
الأمة: أوقفت السلطات الأردنية مساء الأربعاء الناشط النقابي والكاتب السياسي الدكتور أحمد زياد أبو غنيمة، على خلفية منشورات نشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي، وُصفت بأنها مسيئة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب والسلطة الفلسطينية التي يراسها محمود عباس في رام الله.
وكشف المحامي محمد أبو غنيمة، شقيق المعتقل، أن الأجهزة الأمنية قامت بتوقيف شقيقه أثناء سيره في أحد شوارع العاصمة، واقتادته إلى أحد المراكز الأمنية للتحقيق معه.
وأضاف في تدوينة على منصة “فيسبوك” اليوم الخميس، بأن التوقيف جاء بناءً على منشورات قديمة على صفحته الشخصية، انتقد فيها كل من الإدارة الأمريكية، والسلطة الفلسطينية في رام الله.
وأوضح أبو غنيمة، الذي سبق له العمل كمدعٍ عام قبل انتقاله إلى مزاولة المحاماة، أن شقيقه يواجه تهمًا تتعلق بمخالفة أحكام المادة 122 من قانون العقوبات الأردني.
وتنص هذه المادة على فرض العقوبات ذاتها المقررة في المادة السابقة، إذا ارتُكبت دون مبرر كافٍ، أفعال من قبيل: “تحقير دولة أجنبية أو جيشها أو علمها أو شعارها الوطني علنًا”، أو “القدح أو الذم أو التحقير العلني لرئيس دولة أجنبية أو وزرائها أو ممثليها السياسيين في المملكة”.
وأشار المحامي محمد أبو غنيمة، في منشوره ساخرًا إلى أن تطبيق هذه المادة “يفترض وجود شكوى شخصية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب”، مضيفًا: “لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم”.
وأكد أبو غنيمة عزمه على إعادة نشر التدوينات التي تسببت في اعتقال شقيقه، مشيرًا ضمنا إلى أن القضية مقامة باسم الحق العام، وليس بناءً على شكوى مباشرة من جهة أجنبية.
وقد أثار اعتقال الدكتور أبو غنيمة موجة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد من النشطاء والمواطنين عن استيائهم من الحادثة، واعتبروها تقييدًا لحرية التعبير.
وعلّق تحسين المصري قائلًا: “والله إن الأمر لمحزن فعلاً، ألا يحق لنا انتقاد ترامب، وهو الذي أوصل أهل غزة إلى حد المجاعة وشجع إسرائيل على تهجيرهم؟”.
وفي السياق ذاته، كتبت الناشطة انتصار الرجوب: “على هيك، لازم يسجنوا ثلثي الشعب الأردني”، في إشارة إلى انتشار الانتقادات الحادة للسياسات الأمريكية بين المواطنين الأردنيين.
وتأتي هذه الحادثة، التي لم يعلق عليها أي مصدر أردني رسمي حتى الآن، في ظل حالة من الاستياء الشعبي المتصاعد في الأردن، على خلفية المواقف الأمريكية الداعمة لإسرائيل في عدوانها المستمر على قطاع غزة، خصوصًا مع تزايد مشاهد الموت جوعا بين الأطفال والنساء.