أمة واحدةسلايدر

الباحثة “شيماء بكر” تنال الماجستير حول العالم الألباني “توفيق يحيي”

 

الأمة : الباحثة الفكرية واللغوية الأستاذة شيماء بكر إسماعيل من دولة “كوسوفا” المسلمة الشقيقة، والتي ولدت ودرست في القاهرة،ووالدها هو الدكتور بكر اسماعيل سفير كوسوفا في القاهرة .

 نوقشت اليوم بتاريخ 7-12-2023 رسالتها التي حصلت بها علي درجة الماجستير بعنوان:“معالجة قضية كوسوفا من قبل المثقفين الألبان في مصر: حالة  الشيخ توفيق إسلام يحيى” بكلية فقه اللغة قسم الدراسات الشرقية ببريشتينا – جمهورية كوسوفا .

المشرف علي الرسالة هو البروفيسور دكتورعيسى مميشي وأعضاء اللجنة أ.د. دكتور عبدالله حاميتي، أ.د. مساعد دكتور عبد الله رجبي.

ويتمثل الهدف الرئيسي لهذه الرسالة في فهم وتحليل تأثير المثقفين الألبان في مصر، مع التركيز على الشيخ توفيق إسلام يحيى، في دعم قضية كوسوفا.

ويهدف البحث إلى الكشف عن دور المثقفين في نقل الوعي حول هذه القضية الهامة.

كان العديد من المثقفين الألبان ملتزمين باستقلال كوسوفا، في الواقع، أينما ذهب الألبان خارج أراضيهم، كانوا يأخذون معهم قطعة من وطنهم.

 وقطعة من القلق والمتاعب بشأن كيف وبأي طريقة سيكونون قادرين على العمل من أجل وطنهم، حتى من بعيد، وكان حضورهم من خلال القلم الذي من أجله عبروا الحدود وتركوا أهلهم ووطنهم.

ومن المفكرين والشخصيات التي عاشت خارج كوسوفا هو الشيخ توفيق إسلام يحيى(1917-2006)، الذي ساهم بكتاباته في الصحافة المصرية.

كانت بداية القرن التاسع عشر عندما سلك الشيخ توفيق إسلام يحيى طريق الدراسة الطويل، طريقًا يعبر ثلاث قارات ليذهب إلى مصر البعيدة، دون أن يتمكن من أن يعود أبدًا إلى كوسوفا.

ولذلك فإن هذا البحث سوف يعرض ويحلل مساهمة المفكر والشخصية الألبانية البارزة الشيخ توفيق إسلام يحيى، الذي ذهب إلى القاهرة على الرغم من أنه كان في السادسة عشرة من عمره ولم يعد أبدًا.

 لكن لا ينبغي أن ننسى أنه، لمدة سبعين عامًا متتالية حتى يوم وفاته، عاش وعمل من أجل قضية وطنه المسلم “كوسوفا”.

وقد وصفنا هنا بالتفصيل رغبته الشديدة في مواصلة دراسته بجامعة الأزهر الشريف في القاهرة، مصر، وهنا التحق بجامعة الأزهر وأكمل دراسته بنجاح كبير وحصل فيما بعد على وظيفة أستاذ  في هذه الجامعة.

وبالإضافة إلى عمله كأستاذ بجامعة الأزهر، عمل أيضًا في العديد من المناصب الرسمية الأخرى، بدءًا من منصب مستشار علمي لوزير الأوقاف بجمهورية مصر العربية.

 ثم أستاذاً في دول أخرى خارج مصر مبعوثا للأزهر الشريف مثل: السعودية والصومال وليبيا وغيرها، ومساهمته في مختلف المؤتمرات والملتقيات العلمية.

بإختصار، شخصية الشيخ توفيق إسلام يحيى شخصية نادرة جدًا، تصرف من القاهرة وأخبر الشعب المصري عن دولته كوسوفا.

