مقالات

د. أسامة الأشقر يكتب: ولا تعدُ عيناك عنهم!

1- لو كنتَ في أهل الثغر اليوم لوجدتَهم يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ، يناجونه، يريدون وجهه، بعد أن انقطعت بهم سبل الناس وحبالهم، ويئسوا من نصرهم وغوثهم، وتعلّقت قلوبهم بالله اللطيف الرحيم القهّار، وَصَفَت له، وتجرّدت، وأقبلت عليه وحده.

2- هؤلاء اليوم هم صفوة النَّقاء، وهم خيار الدنيا، وعُدّة الآخرة، وزادُكم إليها، وهم أحرَى الناس بالتوجّه إليهم، والانقطاع لخدمتهم وإسنادهم والقيام على حاجاتهم الضروريّة.

3- والواجبُ الأول في عنقك عليهم أن تَصْبر نفسَك معهم، وأن تحبسها حبسَ ملازمةٍ، وتشدّها بمكانهم فلا تفارقهم.

4- والواجب الثاني ألّا تَعْدو عيناك عنهم، ولا يجاوزْك نظرك إلى غيرهم، وألّا تَطْمح إلى سواهم، ولا تسهو، ولا تَغفل، ولا تنبو عنهم بأيّ حال بإغراء زينة الحياة الدنيا ومصالحها، وهذا يعني أن تكون ثابتاً في صبر نفسك معهم.

5- والواجب الثالث ألّا تطيع الغافلين عنهم، المقصّرين في حقّهم، فضلاً عن المعادين لهم والمترصّدين المتّبعين لهواهم، فإن طاعة هؤلاء يعني أنّك تسابقهم في الشرّ، وتُدافعهم إليه، وتتقدّمهم بمجرد كونك معهم أو محسوباً على طائفتهم الشرّيرة فتكون من الهالكين الضائعين.

{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}

د. أسامة الأشقر

مؤرخ وروائي فلسطيني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى