كيف نقرأ الرسائل الربانية ونعى مضامينها ومراميها؟
ثلاث رسائل في عام، واحد نحن تقبلنا بموت ٥٥ ألف في ٣٨ ثانية بزلزال تركيا، واسترجعنا الله وحمدناه سبحانه وتعالى ولم ندرك الرسالة ولم يقع منا عويل أو نحيب،
ثم تقبلنا الآلاف في المغرب في ٣٠ ثانية وحمدنا الله واسترجعناه. ولم ندرك الرسالة
ثم تقبلنا وسلمنا بقدر الله في أهل درنة وكم من آلاف الأنفس.
وحمدنا الله واسترجعناه ولكن لم ندرك الرسالة وهم ثلاث رسائل مؤكدة لا ينكرها أحد في المعمورة.
وهى تؤكد أننا نتأهل لقدر الله القادم في غزة وعلى كافة الثغور. ولا يخرج منا غير الحمد والاسترجاع وتأكيد الإيمان بقوله سبحانه قال تعالى:
{وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا ۗ وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا ۚ وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145)}
القول في تأويل قوله: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلا}
يعني تعالى ذكره بذلك: وما يموت محمد ولا غيره من خلق الله إلا بعد بلوغ أجله الذي جعله الله غاية لحياته وبقائه، فإذا بلغ ذلك من الأجل الذي كتبه الله له، وأذن له بالموت، فحينئذ يموت.
فأما قبل ذلك، فلن يموت بكيد كائد ولا بحيلة محتال،
فتلك الرسائل الثلاث الأولى لا تختلف عن رسالة غزة اليوم ولكن رسالة اليوم ستحيى أمة وتبعثها من رقادها. وما من أمة ولدت من رحم الألم والمحن والشدائد إلا وولدت عظيمة لتأخذ دورها وتستأنف عزها وكرامتها وسؤددها.