أهداف الدراسة

الغرض من رسالة الماجستير هذه هو عرض مساهمة الشيخ توفيق إسلام يحيى في القضية الوطنية الألبانية، ولا سيما قضية استقلال جمهورية كوسوفا.

وتهدف رسالة الماجستيرهذه إلى عرض مساهمة وأعمال شخصية ألبانية مسلمة كرست حياتها كلها، ولو من بعيد، لخدمة قضية استقلال كوسوفا والعمل من أجلها.

إلى جانب مساهمته الوطنية، وتسليط الضوء على معتقداته وأيديولوجياته العلمية، سواء الثقافية أو الإجتماعية أو الفلسفية.

وقد حاولنا في هذه الرسالة التركيزعلى هذه المواضيع:

– قدم الشيخ توفيق اسلام يحيى مساهمة قيمة في عرض قضية “كوسوفا” المسلمة في الأوساط الأكاديمية العلمية وفي الصحافة المصرية والعربية بصفة عامة، بصفته أكاديميا.

– أثرت معالجات ومساهمات الشيخ توفيق اسلام يحيى العلمية والثقافية في وعي الأوساط الأكاديمية والسياسية والثقافية العربية مما أدي لزيادة اهتمامها بقضية كوسوفا.

منهجية وتقنيات البحث:

لقد اعتمدنا منهجيتنا في هذا العمل على المنهجية النوعية، حيث بعد أن جمعنا وقرأنا مجموعة كتابات الشيخ توفيق اسلام يحيى، قمنا بتصنيفها، وتلك التي كانت مرتبطة بشكل أساسي بمساهمته في استقلال كوسوفا، قمنا بتحليلها واحدة تلو الأخرى.

اعتمدنا أيضًا خلال عملنا على المؤلفين الألبان الذين كتبوا عن الشيخ توفيق اسلام يحيى.

وقدم الشيخ مساهمته في قضية كوسوفا إما بصفته الأستاذ الألباني الأول والوحيد في “جامعة الأزهر”، أو في منصبه الرسمي للدولة كمفتش في وزارة التربية والتعليم بجمهورية مصر العربية.

أو كمؤلف وكتابة العديد من المقالات في الصحافة المصرية،وقد حاولنا في ورقتنا تقديم لمحة عامة عن حياته وعمله.

شخصية الشيخ توفيق إسلام يحيى:

أنه كان يمتاز بنبالة النفس،وسخاء الكف، وحسن التواضع،ونزاهة اللسان،ونقاء السيرة، متأدباً متعففاً، لطيف المعاشرة،عزيز النفس ،جم المروءة،شريف الطبع عالي الهمة.

إلي جانب أنه رحب الصدر،كثير الخير،جليل القدر،شهير الذكر،بعيد الصوت،أبي النفس وافر العلم،براً،ذكياً ،تقياً .

فهو من الفضلاء الذين طبعهم الله على الخير، وجبلهم على الإحسان والفضل،ومن الأذكياء النجباء أصحاب العقل والرأي والدهاء،وهو الأستاذ مفيد علماً وعملاً .

وهذا الشيخ الجليل له دور بارز في خدمة قضايا العالم الإسلامية عامة،  إلا أنه عاش قضية كوسوفا وكارثتها الكبرى بروحه ووجدانه وقلبه الغامر بالحب العميق لوطنه وبلده 

ومن مميزات الشيخ أنه على درجة عليا من الحس المرهف وتوقعات الأحداث ،فقد أخذ آنذاك يحذر ويكرر التحذير من وقوع هذه الكارثة الكبرى.

 وذكر في بعض المجلات الرسمية الصادرة بجمهورية مصر العربية التي كان يقيم بها أن صربيا ستقوم بعدوان شامل ضد شعب كوسوفا وإنها لن ترضى إلا بارتكاب الجرائم البشعة ضد الكوسوفيين.

مذابح الصرب ضد مسلمي كوسوفا 

واشارت الدراسة للمذابح المروعة التي ارتكبها الصرب  ضد الشعب الكوسوفي الأعزل من السلاح والإمكانيات ،مطالباً بسرعة التحرك للعمل على حماية هذا الشعب والحيلولة دون وقوع هذه الكارثة المروعة.

ولكن بالفعل صدق حدس الشيخ توفيق إسلام يحيى،ووقعت الفاجعة الكبرى، والمذابح المروعة ضد هذا الشعب الضعيف، فقتل الرجال، وهتكت أعراض النساء وقتلهن ، ودمرت البيوت والمنازل والحقول ، ولم يترك العدوان شيئاً إلا جعله كالرميم.

ولو تنبه العالم إلى ما قاله الشيخ لما حدث ما حدث، ولكن تلك هى إرادة الله، ولا راد لقضائه والشيخ توفيق رجل عالم قضى حياته في القراءة والإطلاع.

وحمل على عاتقه هموم شعبه وأمته فقام بعرض الحلول والمقترحات لخروج الشعب من مأزق العدوان الصربي،وخروج المسلمين عموماً في منطقة البلقان من مآسيهم.

 فما لبث الشيخ أن أصبح في قلوب شعب كوسوفا وعقولهم، وأصبح يمثل من وجهة نظرهم رمزاً للفكر الحر المستنير.

وصار في تاريخ كوسوفا علماً من أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث القادرعلى مواجهة كافة التحديات أمام العداء والظلم والعدوان .

 وللشيخ مواقف عظيمة تجاه المسلمين في البلقان عامة، ومسلمى كوسوفا بصفة خاصة، ولن تنسى مواقفه من الشيوعية والوقوف ضدها، ومواقفه العظيمة تجاه مساعدة الطلاب الألبان ومساندتهم للحصول على الدراسة في مصر.

وحقيقة قام هذا الشيخ المفكر الإسلامي الكبير بأجل الخدمات لبلده ودينه، والعالم الإسلامي أجمع ومازلنا نرجو منه المزيد من العطاء لإنارة الطريق أمام العقول المسلمة الواعية وتحفيز الهمم للعمل الدؤوب واستغلال كل الفرص لخدمة الدين والأمة.

الإستنتاج و التوصيات

ينبغي تسليط الضوء على شخصية الشيخ توفيق إسلام يحيى أكثر في المستقبلوالتعرف علي انتاجه الفكري ومساهاماته  من أجل استقلال وطنه .

وقد نشر العديد من المقالات في مجلة الأزهر، وفي مجلات أخرى أيضًا، وهذه معلومات رسمية عن نشاطه الوطني والمهني، ومن خلال إجراء بحث لائق للأدبيات المكتوبة منه حول هذا الموضوع، والرسالة تسعي لتقديم نظرة عامة على بياناته إلى حد ما.

وهذا البحث يقدم معلومات جديدة وغير معروفة للقارئ الألباني، حول شخصية الشيخ توفيق اسلام يحيى.

ومن خلال هذه الرسالة الأكاديمية تضاء الجوانب المجهولة في هذه الشخصية، وهذه المرة من خلال كلماته وقلمه الذهبي ، وكان من الأجيال الأولى التي سلكت طريق الدراسة في بلاد العرب والأزهر الشريف.

 إن حبهم وتعمقهم في الإيمان جعل هذه الشخصيات، وفي حالتنا شخصية الشيخ توفيق إسلام يحيى ، تحظى باحترام خاص.

نشاطه النشري نعتقد أنه السلاح والأساس للتعرف على شخصيته المتميزة سواء في العالم العربي أو العالم الألباني.

والرسالة تؤكد أن الشيخ توفيق إسلام يحيى هو أحد تلك الشخصيات التي شرفت نفسها وعائلتها والأمة الألبانية والعالم العربي أينما ذهب وأين عاش وعمل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights