
عقد المجلس الاستشاري لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي، يوم الخميس، دورته لعام ٢٠٢٥ في مدينة نينغبو، بمقاطعة تشجيانغ شرقي الصين.
منتدى الحزام والطريق
وقبل ذلك بيوم، زار أعضاء المجلس الاستشاري من كينيا ومصر والمملكة المتحدة ودول أخرى ميناء المياه العميقة العالمي المستوى في تشجيانغ.
ميناء نينغبو-تشوشان هو الميناء الوحيد في العالم الذي ناول أكثر من مليار طن من البضائع سنويًا لمدة 16 عامًا متتالية. ويضم أكثر من 200 رصيف عميق المياه موزعة على 20 منطقة مينائية تمتد على طول 220 كيلومترًا من الساحل، ويستوعب كل رصيف سفنًا بحمولة 10,000 طن.
ويعد الميناء مركزًا ذهبيًا لدلتا نهر اليانغتسي ورابطًا حيويًا يربط الصين بالشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا في إطار مبادرة الحزام والطريق.
قال عصام شرف، رئيس الوزراء المصري الأسبق: “عملتُ مهندسًا للنقل، وشاركتُ في العديد من مشاريع الموانئ في مصر. لكن ميناء نينغبو-تشوشان، بلا شك، أكثر تطورًا وأهمية”.
النقل البحري حجر الزاوية
ويرى شرف أن الاقتصاد العالمي يعتمد بشكل متزايد على النقل البحري، وأن الموانئ الفعالة هي حجر الزاوية في التجارة العالمية.
قال إيراستوس جيه أو موينشا، نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي السابق، بينما كان يجول بنظره عبر الميناء الصاخب: “يمكنك أن ترى هنا الموظفين المتفانين، والابتكارات المتطورة، والعلوم المتقدمة. فلا عجب أن يكون هذا الميناء أحد أكبر الموانئ في العالم”.
بالنسبة لموينشا، فإن الميناء هو أكثر من مجرد مركز لوجستي، بل إنه يمثل رمزًا للتعددية.
المنفعة المتبادلة
قال: “إن أحد أهداف مبادرة الحزام والطريق هو تعزيز التعاون العالمي وتحقيق المنفعة المتبادلة. سواءً تعلق الأمر بالموانئ أو الطرق السريعة أو المراكز الإقليمية أو الطرق الجوية، فجميعها برامج أساسية في المبادرة.
فهذه البنى التحتية لا تربط المواقع فحسب، بل تربط أيضًا فرص التنمية”.
منذ اقتراح مبادرة الحزام والطريق قبل أكثر من عقد من الزمان، ظل التعاون في مجال الموانئ مجالاً رئيسياً للتواصل.
لقد عملت الصين وشركاؤها معًا لتحويل البنية التحتية البحرية الحيوية، من خلال مشاريع تشمل ميناء جوادر في الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني وميناء بيرايوس في اليونان، وهو أكبر ميناء في البحر الأبيض المتوسط.
بالإضافة إلى ميناء ليكي البحري العميق، وهو أول ميناء بحري عميق حديث في نيجيريا.
الهدف ليس فقط توسيع طرق التجارة، بل أيضًا تحقيق تنمية مشتركة. بالنسبة للعديد من أعضاء المجلس الاستشاري الذين زاروا نينغبو، فإن مشاهدة حجم وتطور ميناء نينغبو-تشوشان أكدت من جديد إمكانيات تعميق التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق.
وصف شرف، المراقب المخضرم للتنمية الدولية، مبادرة الحزام والطريق بأنها “إحدى أهم منصات التعاون في العالم اليوم”.
آمال التنمية
وأضاف أنها تحمل “آمال التنمية لدى العديد من الدول، وتتمتع بأهمية تاريخية”.
من خلال الشراكات والمشاريع المشتركة، بنى مشروع الحزام والطريق شبكة عالمية من التواصل والتخطيط المشترك والهدف المشترك.
كما قال شرف. وأضاف: “في ظل هذه المبادرة، لا نفرض شروطًا، بل نتشارك المنافع”.
أعرب موينشا عن رأي مماثل. وقال بثقة: “بالنسبة لي، مبادرة الحزام والطريق بحد ذاتها ملاذٌ للأمل والتقدم والمستقبل.