استراتيجياتهما. ومع تعمق الصراع، تبرز الصراعات الجيوسياسية والأيديولوجية الأوسع نطاقا، حيث تلعب الجهات الفاعلة الخارجية مثل الولايات المتحدة دورا حاسما في تحديد ما إذا كانت المواجهة ستتصاعد إلى حرب شاملة أو تظل محاصرة.

ومن المهم هنا التأكيد علي إن المخاطر عالية، ومستقبل الشرق الأوسط يعتمد على كيفية تعامل كل جانب مع هذا التفاعل الدقيق بين الردع والقوة وزيادة النفوذ.

في الأول من أكتوبر 2024، شنت إيران هجومًا صاروخياً واسع النطاق على إسرائيل، يشار إليه باسم “عملية الوعد الصادق الثانية”، رداً على اغتيال إسرائيل لشخصيات رئيسية بما في ذلك زعيم حماس إسماعيل هنية، وحسن نصر الله من حزب الله، ومسؤول الملف اللبناني في فيلق القدس عباس نيلفروشان.

وشمل الهجوم إطلاق 200 صاروخاً، استهدفت مواقع عسكرية واستخباراتية متعددة في جميع أنحاء إسرائيل، بما في ذلك مناطق في تل أبيب والقدس وجديرة. تجدر الإشارة إلى أنّ إيران تعمدت إطلاق الصواريخ من أكثر من 10 قواعد صاروخية مختلفة منتشرة في جميع أنحائها أراضيها.

فيما استخدمت إيران العديد من أنظمة الصواريخ المتقدمة خلال الضربات. كانت صواريخ “قدر” و”عماد” الباليستية، بالإضافة إلى صاروخ فتاح الأسرع من الصوت، الأسلحة الأساسية المستخدمة. صاروخ قدر، وهو نسخة محسنة من شهاب 3، يبلغ مداه ما يصل إلى 1950 كيلومترًا ويتميز برأس حربي أعيد تصميمه لتحسين الدقة، مما يقلل من احتمال الخطأ الدائري (CEP) إلى ما بين 100 و 300 متر. صاروخ عماد، وهو نسخة أكثر تقدمًا من صاروخ غدر، يبلغ مداه 1700 كيلومتر ويحمل رأساً حربياً قابلاً للمناورة مع خطأ يبلغ 50 مترًا فقط، مما يجعله أول صاروخ إيراني موجه بدقة قادر على إجراء تعديلات أثناء الطيران.

ولا يمكن في هذا السياق تجاهل إن العملية الصاروخية ضد إسرائيل، تمثل استجابة مدروسة واستراتيجية للضغوط المتزايدة التي واجهتها إيران في أعقاب الخسائر الرئيسية التي تكبدتها بين حلفائها وفي الداخل الإيراني. ويمكن النظر إلى قرار إيران بالرد، وخاصة في أعقاب اغتيال إسماعيل هنية في طهران واغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله، باعتباره عملاً متعدد الأوجه يهدف إلى تحقيق أهداف داخلية وخارجية.

أول هذه الأهداف بحسب الدراسة ، جاء لإرضاء الضغوط الداخلية في إيران  فقد ترك اغتيال شخصيات بارزة مثل هنية ونصر الله الحكومة الإيرانية تحت ضغط من الجمهور والفصائل داخل جهازها العسكري للرد واستعادة مكانتها كحامية لـ “محور المقاومة”.

وقد سمح وابل الصواريخ، والحملة الإعلامية اللاحقة من التلفزيون الإيراني ومناصريها على مواقع التواصل الاجتماعي، بإظهار قدراتها العسكرية دون الدخول في مواجهة مطولة بقيت تتجنبها لسنوات.

وثاني هذه الأهداف تتمثل في السماح لإيران بإعادة تأكيد زعامتها بين حلفائها الإقليميين. فقد اعتمد حزب الله وحماس، وهما اللاعبان الرئيسيان في المقاومة ضد إسرائيل، على دعم إيران منذ فترة طويلة. ومع إضعاف قيادتهما بسبب الاغتيالات المستهدفة التي تنفذها إسرائيل، احتاجت إيران إلى إعادة تأكيد نفسها باعتبارها القوة الأساسية القادرة على مواجهة الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة.

وكانت الضربات الصاروخية، على الرغم من محدودية مدتها، مصممة لإظهار قدرة إيران على الضرب في عمق الأراضي الإسرائيلية، واستهداف المواقع العسكرية والاستخباراتية الرئيسية بما في ذلك مقر للموساد والقاعدة الجوية نفاطيم التي تحتوي على طائرات اف 35 والقاعدة الجوية حتسريم والرادارات الاستراتيجية ومراكز تجميع الدبابات وناقلات الجند الإسرائيلية.

وأخيراً، يشير قرار إيران بالإعلان عن وقف الهجمات فور إطلاق الصواريخ إلى أنها ترى أن هذه الجولة من الضربات كافية لاستعادة مصداقيتها، سواء على المستوى المحلي أو بين حلفائها.

الضربة الايرانية

ومن المرجح أن ترى هذا باعتباره استجابة رمزية ولكنها قوية، وكافية لمعالجة الاستفزازات الإسرائيلية الأخيرة ولكنها محسوبة لتجنب دعوة إسرائيل أو حلفائها الغربيين إلى الانتقام الساحق. من خلال الحد من نطاق العملية، ترسل إيران رسالة مفادها أنها ستدافع عن مصالحها ولكنها لا تسعى إلى تصعيد الصراع ما لم يتم استفزازها مرة أخرى على أراضيها.

المواجهة المتطورة بين إيران وإسرائيل هي صراع معقد ومتعدد الأبعاد، وله العديد من السيناريوهات المستقبلية حيث  يتشكل من خلال عوامل استراتيجية وجيوسياسية وأيديولوجية متجذرة. ولاستكشاف السيناريوهات المحتملة للمرحلة التالية من الصراع بينهما بشكل كامل، يجب ألا ننظر فقط في الاستجابات العسكرية الفورية، بل يجب أن نتعمق أيضاً في الطبقات النفسية والسياسية والاقتصادية التي تؤثر على صنع القرار على كلا الجانبين.

السيناريو الأول لهذه المواجهة تتمثل في الردع الاستراتيجي والانتقام المتحكم فيه لاسيما أن هناك اعتقادا إيرانيا بأن ضرباتها الصاروخية في الأول من أكتوبر 2024 قد غيرت معادلة الردع الإقليمية لصالحها. لقد أرسلت القدرة على اختراق الدفاعات الإسرائيلية باستخدام صواريخ متطورة، مثل أنظمة قدر وعماد وفتاح الأسرع من الصوت، رسالة واضحة وهي أنه يمكن لإيران الآن الوصول إلى عمق الأراضي الإسرائيلية وتجاوز أنظمة الدفاع التي تتباهى بها كثيرًا مثل القبة الحديدية ومقلاع داود.

وقد تفسر إيران هذا على أنه ردع كافٍ، معتقدة أن إسرائيل سوف تتردد في الانخراط في المزيد من العمل العسكري واسع النطاق خوفًا من إثارة رد فعل أكثر تدميراً.

في هذا السيناريو، قد تحسب إيران أن أهدافها قد تحققت: فقد انتقمت لاغتيالات رئيسية، واستعادت مصداقيتها بين حلفائها الإقليميين (حزب الله وحماس)، وأظهرت قدراتها العسكرية لجمهورها المحلي. ومن خلال وقف وابل الصواريخ بعد الموجة الأولى من الضربات، أشارت إيران إلى أنها لا تسعى إلى حرب شاملة، بل إلى توقف استراتيجي لقياس رد فعل إسرائيل.

ومع ذلك، فإن رد إسرائيل سيكون حاسمًا. فالانتقام المتحكم فيه، الذي يستهدف البنية التحتية العسكرية الإيرانية دون إثارة صراع واسع النطاق، قد يسمح لكلا الجانبين بادعاء النصر. وقد تضرب إسرائيل أهدافًا رمزية، مثل قواعد الحرس الثوري الإيراني أو مستودعات الأسلحة في سوريا والعراق، دون تصعيد إلى هجمات مباشرة على الأراضي الإيرانية.

ومن شأن هذا الانتقام المتحكم فيه أن يسمح لإسرائيل بحفظ ماء وجهها محليًا، مع تجنب رد الفعل الإيراني المضاد غير المتوقع الذي قد يؤدي إلى حرب مفتوحة.

حرس النظام الإيراني، العمود الفقري لاستراتيجية خامنئي في التدخل الإقليمي

و هذا السيناريو، على الرغم من احتواءه للصراع الفوري، لن يحل التوترات الاستراتيجية الأعمق بينهما. وسوف يستمر الجانبان في العمل في إطار ردع هش، مع إمكانية اندلاع اشتباكات مستقبلية مدفوعة بصراعات بالوكالة، أو اغتيالات مستهدفة، أو صراعات القوة الإقليمية. وسوف يكون الردع في هذه الحالة تكتيكيا ومؤقتا، ومتجذرا في الحسابات العسكرية بدلا من الاستقرار الطويل الأجل.

أم السيناريو الثاني فيتمثل في  التصعيد التدريجي وإقليمية الصراع ففي هذا السيناريو، قد تنظر إسرائيل إلى الهجمات الصاروخية الإيرانية ليس فقط باعتبارها تهديدا فوريا ولكن كجزء من استراتيجية إيرانية أوسع نطاقا لتحويل ميزان القوى في المنطقة. لطالما استندت العقيدة الاستراتيجية الإسرائيلية إلى الضربات الاستباقية والقوة الساحقة لتحييد التهديدات قبل أن تصبح وجودية. وإذا قدرت القيادة الإسرائيلية أن الضرر الناجم عن الضربات الصاروخية الإيرانية قوض أمنها أو أن إيران تستعد لإجراءات عسكرية أكثر شمولا، فقد تختار ردا أكثر عدوانية.

وقد يشمل هذا الرد ضربات على البنية التحتية الإيرانية الرئيسية، بما في ذلك المنشآت النفطية ومراكز قيادة الحرس الثوري الإيراني، وحتى المواقع النووية. إن هذا السيناريو من شأنه أن يمثل تصعيدا كبيرا، لأنه لن يؤدي فقط إلى تدهور البرنامج النووي الإيراني، بل سيرسل أيضا رسالة قوية مفادها أن إسرائيل مستعدة لتحمل مخاطر الحرب المفتوحة لضمان تفوقها الاستراتيجي.

ويمكن أن تقترن مثل هذه الضربات بهجمات إلكترونية وعمليات سرية، تذكرنا باغتيال هنية أو الهجوم الإلكتروني على أجهزة الطرد المركزي النووية الإيرانية.

ومع ذلك، من المرجح أن ترد إيران بتصعيدها الخاص. فقد أظهرت طهران بالفعل استعدادها لاستخدام قدراتها الصاروخية ضد أهداف إسرائيلية استراتيجية، وقد ترد بهجمات أكثر انتشارا، ربما تشمل حزب الله في لبنان والقوات الموالية لها في العراق وسوريا. وقد يؤدي هذا بسرعة إلى تحويل الصراع إلى حرب إقليمية، مما يجذب جهات فاعلة أخرى للصراع.

ولكن  خطر هذا السيناريو يكمن في عدم القدرة على التنبؤ به. وفي حين أن كل من إسرائيل وإيران فاعلان عقلانيان، فإن تعقيد التحالفات الإقليمية ومشاركة العديد من الجهات الفاعلة غير الحكومية قد يؤدي إلى سوء التقدير. إن أي ضربة إسرائيلية محدودة قد تؤدي، عن غير قصد، إلى إشعال صراع إقليمي أوسع نطاقا، مع عواقب مدمرة على الشرق الأوسط وما بعده.

ثالث السيناريوهات في هذا السياق يسير في إطار  خفض التصعيد بوساطة الولايات المتحدة حيث سيكون دور الولايات المتحدة حاسما في تشكيل مستقبل المواجهة بين إيران وإسرائيل. فكلا الطرفان يدرك أن الحرب الشاملة من شأنها أن تترتب عليها عواقب وخيمة، ليس فقط على استقرارهما العسكري والاقتصادي، بل وعلى المنطقة الأوسع والاقتصاد العالمي.

ومن المرجح أن تتحرك إدارة بايدن، التي تواجه تحدياتها المحلية والدولية، بسرعة لمنع الصراع من الخروج عن نطاق السيطرة.

في هذا السيناريو، تعمل الولايات المتحدة كوسيط، مستخدمة نفوذها على إسرائيل ودفع الوساطات العربية للضغط على إيران للتوسط في وقف إطلاق نار مؤقت أو على الأقل وقف مؤقت للأعمال العدائية. ويمكن لواشنطن أن تقدم لإسرائيل دعما عسكريا متزايدا، مثل صواريخ اعتراضية إضافية لأنظمة الدفاع الجوي أو تبادل المعلومات الاستخباراتية لتحييد التهديدات الإيرانية.

وفي المقابل، قد تضغط الولايات المتحدة على إسرائيل للامتناع عن استهداف المنشآت النووية الإيرانية أو البنية التحتية المدنية، وبالتالي تجنب الاستفزاز المباشر الذي قد يؤدي إلى الحرب.

بالنسبة لإيران، يمكن للولايات المتحدة استخدام مزيج من القنوات الدبلوماسية والحوافز الاقتصادية لتشجيع ضبط النفس مع الوضع في الاعتبار  إن طهران، في حين أنها ملتزمة أيديولوجياً بمحور المقاومة، هي أيضاً عملية وقد ترى قيمة في تجنب المزيد من التصعيد، وخاصة إذا عُرض عليها الإغاثة الاقتصادية أو ضمانات عدم الاعتداء.

كما يمكن للولايات المتحدة أن تنسق مع القوى الأوروبية لتوفير إطار دبلوماسي أوسع يعالج المخاوف الأمنية الإيرانية ورغبة إسرائيل في الهيمنة الاستراتيجية.

وهذا السيناريو، على الرغم من أنه يقلل من خطر الحرب الفوري، لن يحل التوترات الأساسية. ستظل إيران وإسرائيل خصمين مريرين، وقد يشتعل الصراع مرة أخرى في أي لحظة، وخاصة إذا شعر أي من الجانبين أن ردعه قد تقوض أو إذا كانت هناك تحولات كبيرة في ميزان القوى الإقليمي.

رابع السيناريوهات هو الأكثر خطورة في هذا الوضع المتوتريسير في سياق اندلاع  حرب شاملة ودمار إقليمي فهذا السيناريو الأكثر تطرفًا هو السيناريو الذي يؤدي فيه سوء التقدير الاستراتيجي أو التصعيد المتعمد إلى حرب شاملة بين إيران وإسرائيل. إذا قررت إسرائيل أن خيارها الوحيد لتحييد التهديد الإيراني هو شن ضربات واسعة النطاق على المنشآت النووية الإيرانية ومواقع الصواريخ والبنية الأساسية النفطية، فمن المؤكد أن إيران سترد بكل ما لديها من قوة

وفي هذا السيناريو، ستحشد إيران حلفائها في مختلف أنحاء المنطقة، بما في ذلك حزب الله، لشن هجمات منسقة على المدن الإسرائيلية والقواعد العسكرية والأهداف الاقتصادية. وسوف تطلق العنان لقدرات الصواريخ الإيرانية بالكامل، فتطغى على الدفاعات الجوية الإسرائيلية وتتسبب في أضرار جسيمة للبنية الأساسية المدنية. ومن المرجح أن يمتد الصراع إلى البلدان المجاورة، مع جر لبنان وسوريا والعراق واليمن إلى القتال.

ومن المهم الإشارة إلي إن مثل هذه الحرب من شأنها أن تخلف عواقب مدمرة على المنطقة بأسرها. وسوف تنزلق أسواق النفط العالمية إلى الفوضى، وتصبح المنشآت النفطية الإيرانية وممرات الشحن في مضيق هرمز أهدافاً رئيسية.

بايدن

وسوف تكون الخسائر الإنسانية هائلة، مع نزوح الآلاف من المدنيين أو مقتلهم. إن تورط القوى الخارجية، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا والصين، من شأنه أن يزيد من تعقيد الصراع، مما يجعله أحد أخطر الحروب وأكثرها تدميراً في الشرق الأوسط منذ غزو العراق عام 2003.

وقد كشفت الضربات الصاروخية الإيرانية التي أطلقتها ضد إسرائيل تحت مسمى “الوعد الصادق 2” عن نقاط ضعف كبيرة في الإطار الدفاعي الإسرائيلي، الأمر الذي يشكل تحدياً للافتراضات الراسخة منذ فترة طويلة حول موثوقية حلفائها وأنظمة الدفاع الجوي التي تباهت بها على مدار سنوات.

وتشير الاستجابة المحدودة من جانب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، إلى جانب عجز إسرائيل المحتمل عن تحييد جميع الصواريخ القادمة، إلى تحول كبير. ويفرض هذا التحول على إسرائيل إعادة تقييم استراتيجيتها، إما بالنظر في اتخاذ تدابير مضادة عدوانية ضد إيران أو التراجع مؤقتاً لاستعادة قدراتها الدفاعية.

وينطوي كلا الخيارين على مخاطر كبيرة، بما في ذلك إمكانية شن ضربات انتقامية ضخمة أو إضفاء طابع إقليمي على الصراع. ونرى بما لا يدع مجالاً للشك بأن أي سيناريو قادم لهذه المواجهة سوف يكون لبنان هو الخاسر الأكبر فيه، فإسرائيل ستطلق العنان لضربات جوية وهجمات برية مكثفة ضد لبنان غير آبهة بالتكلفة البشرية أو تدمير لبنان بشكل كامل.

إن جوهر هذه الأزمة المتكشفة يكمن في صراع أيديولوجي واستراتيجي أوسع بين إيران وإسرائيل. والصراع لا يدور ببساطة حول التبادلات العسكرية بل حول صراع أعمق على النفوذ والسيطرة في الشرق الأوسط. وينظر كلا الطرفين إلى نفسيهما باعتبارهما قوى إقليمية لها الحق في تشكيل مستقبل المنطقة، وهي الرؤية التي تستمر في تأجيج المواجهة بينهما. إن تصعيد التوترات يثبت أن الردع لم يعد من الممكن تأمينه بالوسائل العسكرية التقليدية، مثل القدرات النووية.

وبدلاً من ذلك، سوف يحتاج الطرفان إلى التنقل عبر مشهد جيوسياسي متزايد التعقيد، حيث قد تؤدي أفعالهما إما إلى إشعال حرب واسعة النطاق أو فتح مسار ضيق نحو خفض التصعيد، تحت تأثير قوي من الجهات الفاعلة الخارجية مثل الولايات المتحدة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى