ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي -اليوم الجمعة-مجازر جديدة ضد الشعب الأعزل في غزة، و قصف مناطق متفرقة، مخلفا شهداء وجرحى لا سيما في حي الزيتون ودير البلح، كما نسف مربعات سكنية في مشروع بيت لاهيا وجباليا شمالي القطاع.
استشهد 4 وأصيب عدد آخر في قصف الاحتلال منزلين في شارع الوحدة وحي الزيتون، في حين أصيب 8 جراء غارة جوية استهدفت استراحة بحرية غربي مدينة دير البلح وسط القطاع.
وفي حين واصلت مدفعية الاحتلال استهداف شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، نسف جيش الاحتلال مربعات سكنية بواسطة روبوتات في المناطق الشمالية من مشروع بيت لاهيا.
كما قالت مصادر فلسطينية إن الاحتلال يواصل منذ ساعات الليل وحتى صباح اليوم، نسف المباني في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وفي وقت سابق أمس، وثقت كاميرا الجزيرة إطلاق جيش الاحتلال الرصاص على سيارات إسعاف حاولت الوصول لجرحى وجثامين شهداء في مخيم النصيرات وسط القطاع.
وأظهرت الصور أحد الفلسطينيين يستغيث طلبا للمساعدة بعد استشهاد زوجته وأبنائه، في حين يحاول الأهالي تهدئة روعه رغم إصراره على ضرورة انتشالهم، متحديا الظروف الأمنية الصعبة.
وكانت وزارة الصحة في غزة قالت أمس إن الاحتلال ارتكب 3 مجازر في القطاع وصل منها للمستشفيات 48 شهيدا و53 مصابا خلال 24 ساعة.
وأفادت الوزارة بارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 44 ألفا و330 شهيدا و104 آلاف و933 مصابا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
تحذيرات متصاعدة
وقد أكد مدير المستشفيات في وزارة الصحة بغزة أمس أن الوضع الصحي في القطاع كارثي، وأن عددا كبيرا من المستشفيات خرجت عن الخدمة، جراء استهدافات الاحتلال ونفاد الوقود، قائلا “فقدنا نحو 75% من الطاقة الاستيعابية لمستشفيات القطاع”.
كما حذرت منظمة الصحة العالمية من أن قطاع غزة، لا سيما شمالي القطاع، يعاني نقصا حادا في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات وتسهيل العمليات الإنسانية.
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة قبل أكثر من عام لجأ تقريبا جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقاربهم، مضيفا أن 90% منهم يعيشون في خيام.
وأوضح أن “هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفسي وغيرها، في حين يتوقع أن يؤدي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية”.
وحذر غيبريسوس من أن الوضع مروع بشكل خاص في شمال غزة، حيث يواصل الجيش الإسرائيلي عملية واسعة النطاق في المنطقة منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
إبادة جماعية
بدورها، حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من أن ظروف البقاء على قيد الحياة تتضاءل لنحو 65 إلى 75 ألف شخص يقدر أنهم ما زالوا في شمال غزة.
وقالت الوكالة -على موقع إكس- إن “من بين 91 محاولة أممية لإيصال المساعدات إلى شمال غزة المحاصر في الفترة من السادس من أكتوبر/تشرين الأول إلى 25 نوفمبر/تشرين الثاني، رفضت إسرائيل الموافقة على 82 محاولة وعرقلت 9 محاولات أخرى”.
ويأتي ذلك، بينما يواصل جيش الاحتلال حربه المدمرة على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مخلّفا عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين وسط وضع إنساني يوصف بالكارثي ومجاعة متفاقمة تخيم على القطاع المحاصر.