حاتم سلامة يكتب: إسلاميون ينضمون للمؤامرة
أجزم مع كل يوم يمر من هذا الزمان، أنه عجيب غريب يرمينا كل لحظة بالمدهشات، التي كان آخرها تلك الدعوة لتشويه صورة الشيخ الأزهري، والشاب النابه الموهوب، (عبد الله رشدي) الذي يجسد اليوم وحده، مدفعية ثقيلة تصب لهيبها على خصوم الإسلام، بل يجسد وحده بما أوتي من مقدرات العلم، جهدا عظيما يعدل كبرى المؤسسات العلمية، وجيشا عرمرما يرعد جحافل العلمانيين والملحدين.
وقبل الخوض كثيرا في عمق هذه السطور، أحب أن ألفت لشيء مهم في قصة الشيخ عبد الله رشدي، وهي أنني ومن خلال متابعتي الدائمة له في محاوراته ومناظراته مع العلمانيين واللادينيين، تبين لي أن هذا الفتى ليس شيخا عاديا، ولا أزهريا تقليديا، فهو عقلية حباها الله عز وجل قوة الحجة، ودقة البرهان، والقدرة الفائقة الغائرة على قهر الخصوم الذين أعيوا كثيرا من العقول، بل ووضعهم في صورة محرجة، أضحكت الدنيا عليهم.
شاهدت هذا ولمسته في عبد الله رشدي، حتى تأكد بحس العلم، أن هذا الفتى ملهم حباه الله بسداد ومعية من عنده، لا تتوفر لدى الكثيرين.
هذا ما رأيت.
ونأتي هنا للخيبة الثقيلة، حينما أرى متدينين يمقتون الشيخ ويعادونه، وينعتونه بصفات الشر، ويظنون فيه ظنون السوء، ويعدونه ضمن منظومة المؤامرة على الإسلام، إي والله هكذا يعدونه.
فمنذ أيام ناقشت كاتبا محسوبا على فريق التدين، ممن يمقتون الشيخ عبد الله، وحاولت جاهدا أن أصل لعين الخطأ الذي ينتقده فيه، فتبين لي أن المشكلة نفسية لا أكثر، لكنني دهشت به حينما أكد لي في فلسفة كسيحة مهترئة، أن الشيخ رشدي طرف من أطراف مؤامرة الإلهاء، فإبراهيم عيسى ينتقد ويثير الشبهات، ورشدي يقوم بالرد، حتى يتلهى الناس ويتيهون، وتأخذنا دوامة الشبهات.
وهنا قلت: سبحان الله، أحينما يشمر الرجل عن ساعد الجد، ويؤدي دوره كداعية وعالم، يحصن المجتمع المسلم من رِيب المرجفين، ويؤدي دوره في رد المنكر والامر بالمعروف، أيكون ساعتها شريكا في المؤامرة؟!!
هذا تفسير عجيب، ونقد لا يرضاه الله ورسوله، ولا يقره الفهم المنصف السليم لواقع داعية يؤدي رسالته على أتم وأكمل ما تكون.
ويبقى سؤال مهم لمن أثار هذه الشبهة: ماذا لو لم يرد الشيخ رشدي؟ ماذا لو لم يبدع في دحر خصوم الإسلام؟!
هل يرضيك أن يستمع الناس لهذه الشبهات، ويؤمنون بها لتصدهم عن سبيل الله؟!!
بل ماذا لو صمت الشيخ عبد الله، وأراد كاتب مثلي أخذته الغيرة على دينه ليرد عنه، أتتهمني ساعتها بأنني ضمن مؤمرة؟!!
أترى يا صاحبي إليّ الآن؟
انظر إليّ هذه اللحظة، فأنا هنا من أتهمك أنت بأنك شريك في المؤمرة على الإسلام، حينما تريد أن تُخرس صوتا صداحا من أصوات الحق.
بعض أصحاب العقول الخفيفة، إذا ذكر الشيخ رشدي، يرمينا بصورة له أيام الإنتخابات، وهو يؤيد مرشحا ضد تيار لا يروق له.
فماذا تقول إذن لو أن الشيخ قد غير الآن رأيه ووجهته؟ ماذا تقول لو أن الظروف مثلا قد فرضت على الشيخ وقتها وأكرهته أن يفعل ذلك؟!
بل هل ترى الشيخ رشدي اليوم من جملة الشيوخ الذين ينافقون و-يطبلون- ويداهنون، حتى تريد إسقاطه الآن من ساحة الحق، وهو فارسها الأول.؟!