الخميس سبتمبر 19, 2024
الشعر العربي الأمة الثقافية

“الطَّائرُ الجَريح”.. شعر: حليم الجندي

أنــا  مَن فـاضَ  بالأحـزان  قلبـي

وأضْنــى  ليْــلَه  الهَــــمُّ  العُقــــامُ

فوَلَّى  في  سمــاء  الحـبِّ  صَبًّــا

وخَلَّى أرضَ مَن هانــوا فَنـــامُــوا

أأَرْضـى  بالحيــاة  رَهيـنَ  سجـنٍ

ومثلـي  وَكْـرُهُ  القِمَـــمُ  العِظـــامُ

بَرَمْـتُ  بــكُلِّ  فَسْــفاسٍ  وقــــوْمٍ

وسيلتُـهُم  إلى  المجـــــــدِ  الكلامُ

إذا صــاح الكفــاحُ بـهِم : هَلُمّــــوا

تَولَّــــــوْا  مِثلـمـــــا  فَــــرَّ  اللئـامُ

وإنْ أوحى القُعـودُ لـهم : تعالَـــوْا

تَنــــــادَوْا : نِعْـــمَ  ذّيَّــاكَ  المَـقامُ

يمــوت  العَـدلُ  مصلوبًا  لَدَيــهِم

وتُغُتَـالُ  الفضيــلـةُ  أيـنَ  رامُـوا

فســــــادٌ  كالوَبـــا  فيــهم  تَفَشّى

فليْــس  لــــه  دَوًا  إلا  الحِـمـــامُ

تَســاوى  فيــه  مـرؤوسٌ  ورأسٌ

وعاشرَهم ، فما امتَنعوا ، الحرامُ

وشيْـــخٌ  ضَلَّ  في القرآن  سَعْيًــا

وباركَ قتْـــلَ من صَلّـوا وصامـوا

وقِسّيــسٌ  يُعَمِّـــدُ  فــي  دمـــانــا

فأيـن  هِىَ  المـَحبَّـــةُ  والسـلامُ؟!

غريـبُ  البـومِ   في وطني  عزيزٌ

وبُلبُلُــه  المـُـغَـــــــرِّدُ  مُستَـضـامُ

وحين قَصَدتُ أهـلَ الـرأىِ أبـغـي

لديــهِم زَيــتَ مصبـــاحٍ تَعـــامُـوا

وسَــدّوا  أُذْنَــهـــم  دونـي  كأنــي

بَـغـيــضٌ  أو عــــدُوٌّ  أو  سِمـامُ

ولَمّــــا  أنْ  أردتُ  القُرْبَ  مِنهم

أمَضَّ الأنــفَ مــا أفْـشى الرِّمـامُ

فــلا  يَخْــدَعْك  بالأقــوالِ  قـــوْمٌ

فـعِـنـد  الفِـعلِ  يَفتَضِـحُ  المـَقــامُ

بــلادٌ  تَـكـرَه  الإنسـانَ  حُـــــرًّا

ويَـعْـلوها  الأراذِلُ  والطَّغـــــامُ

وهــل يَحْلـــو مـع الإذلالِ عَيْـشٌ

وإنْ لَـذَّ الشـــرابُ أو الطعــامُ؟!

فَطِرْ بـي با جَــاحَ العِـــزِّ شَـوْقًـا

إلى  حـيـثُ  الميــامينُ  الكِــرامُ

صَفـــا  بالحــبِّ  قلبُهُـمُ  وغَنّــى

فـلا حــقـدٌ  يَسُــودُ  ولا  انتقــامُ

يَعــافـون  المـَخازي  والـدنـايــا

وللعليـاءِ  في  دَمِــــهِم  ضِــرامُ

لهـــم مِن طيِّـب الأخـلاق عـهـدٌ

وللإنســانِ  عنـدَهُــــمُ  ذِمـــــامُ

رِجــالٌ  لا يهــابــون  المـنــايـا

إذا  لاحـت  وهـاج  لـها  عُرامُ

صنـاديــدٌ  عن  الإسـلام  فَلّــوا

أعاديــهِــم  ومـا  فُــلَّ  الحُسـامُ

وصانوا في زمان العُهرِ عِرضًا

لأمّـةِ “أحـمدٍ” ، غـاروا فَقــامُوا

وأضنـاهـم سبيلُ المـَجـدِ عِشْقًـا

كما  يَضْنَى  المـَشوقُ  المـُستَهامُ

ألا  يــا طـائـري غَــرِّدْ  وغـرِّدْ

فلَحْنُ  الفَجــرِ  يخشــاه  الظَّـلامُ

وقلـبُ  الظالميــن  يطيـرُ  رُعبًـا

إذا  صاح  الـغَــداةَ  بـــه  غُـلامُ

وحــاذِرْ  غَــدْرَةَ  القَنَّاصَ  تَسْلَـمْ

وحَلِّقْ حيـثُ لا تُجدي الســــهـامُ

لِتَغْـدوَ  بي  إلى  الأوطـان  يـومًا

وفي  قلبــي  المـَـحَـبَّـةُ  والمـلامُ

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب