تقارير

تقرير : عوامل متضاربة تُحرك أسواق النفط بين صعود هش وهبوط محتمل

 

تذبذب الأسعار بين السياسة والاقتصاد

شهدت أسواق النفط العالمية تقلبات حادة في الآونة الأخيرة، حيث ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 2% ليصل إلى 64 دولاراً للبرميل، في تحسن جزئي بعد خسائر الأمس التي سببتها تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الناقدة للسياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي.

 

محفزات الصعود: العقوبات والمخاوف الجيوسياسية

1. العقوبات على إيران :

أدى تشديد الولايات المتحدة للعقوبات على شبكة أعمال إيرانية إلى تعزيز المخاوف من انخفاض المعروض النفطي العالمي.

2. التوافق الأمريكي-الإسرائيلي :

أشارت تصريحات ترامب ونتنياهو إلى توافقهما بشأن سياسة الضغط على إيران، مما عزز توقعات السوق باضطراب الإمدادات.

 

ضغوط الهبوط: الحرب التجارية والصراعات الدولية

– التوترات التجارية :

لا تزال المفاوضات بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، خاصة الصين، تثير مخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وانخفاض الطلب على النفط.

– التطورات الأوكرانية :

تسببت أنباء عن احتمال وقف التصعيد الروسي في أوكرانيا في تراجع الأسعار من أعلى مستوياتها خلال الجلسة.

 

إشارات السوق قصيرة الأجل: بين الموسمية والفائض المتوقع

رغم التوقعات بعودة فائض المعروض النفطي لاحقاً هذا العام، تشير بعض المؤشرات إلى تحسن مؤقت

– علاوة العقود الآجلة :

سجلت أعلى مستوى منذ فبراير، مما قد يعكس شحاً قصير الأجل في الإمدادات.

– الطلب الموسمي:

يتوقع خبراء مثل مارتين راتس من “مورغان ستانلي” أن يدعم موسم الصيف الأسعار مؤقتاً قبل عودة الضغوط الهبوطية.

 

السياسة الخارجية وتأثيرها على الطاقة

– التحالفات الاستراتيجية :

مع زيارة ترامب المزمعة إلى دول الخليج، قد تشهد الأسواق تحركات جديدة في سياسات أوبك+.

– دور الهند :

تُظهر المحادثات الأمريكية-الهندية حول الطاقة والدفاع أهمية ثاني أكبر مستورد للنفط في العالم في موازنة السوق، خاصة مع استمرار خلافات الرسوم الجمركية مع الصين.

 

التوقعات: عام من التقلبات الحادة

في ظل هذه العوامل المتعارضة، يبدو أن مسار النفط في 2024 سيتأرجح بين:
– صعود قصير الأجل مدعوم بالعوامل الجيوسياسية والموسمية.
– **ضغوط هيكلية سبب تباطؤ النمو وزيادة الإنتاج خارج أوبك.

 

يُوصي المحللون بمراقبة ثلاثة محركات رئيسية:
1. سياسة العقوبات الأمريكية على إيران وفنزويلا.
2. تطورات الحرب التجارية وتأثيرها على النمو في آسيا.
3. استجابة أوبك+ لأي فائض متوقع في النصف الثاني من العام.

تعكس تحركات النفط الأخيرة حرباً خفية بين السياسة والاقتصاد، حيث تتصاعد التوترات الجيوسياسية كعامل صعود، بينما تهدد الحرب التجارة العالمية ومخزونات النفط الضخمة بالهبوط. السوق يقف على مفترق طرق، والمسار الأرجح هو مزيد من التقلبات الحادة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى