د. جمال الدين الشيّال

د. جمال الدين الشيّال.. المؤرّخ المجاهد الفقير الذي وصل للقمة

(جمال الدين محمد شطا إبراهيم الشيّال)

رمزٌ عظيمٌ من رموز الكفاح في العصر الحديث

الميلاد: 27 يونيو سنة 1911م، دمياط

الوفاة: 2 نوفمبر 1967م. الإسكندرية (56 عاما)

– الفقر والاتجاه الإسلامي.. عقبتان تقفان في طريق أي موهوب في مصر، ولكن الفقير العبقري نجح في تجاوزهما، وجلس على القمة

– قصة كفاح ينحني لها القلم، ويقف التأريخُ أمامها طويلا، متأمّلًا ومُندهشًا ومُعجبًا، بـ صبيٍّ صغيرٍ من أسرةٍ فقيرةٍ جدا، أصرَّ وجاهدَ ليكمل تعليمه، ويواصل طريقه للجامعة وما بعدها، رغم أن التعليم لم يكن هدفا في ذلك الوقت..

– ليس له (ظهر) ولا عائلة كبيرة، بل كان ابن أسرة تحت خط الفقر، ولكنه تحدّى ذلك الفقر، وتلك الظروف القاسية، وظل يعمل وينفق على نفسه منذ الصغر، حتى أصبح العالِم الذي يشار له بالبنان، ورائد الدراسات التاريخية، وأحد أعلام الفكر العربي المضيئين، والأسطورة والمثل الأعلى لكل البسطاء الفقراء

أما العقبة الثانية بعد الفقر، فكانت في اتجاهه الإسلامي، وتلك طامة كبرى في بلدان العرب، و(الموت الزؤام) في مصر، ولذا لن تجد شيئا في الإعلام المصري عن ذلك العالم، ولا حتى بين المؤرخين المعاصرين.. وهو تجاهل مقصود وممنهج حتى لا تعرف الأجيال الحالية والقادمة شيئا عن المفكرين والمؤرخين الإسلاميين، ويضيع فِكرهم وكل إصداراتهم في عالم النسيان، وظلام التعتيم الرسمي.

– بعد فترة كفاح في دمياط، انتقل “جمال الدين الشيال” إلى القاهرة، وعملَ في مصلحة البريد، وهو يتابع دراسته حتى التحق بجامعة القاهرة سنة 1932م، وحصل على ليسانس الآداب من قسم التاريخ بالجامعة المصرية (القاهرة) سنة 1936م،

التحق بمعهد التربية العالي بالقاهرة وحصل منه على دبلوم التربية وعلم النفس سنة 1938م.

– عمل مدرسًا بالمرحلة الابتدائية في مدينة العريش بسيناء، ثم انتقل للقاهرة، سنة 1940م، ليواصل التدريس بالمرحلة الابتدائية

– تمت ترقيته في سنة 1941م، للمرحلة الثانوية، ونُقلَ لمحافظة قنا، وأصبح مدرسًا بمدرسة قنا الثانوية، وفي عام 1943م، عاد للقاهرة، مدرسًا بمدرسة الحلمية الثانوية

– واصل الرجل العصامي جمال الدين الشيال قصة كفاحه، فاستكمل دراسته العليا، فحصل على درجة الماجستير في التاريخ بمرتبة الشرف الأولى من جامعة الإسكندرية عام 1945م، وتبعها بحصوله على الدكتوراه في التاريخ مع مرتبة الشرف من جامعة الإسكندرية عام 1948م.

– تم تعيينه بكلية الأداب بجامعة الإسكندرية.. وظل يتدرّج في المناصب، حتى وصل لقمة كلية الآداب، وأصبح عميدا للكلية في 6 ديسمبر 1965م،

– في عام 1960م، عُـيّن مستشارًا ثقافيًّا بسفارة مصر في المغرب حتى عام 1964م، وفي عام 1966م، أصبح أستاذًا زائرًا في جامعات سوريا والعراق.

من مؤلفاته التي تجاوزت المائة:

1- تاريخ دمياط

2- قصة الكفاح بين العرب والاستعمار

3- رفاعة الطهطاوي

4- تاريخ مصر الإسلامية.

5- المجمل في تاريخ دمياط

6- مدينة الإسكندرية وطبوغرافيتها على مر العصور

7- تاريخ الإسكندرية في العصر الإسلامي

8- أعلام الإسكندرية في العصر الإسلامي

9- حركة الترجمة والتأليف في عصر الحملة الفرنسية

10- حركة الترجمة والتأليف في عصر محمد علي

11- التاريخ والمؤرخون في مصر في القرن التاسع عشر

12- تاريخ الدولة العباسية

13- موسوعة تاريخ مصر الإسلامية

14- تاريخ دولة أباطرة المغول الإسلاميَّة في الهند

دراسات في التاريخ الإسلامي:

1- التاريخ الإسلامي وأثره في الفكر التاريخي الأوروبي في عصر النهضة

2- الحركات الإصلاحية ومراكز الثقافة في الشرق الإسلامي الحديث (جزآن)

3- مجموعة الوثائق الفاطمية

4- مصر والشام (رواية تاريخية)

حقق الدكتور الشيال عددًا من أهم النصوص التاريخية من الكتب التراثية ومن بينها:

1- مفرج الكروب في أخبار بني أيوب لجمال الدين بن واصل (3 أجزاء)

2- اتعاظ الحنفا للمقريزي

3- النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية لبهاء الدين بن شداد

4- النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، ابن تغري بردي

5- أنيس الجليس في أخبار تنيس لابن بسام التنيسي

6- حلية الزمن بمناقب خادم الوطن للسيد صالح مجدي

7- إغاثة الأمة بكشف الغمة للمقريزي ( بالاشتراك مع د. محمد مصطفى زيادة)

8- الذهب المسبوك في ذكر من حج من الأمراء والملوك للمقريزي

9- نحل عبر النحل للمقريزي

بالإضافة إلى مئات البحوث والمقالات، وعشرات الكتب المترجمة.

الجوائز:

حصل الدكتور “جمال الدين الشيّال” على العديد من الجوائز والأوسمة:

1- جائزة البحوث الأدبية من مجمع اللغة العربية بالقاهرة عام 1946م،

2- جائزة الدولة التشجيعية في التاريخ عام 1958م،

3- وسام العلوم من الدرجة الأولى عام 1958م.

وفاته:

تُوفيَ الدكتور جمال الدين الشيّال في 2 نوفمبر عام 1967م، وهو لم يتجاوز 56 عاما، بمدينة الإسكندرية بعد قصة كفاح نادرة، وحياة علمية حافلة في التأليف والترجمة، وما زال يُضرب به المثل في إصرار أبناء البسطاء من هذا الشعب، على النجاح والتحدّي، والتاريخ العصامي لرجل ليس له (ظهر) واستطاع بكفاحه وذكائه وصبره وتديّنه أن يصل للقمة، في وقتٍ لم يكن التعليم فيه هو الهدف.

………….

يسري الخطيب

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *