“فَـوَلّـوا وجهَكم عنّا”.. شعر: السيّد جلال
كأنَّ اللهَ أصبحَ عُنْصريَّ النزعةْ
فقط أعطى لأمريكا وإسرائيل وحدَهما
حقوقَ الجارِ والشُّفعةْ
ووحدُهما يُقِرَّانِ النعيمَ أو الجحيمَ
على كواكبِ شمسهِ التِّسعةْ
لمن شاءا…
وويلٌ للمُصلِّينَ الصلاةَ لغيرِ وجههما
هما الرَّبُ القديرُ
وربُّكمْ بِركابِ فضلهما أتى يسعى
وصارَ السَّعيُ والتِّطوافُ إجباراً
إلى عرفاتِ واشنطنْ…
إليهِ تُشَدُّ كلُّ رحالِنا
وصلاتُنا بمُقامِ”جورج” تسعةٌ فرضا
ونوافِلٌ ألفان قرباناً لوالدِهِ
ويبقى أنء تُصلِّيَ
في محبَّةِ “كندليزا” صائماً ركعةْ..
علينا أن نزورَ ضريحَ قتلاهم
أئمةِ عصرِنا،
ندعو لهم سبعةْ
كما نمشي حُفاةً،
بل عُراةً
في الطريقِ إلى مقابِرِهم
ويركبُ بعضُنا بعضا
ويسحبُ بعضُنا بعضا
يُقطِّعُ بعضُنا بعضا
ونهدي كلَّ كلبٍ شاهدٍ
من لحمِنا قطعةْ
كأنَّ بلادَنا دَينٌ،
علينا أنْ نُسدِّدَهُ
بترْكِ بلادِنا ضيعى….
كأنَّ بلادَنا ذنْبٌ،
علينا أنْ نُكفِّرَ عنهُ
بالإعدامِ ذبحا…ً دُفعةً دُفعةْ
كأنَّ بلادَنا إرْثٌ لأمريكا
تبقَّى عن ضحاياها الهنودُ الحمرُ مُفتقداً
وقد رجعَ…
كأنَ اللهَ أهداها شعوبَ الأرضِ قاطبةً
كقُطعانٍ منَ الأغنامِ
ليسَ لهم سوى التَّهجينِ والمرْعى…
غِنانا آفةٌ كُبرى
كسُمٍّ من فمِ “الكُبرا”
ببطنِ وليدةٍ جوعى
أتدْرونَ الغنيُّ يكونُ مَنْ فينا..؟
غنيُّ القومِ سيّدُهمْ،
وحاكمُهم ببندُقةٍ مُصَوَّبةٍ
على النيَّاتِ والأفهامِ
لاتُرَدُّ لِكفِّهِ صفعةْ..!!
غنيُّ القومِ يُبعِدُهُمْ عن الطُّوفانِ
ما لمْ يأتِ طوفانٌ
فإنْ هو جاءَ أغرقَهم بلا رجعةْ…!!
غنيُّ القومِ يجمعُ قوتَ أفقرِهِمْ
فُتاتاً في مخازِنِهِ
ويكرَهُ أنْ يرى في كَربِهم وُسعةْ..!!
غنيُّ القومِ يحلِبُ ما بأثداءِ النساءِ
لبيعهِ جافّاً
ولا يُبقي لطفلٍ بائسٍ رضعةْ…!!
غنيُّ القومِ يا أبتي رقيقُ الحسِّ
لنْ ينسى عبيدَ القومِ في الحبسِ…
إذا ما انفضَّ سامرهُ
سيُفرجُ عن شيوخِ القومِ والأطفالِ والنِّسوةْ
ويأمرُ أنْ تُقامَ جَنازةٌ كُبرى لموتانا،
وأسرانا، وعِزَّتَنا،…
ويجعلُ صُبحَنا ليلاً وفي الأسبوعِ سبتينِ
ويُصدِرُ أمرَهُ بالشَّنقِ للجُمُعةْ..!!
شريعةُ مَنْ شريعتُكم
إذا كانت لكم شرْعةْ..!؟
تقوَّلتُم على اللهِ..
تطاولتُمْ على الناسِ..
ومَنْ يعلونَكم رِفعةْ..
فولّوا وجهَكُم عنّا
فإنّا لم نزلْ
يروي شقوقَ جلودِنا
لظى النيرانِ واللوعةْ
فولّوا وجهَكم ولُّوا ….
ــــــــــــــــــــــــــــــ
القاهرة في 1 يناير 2004م