رجوي: النظام الإيراني صادر حرية الشعب وسلام الشرق الأوسط، وأمن العالم

عُقد مؤتمر دولي هام في باريس، في ساعة متأخرة من مساء أمس جمع برلمانيين وشخصيات سياسية من المملكة المتحدة، كندا، أيرلندا، مالطا، سويسرا، رومانيا، البرتغال، وهولندا لمناقشة الوضع في إيران.
وتضمن المؤتمر كلمة رئيسية للسيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وأبرز بيانًا وقّعه 560 مشرعًا بريطانيًا يعبرون عن دعمهم لتغيير النظام في إيران وتأييدهم للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كبديل ديمقراطي.
في خطاب ألقته السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، خلال مؤتمر ضمّ شخصيات وبرلمانيين من أوروبا وكندا، أكدت أن “النظام الإيراني قد أخذ حرية الشعب الإيراني، وسلام الشرق الأوسط، وأمن العالم رهينةً لديه”.
ورحّبت السيدة رجوي بالحضور من المملكة المتحدة، وإيرلندا، وكندا، وهولندا، ومالطا، وسويسرا، والبرتغال، ورومانيا، مشيدةً بدعمهم للتغيير الديمقراطي في إيران، ووصفت هذا الدعم بأنه “نهج يحظى بالاحترام والمصداقية”.
أشارت رجوي إلى أن “الاستبداد الديني الحاكم في إيران هو مصدر الإرهاب وإشعال الحروب في المنطقة”، مؤكدة أن “هذا النظام لا يتوقف عن الإعدام والتعذيب وقمع النساء داخل إيران، لأنه إن فعل ذلك، سيسقط”.
وأضافت أن “النظام لا يتخلى عن برنامج تصنيع القنبلة النووية، لأنه يعتبرها من ضمانات بقائه”، وأنه “لا يتوقف عن إشعال الحروب في الشرق الأوسط، لأنه بذلك يفقد هيمنته”، و”لا يتخلى عن الإرهاب خارج إيران، لأنه بذلك يفقد أداة الابتزاز وتهديد الدول الأخرى”.
في سياق حديثها عن الأنشطة الإرهابية للنظام الإيراني، ذكرت رجوي أن “في الأسبوع الأول من هذا الشهر، كشفت الحكومة البريطانية عن عملية إرهابية كان حرس الملالي ينفّذها في لندن”، وأن “في الشهر الماضي، أعلنت الأجهزة الاستخباراتية في هولندا أن العصابة الإجرامية التي حاولت اغتيال الدكتور أليخو فيدال كوادراس، نائب رئيس البرلمان الأوروبي السابق، كانت تتلقى أوامرها من النظام الإيراني”.
وأكدت رجوي أن “الحل الحقيقي هو إسقاط النظام على يد الشعب والمقاومة الإيرانية”، مشيرة إلى أن “النظام يعيش ظروف السقوط”، وأن “الانتفاضات المتكررة منذ ديسمبر 2017 أثبتت أن المجتمع الإيراني قد نهض لإسقاط الملالي الحاكمين”.
وأوضحت أن “القوة القادرة على إسقاط النظام على أهبة الاستعداد”، وأن “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية هو البديل الديمقراطي لهذا النظام، ويحمل برنامجًا تقدميًا من أجل إيران الحرّة في المستقبل”، مضيفة أن “منظمة مجاهدي خلق الإيرانية تقف في صميم هذا البديل”.
وأشارت رجوي إلى أن “القاعدة الشعبية الواسعة لهذه الحركة داخل إيران تُعدّ من أهم عناصر قوتها في إسقاط النظام”، وأن “مؤخرًا، وبالاعتماد على أنشطة أنصارها داخل البلاد، كشفت هذه الحركة أحد المواقع النووية السرية للنظام في محافظة سمنان”، مما “أثار ذعرًا شديدًا في صفوف الملالي الحاكمين، وأوقعهم في مأزق كبير”.
وأضافت أن “هذا الكشف جزء من سلسلة طويلة مما قامت به المقاومة الإيرانية من أعمال الكشف بشأن البرنامج النووي للنظام”، مشيرة إلى أنه “في عام 2002، كشفت المقاومة مواقع النظام النووية السرية في نطنز وأراك، وهي مواقع كان النظام قد أخفاها عن أعين العالم حتى ذلك الحين”.
وأكدت رجوي أن “قادة النظام شنّوا مرارًا هجمات ضد مجاهدي خلق الإيرانية بسبب دورهم المحوري في الانتفاضات”، وأن “شبكة واسعة من الشباب الشجعان من أنصار مجاهدي خلق تنشط في جميع محافظات البلاد، وهم ينفذون عمليات يومية مضادة للقمع في إطار ‘وحدات الانتفاضة’”.

وأوضحت رجوي أن “برنامجنا هو إقامة جمهورية تقوم على فصل الدين عن الدولة، والمساواة بين المرأة والرجل، والحكم الذاتي للقوميات، وإلغاء عقوبة الإعدام، وإيران خالية من السلاح النووي”، وأن “الدعامة الأساسية لهذا البرنامج هي القوة التي تضحي بنفسها من أجل دفع هذا النضال إلى الأمام”.
وأشارت إلى أن “أكثر من مئة ألف من أعضاء هذه الحركة قدّموا أرواحهم في مواجهة الاستبداد الديني”، وأنه “منذ تسلّم رئيس النظام الجديد لمنصبه بتعيين من خامنئي، تم إعدام حوالي 1200 شخص في أقل من عام”، مضيفة أن “عددًا من أعضاء مجاهدي خلق يواجهون أحكام الإعدام، كما يتعرض عدد كبير منهم للتعذيب في سجون النظام المنتشرة في جميع أنحاء البلاد”.
وأكدت رجوي أن “الملالي الحاكمين يحاولون الحفاظ على سلطتهم من خلال الإعدام والتعذيب، وبث الأكاذيب وحملات التشويه”، لكن “أعضاء حركتنا يقاتلون بحبهم للحرية واستعدادهم للتضحية بأرواحهم”، ولهذا السبب، فإن “هذا النضال سينتصر لا محالة”.
وأشارت إلى أن “هذه المقاومة تحظى أيضًا بتضامن آلاف من النواب في الدول الغربية”، وأن “في الأيام الأخيرة، أعربت الأغلبية في مجلس النواب الأمريكي عن دعمها للمقاومة الإيرانية وبرنامجها من أجل إيران حرّة في الغد”.
ذكرت رجوي أن “من التطورات المهمة الأخرى، البيان الذي أصدرته الأغلبية من زملائكم في مجلس العموم ومجلس اللوردات في بريطانيا، ومجلس الشيوخ في إيرلندا، وبرلمان مالطا، وبرلمان جنيف”، وأن “هذا البيان يمثّل نموذجًا لرؤية عميقة ومسؤولة تجاه أحد أبرز تحديات العالم المعاصر”.
ودعت رجوي أوروبا إلى اتخاذ الخطوات التالية: “إدراج حرس النظام الإيراني في قائمة المنظمات الإرهابية”، و”التفعيل الفوري لـ ‘آلية الزناد’ بموجب القرار 2231، وإعادة تفعيل قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن مشاريع النظام النووية“، و”الاعتراف بشرعية مقاومة شباب إيران في مواجهتهم مع حرس النظام الإيراني”.
في ختام كلمتها، أعربت رجوي عن شكرها للحضور على “وقوفكم إلى جانب شعب إيران”، وعلى “جهودكم، أنتم النواب المحترمون، في دعمكم لورقة حل المقاومة الإيرانية من أجل الحرية والديمقراطية، وهو حل يخدم السلام والأمن في العالم أيضًا