الأمة الثقافية

قراءة في كتاب “عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها”

عنوان الكتاب :

 (عائشة أم المؤمنين – موسوعة علمية عن – حياتها, وفضلها, ومكانتها العلمية وعلاقتها بآل البيت ورد الشبهات حولها)

إشراف : علوي بن عبد القادر السقاف

تقديم : ثلة من العلماء والدعاة 

 الناشر : الدرر السنية – الظهران (السعودية)

الطبعة : الثالثة

سنة الطبع : 2021م

 عدد الصفحات : 960

التعريف بموضوع الكتاب :

عائشة رضي الله عنها، الصديقة بنت الصديق، هي أفقه نساء الأمة على الإطلاق, وأحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, الطعن فيها طعن في عرض أشرف الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم, وتكذيب لله عزَّ وجلَّ في بيان براءتها، وطعن في الشريعة ، فعائشة حفظت لنا الكثير من سنة النبي صلى الله عليه وسلم فهي تعد من كبار رواة الصحابة للأحاديث وقد أكثر الناس الأخذ عنها ونقلوا عنها كثيرا من الآداب والأحكام، لذا أراد المنافقون وأتباعهم من الرافضة الطعن في شريعة الإسلام بالطعن في زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ورميها بما برأها الله عز وجل منه والافتراء عليها بكل نقيصة.ولما كثر التطاول على أم المؤمنين, وكثر التهجم عليها من الرافضة, كان لا بدَّ من الذود عنها والانتصار لها؛ بتجلية فضائلها، وتزييف الشبهات المثارة حولها، فكان هذا الكتاب الذي بين أيدينا.هذا الكتاب موسوعة علمية عن أُمِّ المؤمنين عائشة، رضي الله عنها، تناول جوانب مختلفة من حياتها؛ معرفا بها ونشأتها، مع بيان فضائلها، وصفاتها، وأطوار حياتها، وعلاقتها بالنبي صلى الله عليه وسلم وآل البيت، وأهم الافتراءات والشبهات التي حامت حولها، وحكم مَن سبَّها، وغير ذلك.وقد قرظ هذه الموسوعة العلمية عددٌ كبيرٌ من العلماء والمشايخ والدعاة.ولعلنا في هذه الإطلالة السريعة نستعرض ملخصًا لمحتوى هذا الكتاب القيم, ونعطي

نبذة عما اشتمل عليه. تألَّف الكتاب من سبعة أبواب :

الباب الأول: وفيه حديث شيق عن حياة أُمِّ المؤمنين عائشة في فصلين اثنين:

الفصل الأول: كان عبارة عن تعريف بأُمِّ المؤمنين عائشة، متناولًا اسمها, ونسبها، وألقابها, كما تحدث عن أسرتها: أبيها, وأُمِّها, وإخوتها, وعمَّاتها, وعدَّد مواليها.

أما الفصل الثاني: فتناول مولدها, ونشأتها, وزواجها من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث كان عمرها يومئذ ستَّ سنوات، ثم بنى بها وهي بنت تسع سنوات. ( * )وأوضح أنها أقامت في صحبة النَّبي صلَّى الله عليه وسلم ثمانية أعوام وخمسة أشهر، وتُوُفِّي صلَّى الله عليه وسلَّم وهي ابنة ثماني عشرة سنة.كما تناول أيضًا معيشتها في بيته صلى الله عليه وسلم وأحوالها معه, ومنزلتها عنده, والأيام الأخيرة من حياته معها.ثم تحدث عن حياتها بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم, في عهد أبيها أبي بكر الصديق, وفي ظل خلافة عمر , وخلافة عثمان وخلافة علي, أو معاوية رضي الله عنهم أجمعين. كما تحدث عن وفاتها سنة(58) من الهجرة, وحزن الناس عليها.

الباب الثاني: وفيه صفات عائشة رضي الله عنها, ومكانتها العلمية, وآثارها الدعوية, وقد ضمَّ هذا الباب ثلاثة فصول: ففي الفصل الأول: بيان صفاتها، الخَلْقية،والخُلُقية

أما الفصل الثاني: فعن مكانتها العلمية، وثناء أهل العلم على علمها وفقهها، وحرص أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على سؤالها عمَّا أشكل عليهم من مسائل العلم.كما تحدث هذا الفصل عن المنهج العلمي الذي اتبعته, إذ اتبعت منهجًا علميًّا واضح المعالم، مِن صُوَره: توثيق المسائل بما ورد في الكتاب والسنة، والتورُّع عن الكلام بغير علم، والجمع بين الأدلة، مع فهم لمقاصد الشريعة, وعلوم العربية، وحسن التفقُّه في النصوص الشرعية، ومعرفة بأدب الاختلاف، واتباع أسلوب علمي متين في التعليم.وتناول الكتاب كذلك في هذا الفصل تميز أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في العديد من العلوم الشرعية, وغير الشرعية، ومنها علم العقيدة، والقرآن وعلومه، وعلمها الواسع بالسنة النبوية؛ والفقه، مع قيامها بالإفتاء، وإلمامها بعلم اللغة والشعر، مع فصاحة لسانها، وبلاغتها، كما كانت على علم بالطبِّ والتداوي. فهي لسعة علمها, وتعدد معارفها استدركت على عدد من كبار علماء الصحابة في مسائل متعددة.

أما الفصل الثالث: فقد أُفرد للحديث عن أثر عائشة رضي الله عنها في الدعوة إلى الله، سواء في العهد المدني، أو في عهد الخلفاء الراشدين، أو في صدر العهد الأموي، وقد اتبعت في دعوتها إلى الله أسلوب الحكمة، والموعظة الحسنة، مع كونها قدوة للمسلمين.

الباب الثالث: كان عن فضائل عائشة رضي الله عنها والمفاضلة بينها وبين سيدات بيت النبوة, وبينها وبين أبيها, وتألف من فصلين

الفصل الأول: كان الحديث فيه عن فضائلها, سواء الفضائل المشتركة بينها وبين أُمَّهات المؤمنين، أو الفضائل الخاصة بها، فأمَّا الفضائل المشتركة بينها وبين أُمَّهات المؤمنين، فمنها أنهنَّ أفضل نساء العالمين على الإطلاق، وأنهنَّ زوجات أفضل البشر محمد صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، وأنهنَّ أُمَّهات المؤمنين بنصِّ القرآن، وغير ذلك من الفضائل.

وأما الفضائل الخاصة بها فهي كثيرة جدًّا، ومنها: قوله صلى الله عليه وسلم: ((فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)). وأنَّها كانت أحبَّ الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما سُئِل: ((أيُّ الناس أحبُّ إليك؟ قال: عائشة)), وأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوَّج بكرًا غيرها, وأنَّ المَلَك جاء بصورتها إلى رسول الله في قِطْعة من حرير، وأنَّ زواجها كان من عند الله تعالى. إلى ما هنالك من الفضائل.

وأمَّا الفصل الثاني: فكان عن المفاضلة بين عائشة وسيدات بيت النبوة ، وبينها وبين أبيها, وقد ذكر فيه المفاضلة بين عائشة وخديجة، والتي وقع فيها الخلاف بين أهل العلم، وبيَّن الكتاب أن الصواب في ذلك هو التفصيل، وهو أنَّ خديجة أفضل من حيث مناصرتها للرسول صلى الله عليه وسلم، وتصديقها له ومواساتها، وأنَّ أولاده منها، وعائشة أفضل من حيث علمها، وانتفاع الأمة بها.

وأما المفاضلة بين عائشة وفاطمة، فالصواب فيه التفصيل أيضًا، إن أُريد به التفضيل بشرف الأصل، وجلالة النسب، فلا ريب أنَّ فاطمة أفضل، وإن أُريد به التفضيل بالعلم، فلا ريب أنَّ عائشة أعلم، وأنفع للأمة، وأفضل من هذه الجهة.

وأمَّا المفاضلة بين عائشة وبين أبي بكر، فقد أجمع العلماء على أنَّ أبا بكر الصديق أفضل من ابنته عائشة، رضي الله عنهما.

الباب الرابع: وقد تناول العلاقة الحسنة بين أُمِّ المؤمنين عائشة وآل البيت, واشتمل على فصلين:

أمَّا الفصل الأول فهو عن العلاقة الحسنة بين عائشة وآل البيت في كتب أهل السنة, ومنها العلاقة الحسنة بين عائشة وعلي، وبين عائشة وفاطمة رضي الله عنهما، وأنَّها كانت علاقة ودٍّ وحبٍّ ووئام، ولم يثبت خلاف ذلك، وقد وردت الكثير من النصوص تبيِّن العلاقة الحسنة بين عائشة وفاطمة رضي الله عنهما.

كما تناول هذا الفصل أيضًا العلاقة الحسنة بين عائشة وبين بقية آل البيت، ويدلُّ على ذلك رواية عائشة حديث الكساء, وغيرها من الروايات التي تعكس هذه العلاقة القوية.

وفي الفصل الثاني من هذا الباب ذكر ما ورد في كتب الشيعة من العلاقة الحسنة بين عائشة وآل البيت، مما يبطل ادعاءاتهم بوجود عداوة بين عائشة وبين أحد من أهل البيت.

الباب الخامس: وخصص لذكر الافتراءات والشبهات حول أُمِّ المؤمنين عائشة والردُّ عليها, وفيه ثلاثة فصول:

أما الفصل الأول فخصص لذكر الافتراءات المكذوبة على عائشة، ومنها افتراءات تتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم, وأخرى تتعلَّق بآل البيت، وافتراءات أخرى كثيرة, نوقشت نقاشًا علميًّا واستُوفي الردُّ عليها.

وأما الفصل الثاني فأُفرد لبيان الشبهات, ومنها شبهات حول عائشة تتعلَّق بالرسول صلَّى الله عليه وسلم، وأخرى تتعلَّق بآل البيت, كما أُفرد مبحث للشبهات التي أُثيرت حول عائشة رضي الله عنها فيما يتعلَّق بوقعة الجمل، وشبهات أخرى كثيرة يتعلَّق بها الرافضة, وقد أجيب عنها بما يكفي ويشفي.

وفي الفصل الثالث كان الحديث عن حادثة الإفك قديمًا وحديثًا، والآثار الإيجابية لهما، واشتمل هذا الفصل على سرد حادثة الإفك، كما وردت في صحيحي البخاري ومسلم، مع بيان بعض المهمَّات التي تتعلَّق بهذه الحادثة، كزمن وقوعها، ومتولي كبرها، وموقف الرسول صلى الله عليه وسلم من هذه الحادثة، وأنَّه صلَّى الله عليه وسلم ظلَّ صابرًا، متيقِّنًا من طهارة زوجته، ومن ذلك قسمه صلَّى الله عليه وسلم: ((فو الله ما علمت على أهلي إلا خيرًا)). إلى غير ذلك، وكذلك بيان موقف الصحابة. إلى غير ذلك مما له تعلق بهذه الحادثة.

الباب السادس: وفيه الحديث عن حكم سبِّ أُمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها, فقد حكى غير واحد من أهل العلم الإجماع على كفر من سبَّ أُمَّ المؤمنين عائشة بما برَّأها الله منه، وتتابعت أقوالهم في تقرير ذلك، وأنَّ حُكم من فعله هو القتل. وأمَّا مَن سبَّها بغير ما برَّأها الله منه، فالعلماء ابتداءً متفقون على تحريم سبِّ الصحابة، وأنَّ ذلك من كبائر الذنوب، ومنهم أُمَّهات المؤمنين، لكن وقع الخلاف في إطلاق وصف الكفر على من سبَّ أُمَّ المؤمنين بغير ما برَّأها الله منه هل يكفر أو لا يكفر؟

الباب السابع: كان بعنوان عائشة في واحة الشعر, واشتمل هذا الباب على مجموعة قصائد من عيون الشعر؛ في بيان فضائلها، والدفاع عنها رضي الله عنها وأرضاها.

 وقد تضمن الكتاب تعليقات نفيسة منها تخريجات للأحاديث وتراجم للأعلام وشرح للغريب وتعليقات وفوائد من كلام أهل العلم.وقد اشتمل الكتاب على فهارس علمية شاملة كفهرس الآيات والأحاديث والآثار والأعلام والغريب والفوائد.نسأل الله أن يقع الكتاب موقعه في قلوب المسلمين، وأن يؤتي ثمرته في بيان الوجه المشرق لأم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصِّديق رضي الله عنها ، ورد افتراءات وشبهات الحاقدين المغرضين.

قصيدة : وثيقة البراءة

ســـــورةٌ أُنـــزلــتْ بــأجــلـى الــثَّــنـاءِ     …     ولِــتَـبْـقَـى عـــنــوانَ مــعـنـى الــنَّـقـاءِ
والَّـــذيــن ارتـــــأوا إشـــاعــة إفـــــكٍ     …     أخــرســتْـهـم آيــــــاتُ ربِّ الــسَّــمــاءِ
لاتَـسَـلْـهـم ! فــــإنَّ كِـذْبَـتَـهُم كــانـت .     …     . وَبـــــــــالا لـــــزمــــرةِ الأشـــقـــيــاءِ
هــــلْ رأيــتُـم ! أَمِ الـنـفـوسُ شــواهـا     …     جــمــرُ حــقـدٍ يــفـورُ فـــي الأحــنـاءِ!
هـــل رأيــتُـم ؟ كــلا . ولـكـنْ سـمـعتُم     …     فــفــرحــتُـم بــالــكــذبـةِ الــشَّــنــعـاءِ
أم وجـدتُـم وفــي الـنـفوسِ احـتـقانٌ     …     لانـــتــصــارِ الــشَّــريـعـةِ الــسَّــمـحـاءِ
هـــــــي أُمٌّ لــلـمـؤمـنـيـنِ تـــســامــتْ     …     بــالــمــزايــا وبـــالـــيــدِ الــبــيــضــاءِ
فـسـجـايـا الـصِّـدِّيـقـةِ الـفـخـرُ فـيـهـا     …     رغـــــمَ أهـــــلِ الــنِّــفـاقِ والأســــواءِ
أَوَبـــعــدَ الآيـــــاتِ تُــتــلـى صــبـاحًـا     …     مـــن بــيـانٍ الــهـدى وعـنـد الـمـساءِ !
والــبــراهــيـنُ بـــالــبــراءةِ جــــــاءتْ     …     لاصــطــفــاءِ الأثـــيــرةِ الــشَّــمَّـاءِ (ا)
قــــــد أشــــــارتْ إلـــــى مــكــانـةِ أُمٍّ     …     أكـرمـتْـها يـــدُ انْـبِـجاسِ الـسَّـناءِ (2)
تـــتــراءى عُــلــويَّـةَ الــشَّــأنِ روحًــــا     …     تـسـتـقي الـزَّهـوَ مــن رفـيـفِ الــرواءِ
قــــد حـبـاهـا الـكـريـمُ مــنـه بـفـضـلٍ     …     والـــرضـــا لـلـنـجـيـبةِ الـــزَّهــراءِ (3)
وهــو الَّـلـهُ الـبَـرُّ زوَّجَـهـا لـلمصطفى .     …     . نِــــعْـــمَ ذاك أوفـــــــى اصـــطــفــاءِ
قــــد رآهــــا الـنَّـبـيُّ رؤيـــا ، ووحـــيٌ     …     هــــــي رؤيــــــا الإكـــــرامِ لــلأنـبـيـاءِ
إنَّ ربِّــــي يُــمـضـي الـمـشـيئةَ ، لــكـنْ     …     قـــــد تـــمــاري بــهــا رؤى الـسُّـفـهـاءِ
ثــــــمَّ يــخـزيـهُـمُ الـــقــويُّ لــيـبـقـى     …     مــــــا يـــشــاءُ الــرحــمـنُ لــلـسُّـعـداءِ
فَـــتُـــوارَى وتــضــمـحـلُ الـــدَّعــاوَى     …     خـائـبـاتٍ عــلـى ســـرابِ الـعـفاءِ (4)
عَــمَـهُ الــغـيِّ قـــد طــواهـم فـتـاهـوا     …     بـــفـــســـادٍ لــتــمــتــمـاتِ الــــهُــــراءِ
هــــــو عـــنــوانُ كــفــرِهـم بــكــتـابٍ     …     فـــيـــه أزكــــــى الـــبـــراءةِ الـــغــرَّاءِ
هــــــو إفــــــكٌ لـلـمـرجـفـيـن وشـــــرٌّ     …     لـــــم يــلــحْ مــثـلُـه عــلــى الــغـبـراءِ
فـأُولـو الـحقدِ صـيدُ حـشرجةِ الـقهرِ .     …     . وأســـرى فـــي ربــقـةِ الـبـغضاءِ (5)
وعـــــدوُّ الإســـــلامِ يــبــقـى رهــيـنـا     …     بـــــأيــــادي مـــكـــيــدةٍ وافــــتــــراءِ
كــــــم أغـــــاروا مــحـاولـيـن عُـــلُــوًّا     …     بــانــتــقـاصِ الــشَّــريـعـةِ الــفــيـحـاءِ
فــجــنــايـاتُ خــبــثِــهـم مــاتــوانــتْ     …     ودويُّ اســتــكــبــارِهـم والـــــدَّهــــاءِ
أوجــدتْــهــا الأحـــقــادُ فـاغـتـنـمـوها     …     وأشــاعــوا هــراءَهــا فــــي الـفـضـاءِ
وعــلـى مَـــنْ تـجـاسـروا فـاسـتـخفُّوا     …     بـــعـــقــولِ الأشــــيــــاعِ بــــالإغـــراءِ
إنَّـــهـــا زوجــــــةُ الــحـبـيـبِ لــديــهـا     …     مــجـدُ أبــهـى الـسُّـمُـوِّ فـــي الـعـلـياءِ
فَـهـنـا الإفـــكُ لـيـس تـقـبلُه الـنـفسُ .     …     . إذا عــاشــت فــــي كــريـمِ الـصَّـفـاءِ
أرأيـــتُــم لــلـشَّـمـسِ يـــومًــا مــحـيَّـا     …     غـــيــرَ أنـــوارِهــا بــوجــهِ الــسَّـمـاءِ !
يــســتــفــزُّ الـــجـــنــاةَ أيُّ افــــتـــراءٍ     …     مـــــن حــقــيـرٍ لــلـنـفـسِ والأهــــواءِ
وانـــكـــســـارٌ لــــهــــؤلاء عَــــلاهــــم     …     فـاسـتـشاطوا وبـالـغـوا فــي الـحـفاءِ
ومـــتـــاعُ الأشـــــرارِ شـــربــةُ لـــــؤمٍ     …     رنَّــحَـتْـهـم فـــــي مــهــمـه الــعـنـقـاءِ
لــيــس يــــدرون مـــا نـهـايـةُ بــغـضٍ     …     لــلــمــثــانـي والـــسُّـــنَّـــةِ الــــغــــرَّاءِ
وغُـــــلُــــوٍّ اســتــعــدائــهـم لِـــنَـــبِــيٍّ     …     رفــــــع اللهُ ذكـــــرَه فـــــي ارتـــقــاءِ
ســـيِّــدُ الــخــلـقِ والــوسـيـلـةُ جــــاهٌ     …     لأبـــــي الــقـاسـمِ الــعـريـضِ الــثَّـنـاءِ
وإمـــــــــامٌ لـــلأنــبــيــاءِ جـــمــيــعًــا     …     حــيـثُ وافـــى فـــي رحـلـةِ الإســراءِ
أيـــن أنــتـم مــن ذي الـمـكانةِ ، أنـتـم     …     مــــن فــلــولِ الــضـيـاعِ والأشــقـيـاء
إيْ وربِّــــي خِــبْـتُـم بــهـا وانـدحـرتُـم     …     بــأقــاويــلـكـم عــــــــن الـــفـــضــلاءِ
الــنَّـبـيُّ الـحـبـيبُ والآلُ والـصَّـحـبُ .     …     . بـــــقــــرنِ الأبــــــــرارِ والــنُّــجــبــاءِ
والـصَّـحـابـيـاتِ الأثــيــراتِ فــاشـهـدْ     …     يــازمـانًـا مــضــى بــأبـهـى إيـــاءِ (6)
رضـــــــي اللهُ عـــنــهُــمُ وحـــبــاهــم     …     بــنــعــيــمِ الــــرضــــوانِ لـــلأكـــفــاءِ
فــســلامٌ عــلــى الــصِّـحـابِ جـمـيـعا     …     عــلَّــمــونــا فـــضـــائــلَ الأوفــــيــــاءِ
أولا يــســتــحـي الـــذيـــن تـــمـــادوا     …     بــالــسِّـبـابِ الــبــغـيـضِ والــشَّـحـنـاءِ
وبـــهــذي الأفـــعــالِ بـــاتــتْ مــكـانـا     …     لانــــحـــدار وفـــســحــة اســتــهــزاءِ
أنــفــوسٌ لــــم تــرتــدعْ مـــن جـــزاءٍ     …     يــــومَ حــشـرِ ولــيـس مـــن شـفـعـاءِ
سـامـحـيـنـا يـــــا أُمَّـــنــا واعــذريــنـا     …     إنْ تــعـالـتُ أصــــواتُ أهـــلِ الـعـمـاءِ
واسـتـبـاحـوا مــــا حــــرَّمَ اللهُ فـيـهـا     …     مـــــــن غُــــلُـــوٍّ ومـــــــن فــحــشــاءِ
أنــــتِ بــنــتُ الـصِّـدِّيـقِ نــلـتِ ثــنـاءً     …     لايُـــجــارَى مـــــن ســـيِّــدِ الأنــبــيـاءِ
وأبــــــوكِ الـــــذي قــضــاهـا حــفــيًّـا     …     بـــالـــمــوداتِ والــــفـــدا والــــوفـــاءِ
لـــم يــغـادرْ ظـــلَّ الـحـبـيبِ وأوفــى     …     حــــبَّــــه لــلــنَّــبـيِّ فـــــــي الآنـــــــاءِ
شـــهــدَ اللهُ بــالــوفـاءِ لــــه الــعـمـرَ .     …     . رفـــيـــقًـــا وســـــيِّــــدَ الـــنُّـــصــراءِ
هـــــي أيَّــــامُ رفــعــةٍ لأبــــي بــكــرٍ .     …     . ولــلــفــاروقِ الــشَّــديــدِ الــمــضــاءِ
ولــعـثـمـان قـــــد جــنــاهـا شــهــيـدًا     …     ذا حِــــبـــاءٍ ومـــصــحــفٍ وحَـــيـــاءِ
والإمــــــــامُ الــــكــــرَّارُ ذاك عــــلـــيٌّ     …     بــــــابُ عـــلـــمٍ وغـــيـــرةٍ وقـــضــاءِ
وجــمـوعُ الأصــحـابِ هـيـهاتَ تـأتـي     …     مـــثـــل أحــوالــهــم يـــــدُ الإعـــــلاءِ
أنــــــتِ فــيــهـم زوجُ الــحـبـيـبِ وأمٌّ     …     لــجـمـيـع الـــهُــداةِ فـــــي الأرجـــــاءِ
أيـــن مـنـك الـذيـن هــم فــي شـقـاقٍ     …     وضــــلالٍ فــــي بـيـئـةِ الـخـلـطاءِ(7)
ما اكتفوا بالتفاهة استوجبتِ المقتَ .     …     . تـــــنــــزَّى بــالــمــهـلـكـاتِ بــــــــداءِ
مُــتَــولَّــون كـــبـــرَ إفــــــكٍ أراهــــــم     …     وجــــدوهــــا عـــقــوبــةَ الــسُّــفــهـاء
والـبـقـايا فـــي ذا الـزمـانِ اسـتـعادوا     …     مـــا افــتـراهُ الـعـمـيانُ فــي الـقـدماءِ
وعــسـاهـم عــنـهـا يــؤوبــون يــومًــا     …     مـــــن ظــــلامِ الأذى لــنــورِ الإخــــاءِ
وتــــولِّــــي الـــتُّـــرَّهــاتُ وتُــــطـــوى     …     صــفــحــاتُ الــتـضـلـيـلِ والإيــــــذاءِ
لـــيــنــالــوا مـــكـــانـــةً عـــــنــــد ربٍّ     …     لــــــن يــــــردَّ الــتَّــوبـاتِ لـلـصُّـلـحـاءِ
أيــــتــــوبـــون … نــــــســـــألُ الله ألاَّ     …     يــتــوانــوا عــــــن تـــوبــةٍ و رجـــــاءِ
أقــســمَ الـمـصـطـفى بــشـأنِ أذاهـــم     …     فـــتـــرامــتْ دســــائـــسُ الإزراءِ (8)
والأذيَّـــــاتُ قـــــد طــوتْـهـا الـلـيـالـي     …     خـــائـــبــاتٍ والــــعــــارُ لــلــسُّــفـهـاءِ
لــيـس يـبـقـى افـتـراؤُهم والـتَّـناجي     …     مـــلـــؤُه الــمــكـرُ فــتــنـةُ الــبـغـضـاءِ
ويــــح أهــــلِ الأهــــواءِ قــيــدُ تــبـارٍ     …     والـــتَّــبــابُ الــمــحــيـقُ لــــلأهـــواءِ
ويــلَ مَــنْ قــد يــؤذي الـنبيَّ ويـرمي     …     أمــــهــــاتِ الأخــــيــــارِ بــــالأســـواءِ
هُـــنَّ مـــن خــيـرةِ الـخـلائـقِ مــجـدًا     …     راســخًــا فــــي الـمـنـابـتِ الـحـسـنـاءِ
أَوَتُـنْـسَـى خـديـجةٌ سـنـدُ الـمـبعوثِ .     …     .لــلــنــاسِ يـــــومَ عـــصْــفِ الـــبــلاءِ
نِــــعْـــمَ أُمُّ الــبــنـيـن بــشَّــرَهــا اللهُ .     …     . بــبــيـتٍ فـــــي جـــنَّــةِ الأصــفــيـاءِ
أولــــمْ تَــسْــعَ لابــــنِ نــوفــل تـــروي     …     مــاتــلــقَّـاهُ فـــــــي فِـــنـــاءِ حِــــــراءِ
والأثـيـراتُ الأُخـريـاتُ لـهُـنَّ الـفضلُ .     …     . عِــــشْـــنَ الـــحــيــاةَ دارَ اهـــتـــداءِ
قــد شـهـدْنَ الـوحـيَ الأمـيـنَ يـوافـي     …     ســيِّــدَ الــخـلـقِ بـالـمـثـاني الــوِضـاءِ
شــــرفٌ لــــم يــنـلْ سِــواهُـنَّ أغــلـى     …     مــنــهُ عــــزًّا مــابـيـن كــــلِّ الــنـسـاءِ
هُـــنَّ قـــد فـــزْنَ بـالـحـبيبِ فـطـوبى     …     إذْ لــــدى الـمـصـطفى كــريـمُ الــثَّـواءِ
وتــــرى الـمـرجـفـين خــاضــوا بــأمـرٍ     …     دلَّ عـــــن حــمــقِ نــخـبـةِ الأغــبـيـاءِ
فــيــه عــــارٌ لـشـأنـهـم لــيـس يــنـأى     …     ودلـــيــلٌ عـــلــى شـــديــد الـــجــزاءِ
جـنـدلـتْـهـم نـقـيـصـةٌ لــيــس تــأتــي     …     مــــــن حـــفــيٍّ بــأطــهـرِ الأصـــــداءِ
حــيـثُ نـــودوا لـلـنَّـهجِ أبــلـج تـسـمو     …     فــــــي مـــــداهُ مــحــاسـنُ الــنُّــبـلاءِ
فـــمـــن الــخِــشَّـةِ الــدَّنـيـئـةِ إفـــــكٌ     …     يـــتـــلـــوَّى كــالــحــيَّــةِ الـــرَّقـــطــاءِ
يـسـقـطُ الـمـرءُ فــي مـهـاوي ابـتـذالٍ     …     كـــــــذبٌ جـــــــرَّهُ قـــريـــنَ حَـــفـــاءِ
فــالــمــوالـي لــلـمـرجـفـيـن شـــقـــيٌّ     …     وكــــذا الـمـفـتـري بــحـضـنِ الــعـفـاءِ
هــــؤلاءِ الــذيــن هــــم قـــد تــمـادوا     …     فــاسـتـعـذْ بــالـقـهـار مـــــن هـــــؤلاءِ
لاأُواري جــنـوحَـهـم فــهــمُ الأصــــلُ.     …     .لــــهــــذي الــمــصــائـبِ الـــهــوجــاءِ
فَـتَـنُـوا الأُمَّـــةَ الـكـريـمةَ فَـلْـتُـفْضَحْ .     …     . نـــــوايــــا الـــمــكــيــدةِ الــبــلــهــاءِ
شـتـمـوا الأصــحـابَ الـكـرامَ وعـابـوا     …     عــزمــاتِ الــفـرسـانِ فــــي الـهـيـجاءِ
والأبـــاطــيــلُ دأبُـــهـــم والــحــكـايـا     …     مـضـحـكاتٌ فـــي صـيـغـةِ اسـتـهـزاءِ
قــنــواتُ الـتـرفـيهِ لـلـنـاسِ طــاشـت     …     بـــيــن ســـخــفٍ وخـــفَّــةٍ والـــتــواءِ
وتـــــصــــدَّى رجـــالُـــنــا لــــضــــلالٍ     …     هــمُّــهـم طـــمــسُ غُـــمَّــةِ الإدجــــاءِ
لــنــجــاةِ الـــذيـــنَ حـــــاروا بــنــهـجٍ     …     فــيــه ريــــبٌ قـــد عـــاثَ بـالـنُّـصراءِ
أســعِـفُـوهـم فــالأمــرُ جــــدُّ خــطـيـرٍ     …     عــنـدَ حــشـرِ الأمــواتِ يــومَ الـجـزاءِ
فـعـسـاهـم تــــؤوبُ أنـفـسُـهـم لــلَّـهِ .     …     . حُــــــبًّـــــا يـــــعـــــودُ لــــلأحـــنـــاءِ
ويُـــــوالــــون ديـــنَـــهـــم بــــاتِّــــزانٍ     …     لــلــمــثــانـي والـــسُّـــنَّـــةِ الــــغــــرَّاءِ
ويـحـبـون أُمَّــهـم رضـــي الَّـرحـمـنُ .     …     . عــنــهـا والــصَّـحـبَ أهــــل الــــولاءِ
لــيــنــالـوا شــفــاعــةً مــــــن نَـــبِـــيٍّ     …     ويــــفــــوزوا بــالــجــنَّـةِ الــفــيــحـاءِ
لــــكِ عــــذرُ الــذيــن قــامــوا هُـــداةً     …     لأُنـــــاسٍ … مـــاهــم مــــن الــبُـشَـراءِ
ضَـلَّـلُـوا الـخَـلْـقَ واسـتـبـاحوا حـرامًـا     …     لاتِّـــهــامٍ بـــالإفــكِ أغـــلــى الــنـسـاءِ
زوجــةِ الـمـصطفى وبـنـتِ أبـي بـكرٍ .     …     . وأخــتِ الـفـخارِ فــي الأسـمـاءِ(11)
زوجــــةِ الــفــذِّ بـــنِ الـزبـيـرِ وتـلـكـم     …     لـلـنـطـاقـيـنِ شــأنُــهــا فـــــي إيـــــاءِ
أيُّ مـــجـــدٍ وأيُّ فـــضـــلٍ يــضــاهـي     …     ذاتَ عــــلــــمٍ ورِفــــعـــةِ وانـــتــمــاءِ
أَوَلــيـسَ الـرحـمـنُ مَـــن قـــد حـبـاها     …     بــــــزواج مــــــن ســـيِّـــدِ الأنــبــيــاءِ
لاتــبــالـي أُمَّــــاهُ مــــن قــــولِ فــــظٍّ     …     كَـــــــذَّبَ الآيَ وانـــتــمــى لـــلــهُــراءِ
وأضــــاعَ الـسـنـيـنَ يــكــذبُ حــتَّــى     …     صــــــارَ كـــــذَّابَ زمـــــرةِ الــغــوغـاءِ
جـــانــبَ الــحــقَّ مـفـلـسًـا وتــرامــى     …     بـــيـــن أهـــــلِ الــعَــمَـاءِ والأهـــــواءِ
لــــــكِ طـــوبـــى فـلـلـمـكـانـةُ أهـــــلٌ     …     عـــنــدَ مــولــى الأبــــرارِ والــسُّـعـداءِ
رضـــــي اللهُ عـــنــكِ فـالـبـشـريـاتُ .     …     . ازدانَ سِـــفــرُ ابـتـهـاجِـهـا بــالـهـنـاءِ
لاعَــدِمْــنـا هـــبــوبَ طــيــبِ جِــنــانٍ     …     يــنــفـحُ الـــــروحَ عــاطــرَ الأشــــذاءِ
وتـــطــوفُ الـــــرؤى لــعــهـدٍ تـــولَّــى     …     بـــــجــــلالِ الـــنُّـــبُــوَّةِ الــعــصــمــاءِ
ذاك عــصـرُ الـحـبيبِ هـيـهاتَ يُـنْـسَى     …     رغـــــم كـــــلِّ الــجـحـودِ والـسُّـفـهـاءِ
قـــــد أذابَ الــحـنـيـنُ فــيـنـا قــلـوبًـا     …     مــاتــدانــى مـــــن بــيــئـةِ الــبــعـداءِ
فـــتــداركْ يـــــاربِّ أُمَّــتَــنَـا الــيــومَ .     …     . رمـــتْـــهـــا ضـــغـــائــنُ الأعــــــــداءِ

                        

هوامش:

( *) إشارة إلى رؤيا الرسول صلى الله عليه وسلم قبْل زواجه بالسيدة عائشة رضي الله عنها رآها في منامه ثلاث مرات، ورؤيا الأنبياء وحي من الله سُبحانه فعن عائشةَ رضي الله عنها قالتْ: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : ( أُريتكِ في المنام ثلاثَ ليالٍ، جاءَني بكِ المَلَك في سَرَقةٍ (قطعة) مِن حريرٍ، فيقول : هذه امرأتُك، فأَكْشِف عن وجْهِكِ، فإذا أنتِ هي، فأقول: إنْ يَكُ هذا مِن عند الله يمضِه ) .

ا) الشَّمَّاء : العالية ، المترفعة عن سفاسف الأمور .)

2) السَّناء : الارتفاء والُعلُو ، وسُمُو المقام .)

(3) الزَّهراء : المضيئة ، المتلألئة ، المشرقة الوجه الصافية.وتسمى بها المسلمات تيمنًا وتحببًا بسيدة نساء أهل الجنة فاطمة الزهراء رضي الله عنها . بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .

(4) العفاء : مصدر عفَا ، أدركه العَفاءُ : أخنى عليه الدَّهرُ، لم يعد صالحًا للاستعمال، وعَفا : هلك، انتهى أمرُه إلى هلاك وزوال.

( 5) ربقة : ورِبْق: عَقْدٌ أو قَيد من حبل، أو حلقة تشدُّ بها الغنم الصغار لئلا ترضع .

(6) الإياء : هنا حُسنُ عهدهم وما فيه من رضوان ومكرمات .

(7) الخلطاء : هم أهل كلام لا طائل له، من هذَيان، هَلْوسة …

(8) إشارة إلى قسم النبيِّ صلى الله عليه وسلم بشأن حادثة الإفك حيث قال : (فو الله ما علمتُ على أهلي إلا خيرًا ) .

(9) أبلج : أَبْلَج هو اسم علم مذكر من أصل عربي، وجاء الاسم على صيغة أفعل ، ومعناه المشرق ، المضيْء ، الواضح …

. اضطربَ وانْحَرَفَ. (10) طاش :يقال: طاش فلانٌ: نَزِقَ وزَلّ

(11) أخت الفخار : هي أخت عائشة الأكبر منها سنًّا ، وسُميت بذات النطاقين ، وقصتها معروفة رضي الله عنهما ، وهما من بيت أول مَن آمن بنبوَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى