محمد شعبان أيوب يكتب: مأساة المورسكيين في الأندلس
بالأمس ساقتني بعض الكتب للنظر في مأساة المورسكيين في الأندلس من بعض الزوايا التي أحببتُ أن أتأكد منها، فإذا هؤلاء المضطهدون تحت العدو الكاثوليكي فريقان؛ واحد مغلوب على أمره قد رَضي بالتنصير القسري، وأخفى إيمانه ووضوءه وصلاته وملابسه ولغته وكتبه وأرضه وتراثه فذاب كالشمعة تتخطفه الأيام..
وفريق آخر لجأ إلى النصرانية منذ اليوم الأول وغيروا أسماءهم إلى أسماء لاتينية وأسبانية، وكثير من هؤلاء وقف في صف الأسبان للدفاع عن الكاثوليكية بحماسة منقطعة النظير، وصار يمسك السيف والكرباج ضد الموريسكيين من إخوانه القدامى؛ بعضهم كان من أبناء ملوك بني الأحمر بالمناسبة كابنَي السلطان أبي الحسن بن الأحمر!
النظام السياسي هم أبو الاجتماع الإنساني، ولهذا السبب حرص النبي صلى الله عليه وسلم على اختيار المدينة المنورة لتكون دولة تحمي الإسلام وتنشره، وتؤوي المسلمين وتكون حصنا لهم، اليوم نرى ما يحصل لجيراننا ولا نكاد نملك ردة فعل لأننا ضعفاء، وسؤالي إن تم القضاء على المقاومين من الذي يضمن أن تكون أقطارنا كلها أندلسًا جديدة خاصة مع موجة الهزيمة والإلحاد والضعف والخزي الذي صرنا نراه علنا..
ألم يكن فتية الكهف أشد حكمة وإدراكًا لطبيعة النُّظم السياسية عبر التاريخ حين قالوا: ( إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا )!