تدهور الأحوال المعيشية وتراجع القدرة الشرائية للإيرانيين يقض مضاجع نظام الملالي
سلّطت الصحف الرسمية الإيرانية مؤخرًا على الأزمات العميقة التي تواجه المجتمع والاقتصاد الإيراني، مشيرة إلى قضايا حساسة مثل التوترات العرقية، وتأثير الأمن القومي على مستويات معيشة المواطنين، والضرائب الثقيلة، وعجز الميزانية لعام 2025.
تعكس المقالات المنشورة في هذه النشرة قلقاً متزايداً حيال تدهور الأوضاع المعيشية وارتفاع معدل السخط الاجتماعي، ما يرفع احتمال الانفجار الشعبي في أي لحظة.
قضية التوترات العرقية والتحديات المتعلقة بالأمن القومي كانت من أولي القضية التي بحثت الصحف تأثيراتها علي مستوي معيشة المواطنين الايرانيين حيث حذّرت صحيفة شرق من تزايد النزعات العرقية في مناطق شمال غرب إيران، معتبرةً أن هذه التوترات قد تشكّل تهديداً للوحدة الوطنية واستقرار البلاد. ودعت الصحيفة المسؤولين إلى اتخاذ إجراءات تمنع تصعيد التوترات، وتحذر من عواقب تجاهل التماسك الاجتماعي على الأمن القومي.
في عدة مقالات، منها تقرير من صحيفة ستاره صبح بعنوان “السفرات تتضاءل”، أشير إلى تدهور كبير في القوة الشرائية للمواطنين، حيث سلطت الضوء على تأثير التضخم على الأسر ذات الدخل المحدود. صحيفة جهان صنعت بدورها ربطت بين الأمن القومي وحالة المعيشة، محذرة من أن استمرار هذا الوضع يمكن أن يقود إلى نتائج اجتماعية وأمنية خطيرة.
تناولت عدة مقالات، بما في ذلك صحيفة همدلي، قضية الضرائب الباهظة التي يراها المواطنون غير عادلة، حيث تُخصص في الغالب لتغطية نفقات غير شفافة. في ذات السياق، أشارت صحيفة دنياي اقتصاد إلى التحديات الناجمة عن الاستثناءات الضريبية التي تزيد من العبء على الفئات المتوسطة والمنخفضة الدخل، ما يؤدي إلى مزيد من التذمر الشعبي وفقدان الثقة في النظام المالي.
فيما خصصت صحف متعددة، بما في ذلك آرمان امروز، مقالات حول ميزانية العام القادم التي تُنذر بتحديات مالية كبيرة على الاقتصاد الإيراني. تطرقت المقالات إلى توقعات العجز المالي وارتفاع معدل التضخم، معتبرةً أن ميزانية ۱۴۰۴ قد تكون غير قادرة على تلبية احتياجات المجتمع وتزيد من حدة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.
صحيفة جهان الحكومية نشرت مقالاً بعنوان “معركة الثقة والمخاطرة”، حيث أضاءت على مستويات المخاطر العالية في الاستثمار داخل الاقتصاد الإيراني. وذكر المقال أن تزايد عدم الاستقرار الاقتصادي يحدّ من تدفقات الاستثمار ويؤدي إلى تفاقم الوضع الاقتصادي، مشيرًا إلى أن إعادة الثقة إلى الاقتصاد أمر حيوي لتجنب المزيد من التدهور.
أزمة السكن والمسكن المشترك كتهديد للأسرة لم تكن بعيدة عن اهتمامات الصحف الإيرانية إذ تناولت صحيفة آرمان ملي أزمة السكن وميل بعض الأسر إلى العيش في مساكن مشتركة، مما اعتبرته تهديداً للحياة الأسرية والاستقرار الاجتماعي. أشارت الصحيفة إلى أن ارتفاع أسعار العقارات يدفع بعض العائلات إلى هذا الخيار الذي يتنافى مع خصوصية الأسر ويعرض المجتمع لمشكلات اجتماعية جديدة
فيما تشير هذه التحليلات إلى أن إيران تواجه مجموعة من الأزمات المعقدة التي تؤثر بشكل مباشر على الحياة اليومية للمواطنين، من انخفاض القدرة الشرائية، إلى الضرائب المرتفعة، وعجز الميزانية لعام ۱۴۰۴.
يُضاف إلى ذلك تزايد النزاعات العرقية والأزمات الاقتصادية، مما يزيد من تفاقم الأوضاع، ويزيد من احتمالية تصاعد الغضب الشعبي بسبب التحديات المعيشية المتصاعدة