الجمعة أكتوبر 4, 2024
انفرادات وترجمات

الجارديان : دول الخليج تترقب تراجع النفوذ الإيراني لكنها تخشي هيمنة تل أبيب

قالت صحيفة “الجارديان” البريطانية أن قادة الخليج يدعمون فلسطين – لكن الكثير منهم لن يمانعوا رؤية إسرائيل تواجه إيران في حرب قد تضرب الاستقرار الهش في منطقة الشرق الأوسط  بشكل قد يؤدي لخلق فراغ خطير . .

وبحسب تقرير للصحيفة البريطانية ترجمته “جريدة الأمة الإليكترونية “يطرح التزامن بين اجتماع طارئ لوزراء خارجية دول الخليج في الدوحة وزيارة الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إلى نفس المدينة لإجراء محادثات مع أمير قطر تساؤلات حول كيفية رد فعل دول الخليج إذا مضت إسرائيل قدمًا في خطتها لاستغلال نجاحها العسكري الأخير ليس فقط لإضعاف إيران، بل لإعادة ترتيب الشرق الأوسط.

واشارت الصحيفة إلي أن هذا التحالف السني المكون من ستة ممالك خليجية ليس متعاطفًا بطبيعته مع إيران أو وكلائها الشيعة، وقد صنف حزب الله كمنظمة إرهابية في عام 2016. لكنهم أيضًا يعارضون المزيد من التصعيد الإسرائيلي، ويعتقدون أن واشنطن وحدها هي التي تملك الوسائل لردع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. يصرون على أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة هي المسار الوحيد لتحقيق الاستقرار الإقليمي والاندماج والازدهار.

وبدوره قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في مقال نُشر يوم الأربعاء في صحيفة “فايننشال تايمز”: «إن إقامة الدولة الفلسطينية هو شرط مسبق للسلام، وليس نتيجة له»، دون الإشارة إلى الصراع الإسرائيلي الإيراني، أو احتمالية أن يضغط الرئيس الأمريكي جو بايدن، في أواخر ولايته وقبل الانتخابات، على إسرائيل لتحقيقه .

ومن المهم الإشارة إلي أن قادة دول الخليج، رغم الدعم الشعبي في بلدانهم للقضية الفلسطينية، من غير المرجح أن يغيروا استراتيجيتهم الجماعية التي استمرت لأكثر من عام والتي تتضمن تقديم المساعدات الإنسانية والدعم السياسي للفلسطينيين فقط.

واستدركت الصحيفة قائلة :على الرغم من أن الأحداث يمكن أن تتغير بسرعة، إلا أنهم يواجهون حاليًا احتمال وجود إسرائيل قوية مصممة على الخروج من الجمود في غزة من خلال تدمير القيادة العسكرية لحزب الله وجعل إيران ضعيفة جدًا بحيث لا تستطيع مهاجمة إسرائيل مرة أخرى.

تشير التقارير إلى أن إسرائيل تفكر في استهداف منشآت النفط الإيرانية، مما يقلق مجلس التعاون الخليجي وهو ما دفع أحد الدبلوماسيين العرب، الذي لا يُعتبر صديقًا لإيران، للقول  إنه يخشى من التداعيات الأخلاقية لانتصار إسرائيلي كامل. وأضاف أن ذلك سيترك درسًا مرعبًا للشرق الأوسط – أن «العدالة» يمكن تحقيقها من خلال الحرب الشاملة

وفي هذا السياق يبقى موقف مجلس التعاون الخليجي، الذي يترأسه الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس وزراء قطر، الذي يسير في إطار  أن وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل هو الحل للأزمة. لكن مقتل إسرائيل لممثل حماس السياسي إسماعيل هنية وجه ضربة قاسية لآمال الدوحة في تحقيق هذا الهدف.

امير قطر

على الجبهة الثانية – لبنان – دعا مجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك الكويت وعمان والسعودية وقطر والإمارات، إسرائيل إلى احترام سيادة لبنان وقبول وقف إطلاق النار. ومع ذلك، لم تدعم أي من هذه الدول الهجوم الإيراني على إسرائيل.

ومضت الصحيفة البريطانية للقول :إذا استمر صعود إسرائيل، فقد تواجه دول الخليج والدول العربية معضلة. فمن ناحية، قد يؤدي إضعاف إيران على المدى الطويل إلى خلق فراغ مزعج وغير مستقر، حيث تكون إسرائيل هي القوة المهيمنة الوحيدة في المنطقة. ومن ناحية أخرى، قد يمثل ذلك فرصة للدول الإقليمية لاستغلال ضعف إيران ودفع الفصائل المدعومة من إيران إلى التراجع.

ومن البديهي الإشارة إلي أن لدي العديد من الدول الإقليمية أسبابا تجعلها ترغب في رؤية طهران تضعف. يمكن لإيران الضعيفة أن توفر مساحة أكبر لرئيس العراق محمد شياع السوداني للسيطرة على الفصائل المدعومة من إيران وربما يستعيد الرئيس السوري بشار الأسد، الذي التزم الصمت بشأن الصراع رغم دعم حزب الله له، نفوذه في لبنان.

في الوقت نفسه، تستمر المنافسة بين الكويت وإيران لاستخراج الغاز من حقل غاز طبيعي بحري متنازع عليه لكن العلاقة الحرجة في المنطقة هي تلك بين إيران والسعودية، وهي علاقة تحسنت بفضل خارطة الطريق التي تم الاتفاق عليها في 2023 لتخفيف التصعيد بين البلدين..

وفي هذا السياق استضافت السعودية الرئيس الإيراني لأول مرة منذ 11 عامًا وسمحت للحجاج الإيرانيين بالسفر إلى مدينتي مكة والمدينة المقدستين.

وأعادت الرياض أيضًا العلاقات مع سوريا المدعومة من إيران وتأمل في تأمين دعم إيران لمنع الحوثيين في اليمن من إطلاق الصواريخ عبر الحدود إلى السعودية.

فيما أكدت السعودية مرارًا للولايات المتحدة أنها ببساطة ليست مهتمة بتطبيع العلاقات مع إسرائيل طالما لم يتم تضمين مسار موثوق لحل الدولتين.

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب