في مساحة مهمة على موقع X، حضرها وشارك فيها عدد كبير من الصحفيين والمثقفين العرب والإيرانيين المعارضين، تم تسليط الضوء على صعود الرئيس الإيراني الجديد بزشكيان، ومناقشة توجهاته “الإصلاحية” المزعومة، وأسباب صعوده، وتداعيات ذلك على المنطقة والإقليم والعالم.
حول صعود بزشكيان، يقول الكاتب والصحفي الأردني أحمد ذيبان الربيع: “لم يكن لدي أي أوهام بأن هناك تغييرًا جذريًا في السياسة الخارجية الإيرانية مع صعود بزشكيان، لأن القرار المفصلي بيد المرشد الأعلى للنظام الإيراني علي خامنئي”. وأوضح ذيبان أن بزشكيان اختار أن يصطف إلى جانب جوقة محور المقاومة لإرضاء المرشد واستمرار ولايته بسلاسة داخل إيران.
وقال الأستاذ سامي المرشد، الكاتب والصحفي السعودي، إن النظام الحاكم في طهران لم يجلب سوى البؤس والشقاء للشعب الإيراني، مع إنفاق ثرواته الطائلة على مشاريع عبثية وتصدير الإرهاب للخارج. وأوضح المرشد أن النظام الحاكم في طهران يجب أن يدرك أن هذا الوضع القائم لن يستمر ولن يكون مقبولًا من قبل الشعب الإيراني وشعوب المنطقة.
بعد انكشاف زيف شعارات النظام الداخلية والخارجية وسقوط ذرائعه، اكتشفت المنطقة والعالم أن مشروع نظام ولاية الفقيه ليس مشروعًا قابلًا للتحقيق وغير مرغوب فيه للتصدير. لذلك، بحسب المرشد، يبحث النظام عن هيكلة داخلية من خلال تقديم قصة الإصلاحيين المزيفة في الوقت الذي يُدار فيه النظام من قبل المرشد ومنظومته الأمنية المتشعبة والعميقة.
وأكد المرشد على أن لا أحد في إيران والمنطقة والعالم سيقبل وعود وتصريحات النظام الإيراني أو تغييرات شكلية، بل يتطلب الأمر أفعالًا حقيقية وتغييرات جذرية والعودة كدولة طبيعية، مرجحًا عدم قدرة النظام على القيام بمثل هذا الإجراء الحاسم والخطير.
وقارن المرشد بين المشروع العربي الذي يتقدم بالسلام وإسعاد الشعوب والتنمية والتكامل الاقتصادي، في حين يفشل مشروع نظام الفقيه المبني على تهريب المخدرات وانتشار الأسلحة والخراب.
اعتبرت الدكتورة عائشة القرشي، خبيرة الفيضانات وهيدرولوجيا المناطق القاحلة، أن صعود بزشكيان ضرورة إيرانية على الرغم من صعود بعض المرشحين المتطرفين الآخرين. وبينت أن التوترات الإقليمية التي أشعلها نظام الملالي لدرجة وصلت نيرانها لبيته الداخلي، كانت أحد أهم الأسباب التي أجبرت خامنئي على تغيير نهجه المتشدد وتغيير البوصلة نحو زيف الإصلاح.
ومع استمرار سياسة قصقصة الأجنحة الإيرانية في المنطقة من قبل إسرائيل، تقول الدكتورة عائشة إن إيران باتت تخشى على استثماراتها طويلة الأمد والمكلفة التي بنتها على نظام الأسد وحزب الله اللبناني. وترى أن إيران تريد تهدئة الأوضاع وامتصاص الغضب الغربي بينما تمضي بمشاريعها بسلاسة في الإقليم والمنطقة مع صعود بزشكيان وظريف.
وفي ذات الإطار، يقول السيد مهدي عقبائي، عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، إن النظام واجه معضلة مقتل المتشدد والمجرم إبراهيم رئيسي، الذي كان يتولى مهمة توحيد السلطة بين بيت المرشد والرئاسة بعد عملية هندسة طويلة من قبل خامنئي. وأوضح عقبائي أن صعود بزشكيان جاء نتيجة للتحديات الداخلية والإقليمية والدولية، لا سيما مع ارتفاع حظوظ ترامب في الانتخابات الرئاسية القادمة.
أكد عقبائي أن تصوير البعض لبزشكيان على أنه إصلاحي ويستطيع تغيير سلوك النظام يعكس سوء فهم للوقائع والحقائق داخل المجتمع الإيراني. ووصف سياسة الاسترضاء الغربية بأنها ساهمت في استمرار هذا النظام في عملية القمع الداخلي ووصوله للعتبة النووية. وأوضح أن جميع تصريحات بزشكيان قبل وصوله للسلطة تبين أنه سيستمر في ذات النهج المتشدد للرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي، وأنه يذوب في شخص المرشد الأعلى، مما يبين مدى وفائه وولائه له.
وعند العودة للوراء قليلاً، أوضح عقبائي أن صعود بزشكيان جاء كنتيجة مباشرة للضغوط والتحديات الكبيرة التي واجهها النظام بعد مقتل رئيسي. هذا الصعود يعكس محاولة خامنئي لتثبيت النظام في وجه الأزمات المتعددة، على الرغم من الشكوك الكبيرة حول قدرة بزشكيان على تحقيق أي إصلاح حقيقي أو تغيير إيجابي.
على الرغم من ذلك، شدد عقبائي على أن الشعب والمقاومة الإيرانية ووحداتها المنتشرة في كافة أنحاء إيران ستفشل كل مخططات النظام وترسم مستقبل حر وديمقراطي لإيران الحرة في الغد. ووصول مسعود بزشكيان إلى الرئاسة يعمق الشرخ داخل النظام الإيراني ويفتح الباب أمام انتفاضات كبيرة في المستقبل. هذا الوضع المتأزم يزيد من احتمالية اندلاع احتجاجات واسعة النطاق، حيث يشعر الشعب الإيراني بالإحباط من الوعود الزائفة بالإصلاح.
في هذا السياق، يبرز دور المقاومة الإيرانية. وحدات المقاومة كقوة نامية داخل البلاد تمثل الأمل للشعب الإيراني في مواجهة القمع والتغيير نحو الحرية والديمقراطية. هذه الوحدات تقوم بتنظيم وتوجيه الاحتجاجات وتقديم الدعم للمواطنين في نضالهم ضد النظام الديكتاتوري، بحسب عقبائي.
وأضاف عقبائي: بإمكان بزشكيان محاولة قمع الاحتجاجات والتمسك بالسلطة، ولكن قوة المقاومة الإيرانية وإرادة الشعب ستظل قوية ومستمرة. الانتفاضات المتوقعة ستكون بمثابة نقطة تحول في الصراع المستمر بين الشعب الإيراني والنظام الحاكم، مما يزيد الضغط على النظام ويقربه من الانهيار.
في الختام يختتم عقبائي تصريحاته بالقول إن تولي بزشكيان للرئاسة لن يحقق الاستقرار للنظام، بل سيساهم في زيادة التوترات ويعزز من قوة المقاومة الإيرانية ووحدات المقاومة في الداخل، مما يمهد الطريق لتغيير جذري في مستقبل إيران.